كنت أجلس مع صديقى وائل الإبراشى -رحمه الله- فى صالة التحرير بروزاليوسف، مساء فى إحدى ليالى رمضان، وأبلغنى عامل الاستعلامات بفتاة تريد مقابلتى، وصعدت إلينا فى الدور الخامس.. عمرها فى العشرينيات، ملامحها جميلة وأنيقة الملابس، ولكنتها من إحدى الدول العربية الشقيقة.
قالت على الفور إنها قرأت ما كتبته الأسبوع الماضى عن دجال شهير جدا فى ذلك الوقت منذ ٢٥ سنة، وأنه أوقع بها بالسحر الأسود وتزوجها عرفيا ولا تستطيع أن تهجره خوفا من انتقامه.
وفجأة تبدلت ملامح الفتاة إلى شيطانية وأصابتها رجفات شديدة وهى تصرخ وتستعطف الكائن الغامض أن يتركها ولا يؤذيها تبكى بالدموع، وأصابنا المشهد المفاجئ بالارتباك الشديد، وأحضرنا لها كوبا من الماء.
لحظات قليلة هدأت وتبدلت ملامحها إلى شكلها الطبيعى، سألناها «فيه إيه»؟، وهى تساءلنا عن سبب السؤال وكأن شيئا لم يحدث لها، ووعدناها بالاهتمام بقضيتها وملاحقة هذا الدجال.
كان هذا الدجال على علاقات قوية بدول شقيقة ويذهب إليها باستمرار ويلقى محاضرات فى الجمعيات النسائية، ويرتدى عباءة العالم الورع التقى العالم بأمور الدين، وكان على موعد بزيارة هذه الدولة بعد أسبوع.
كتبت مقالا تحذيريا شديد اللهجة من استضافة «الدجال وضحاياه من النساء»، وأثناء لقائه بالجمعية النسائية فى الدولة الشقيقة رفعوا فى وجهه غلاف المجلة وعليه العنوان الكبير، وتلعثم ولم يستطع الإجابة عن الأسئلة العنيفة.
واتصلت بى إحدى السيدات تليفونيا بعد استمرار الحملة ضد الدجال، وذكرت أنها أستاذة جامعية وكانت ملكة جمال الجامعة ولها مكتب استشارات قانونية كبير، وتزوجها نفس الدجال عرفيا وهى حامل منه، وقالوا لها الإجهاض حرام.
أوصلتها بأحد رجال الدين فى دار الافتاء، يطمئنها ويقدم لها الرأى الدينى الصحيح، وكان الدجال قد تزوجها بنفس الطريقة، فى إحدى المناسبات يتبادل معها النظرات ولا تستطيع مقاومتها بالسحر الأسود كما تقول، وبعدها يسيطر عليها، وتفعل ما يريده.
وكانت الزميلة الإعلامية والصحفية سهير جودة قد تناولت نفس الموضوع، ونالنا من اتباع الدجال أشكال متنوعة من التهديد والوعيد وأنه سينكل بنا، ولكن طبعا كله كلام فارغ.
تذكرت هذه الحكاية بسبب ما يثار هذه الأيام فى مواقع التواصل الاجتماعى، عن تحول شخصيات نسائية من النقيض إلى النقيض، بسبب ضغوط نفسية لا يتحملها العقل أو الأعصاب، فترتكب تصرفات غير اعتيادية، قد تصل إلى أفعال يعاقب عليها القانون.
صحيح أن الضغوط النفسية والسحر موضوعان مختلفان، لكن فى بعض الأحيان قد يتم الخلط بينهما أو ربطهما، خاصة فى الثقافات التى تؤمن بتأثير السحر على الصحة النفسية والجسدية.
الضغوط النفسية تشمل العمل المرهق والعلاقات المضطربة والمشاكل المالية وفقدان الأحبة وغيرها، وأهم أعراضها القلق وتقلبات المزاج والأفعال.
أما السحر فهو الاعتقاد بسيطرة قوة خارقة على الإنسان، وأعراضه تقلبات المزاج وآلام العضلات والصداع، وفى كثير من الأحيان لا يستطيع الإنسان أن يفرق بين الضغوط النفسية والسحر.
نقلا عن اخبار اليوم
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.