من جديد أطلق المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، حزمة من التهديدات ضد إسرائيل والولايات المتحدة وذلك بعد الهجوم الذي شنته إسرائيل واستهدف مواقع عسكرية في إيران في أواخر أكتوبر الماضي والذي أسفر عنه مقتل 5 أشخاص.
خامنئي يتوعد إسرائيل وأمريكا
وهدد المرشد الأعلى الإيراني، إسرائيل والولايات المتحدة بـ"رد ساحق" على الهجمات التي تشن عليها وحلفائها.
وجاءت الضربات الانتقامية الإسرائيلية على المنشآت العسكرية الإيرانية بعد أسابيع من هجوم الأول من أكتوبر، والذي أطلقت فيه إيران 200 صاروخ باليستي على إسرائيل، مما دفع معظم السكان إلى الاندفاع إلى الملاجئ والغرف الآمنة، مما تسبب في أضرار للقواعد العسكرية وبعض المناطق السكنية، ومقتل رجل فلسطيني في الضفة الغربية.
وقال خامنئي في مقطع فيديو نشرته وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية: "الأعداء، سواء النظام الصهيوني أو الولايات المتحدة الأمريكية، سيتلقون بالتأكيد ردًا ساحقًا على ما يفعلونه بإيران والأمة الإيرانية وجبهة المقاومة".
ولم يوضح خامنئي توقيت الهجوم المهدد أو نطاقه. وتعمل القوات العسكرية الأميركية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، حيث تقوم بعض القوات الآن بتسيير بطارية دفاع جوي صاروخي عالي الارتفاع في إسرائيل.
ومن المرجح أن تتواجد حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن في بحر العرب، بينما قال السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية اللواء بات رايدر يوم الجمعة إن المزيد من المدمرين وأسراب المقاتلات وناقلات النفط والقاذفات بعيدة المدى من طراز بي-52 ستأتي إلى المنطقة لردع إيران
وكان خامنئي البالغ من العمر 85 عاما قد اتخذ نهجا أكثر حذرا في تصريحات سابقة، قائلا إن المسؤولين سوف يدرسون رد إيران وإن الهجوم الإسرائيلي "لا ينبغي المبالغة فيه أو التقليل من شأنه"، ولكن جهود إيران للتقليل من أهمية الهجوم تعثرت حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية التي حللتها وكالة أسوشيتد برس أن الهجمات ألحقت أضرارا بقواعد عسكرية بالقرب من طهران مرتبطة ببرنامج الصواريخ الباليستية في البلاد، فضلا عن الأضرار التي لحقت بقاعدة للحرس الثوري تستخدم في إطلاق الأقمار الصناعية.
إيران والأزمات الداخلية
وتتعامل إيران، التي هاجمت إسرائيل مباشرة بالصواريخ والطائرات بدون طيار لأول مرة في أبريل، مع مشاكلها الداخلية، حيث يعاني اقتصادها تحت وطأة العقوبات الدولية وتواجه سنوات من الاحتجاجات المتعددة على نطاق واسع. وبعد خطاب خامنئي، انخفض الريال الإيراني إلى 691.500 مقابل الدولار، وهو ما يقرب من أدنى مستوى له على الإطلاق. وكان سعر الريال 32.000 ريال مقابل الدولار عندما توصلت طهران إلى اتفاقها النووي عام 2015 مع القوى العالمية.
وفي مقابلة نشرتها وكالة أنباء فارس شبه الرسمية قبل وقت قصير من نشر تصريحات خامنئي، حذر الجنرال محمد علي نائيني، المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني الذي يسيطر على الصواريخ الباليستية اللازمة لاستهداف إسرائيل، من أن رد إيران "سيكون حكيما وقويا ويتجاوز فهم العدو".
وحذر من أن "على زعماء النظام الصهيوني أن ينظروا من نوافذ غرف نومهم ويحموا طياريهم المجرمين داخل أراضيهم الصغيرة".
وتحتفل إيران يوم الأحد المقبل بالذكرى الخامسة والأربعين لأزمة احتجاز الرهائن في السفارة الأميركية، وفقًا للتقويم الفارسي. وكان اقتحام السفارة في الرابع من نوفمبر 1979 من قبل طلاب إسلاميين قد أدى إلى اندلاع أزمة استمرت 444 يومًا، والتي عززت العداء المستمر منذ عقود بين طهران وواشنطن والذي لا يزال قائمًا حتى اليوم.