وسط تمدد رقعة الخوف بين ساكنة مدينة تطوان والمدن المجاورة لها بسبب الأنباء غير السارة بشأن تفشي داء الحصبة المعروف شعبيا باسم “بوحمرون”، والحديث عن وفيات وإصابات تفتك بأطفال المنطقة، الذين ضاق بهم قسم أمراض الأطفال بمستشفى سانية الرمل، يلوذ مسؤولو القطاع، محليا وجهويا، بالصمت، فاسحين المجال لانتشار المعلومات المتضاربة.
وعاشت مدينة “الحمامة البيضاء”، أمس الأحد، على إيقاع انتشار واسع لأخبار تناقلها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تفيد أنَّ جَناح الأطفال في مستشفى سانية الرمل “مليء بالأطفال المصابين بداء بوحمرون”.
وأشارت التدوينات، التي تناقلها أبناء المدينة على حساباتهم وصفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن جميع الأطفال “حالتهم الصحية معقدة”، وأن “الحالات الجديدة للأطفال الذين يفدون على المستشفى تتم إحالتهم على جناح آخر غير الجناح الخاص بالأطفال لأن هذا الأخير مملوء عن آخره”.
ولم تقف الأنباء، التي أثارت موجة غضب واسعة لدى أبناء المدينة، عند هذا الحد، بل ذهبت إلى القول إن المشكل الكبير هو أن الطبيبة المختصة الوحيدة في الأطفال بمستشفى سانية الرمل توجد في عطلة، وأن “الأطفال المرضى لا يجدون طبيبا مختصا يسهر على متابعة وضعهم الصحي بشكل يومي، ويتكفل بهم أطباء الطب العام، وعندما تسوء حالة أحدهم تتم إحالته على المستشفى الجامعي محمد السادس بمدينة طنجة”.
وطالب النشطاء المسؤولين عن القطاع الصحي محليا وجهويا بالتدخل العاجل لإيجاد حل للخطر المحدق بالأطفال المصابين بـ”بوحمرون” في مستشفى سانية الرمل.
وحسب مصادر جيدة الاطلاع من داخل المستشفى، فإن الوضع “صعب”، والأطفال “يعانون في صمت”.
وأوضحت المصادر ذاتها التي لم ترغب في ذكر اسمها، لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن أصل المشكل معروف، هو “النقص الحاد في الأطباء بالمستشفى، والمسؤولون على علم بذلك، وما زالوا يقدمون الوعود فقط بتعزيز الطاقم منذ أشهر طويلة دون تحقيق أي شيء”.
وأضافت أن مسؤولي القطاع تلقوا رسائل من المركز تمنعهم من التواصل مع الصحافة، وعدم تقديم أي معطيات بخصوص الوضع الصحي في المدينة والحالات التي تفد عليهم من الأطفال المصابين بـ”بوحمرون”.
وفي هذا السياق حاولت جريدة هسبريس الإلكترونية، طيلة النصف الثاني من يوم أمس الأحد، التواصل مع المدير الإقليمي للصحة بتطوان، وكذلك المسؤولة الجهوية عن القطاع وفاء أجناو من أجل تقديم معطيات حول الأنباء المنتشرة حول الوضع الصحي بالمدينة، إلا أن أي أحد منهما لم يرد.