أخبار عاجلة
ضبط مضطرب نفسي يضرب المارة في الشارع -

ورقة بحثية تستعرض التحديات المعرفية للثقافة الأمازيغية في المغرب

ورقة بحثية تستعرض التحديات المعرفية للثقافة الأمازيغية في المغرب
ورقة بحثية تستعرض التحديات المعرفية للثقافة الأمازيغية في المغرب
ورقة بحثية تستعرض التحديات المعرفية للثقافة الأمازيغية في المغرب
هسبريس من الرباطالسبت 25 يناير 2025 - 05:00

أكدت ورقة بحثية منشورة ضمن عدد هذا الشهر من مجلة “الدراسات الإفريقية وحوض النيل”، التي تصدر عن المركز الديمقراطي العربي، أن التصورات المتعلقة بالثقافة الأمازيغية كانت مرتبطة بسياقات ومراحل خاصة، إذ كانت هذه الثقافة مهمشة في مرحلة أولى، حيث تم الدفاع عن وحدة ثقافية في فترات كان يُنظر فيها إلى هذا التنوع كتهديد وبأنه غير ذي فائدة كبيرة.

وأوضحت الورقة، المعنونة بـ”التحديات المعرفية للثقافة الأمازيغية: بين الموضوعية والذاتية”، للباحث في علم الاجتماع زكرياء نصر الدين، أن “المرحلة الثانية كانت مرحلة صراع، حيث كان هناك تضارب بين السلطة السياسية والعاملين في المجال الثقافي ضد اليقظة الأمازيغية”، مشيرة إلى أن “المرحلة الأخيرة اتسمت بحصول الثقافة الأمازيغية على فرص أكبر لتعزيز مكانتها في إطار تصور متعدد للأمة المغربية، في سياق الانفتاح والديمقراطية في النظام السياسي، إذ يُنظر اليوم إلى التنوع الثقافي كغنى وثروة يجب الحفاظ عليها”.

وسجلت الوثيقة ذاتها أن “المغرب كان مفترق طرق حقيقياً للحضارات، وأرضاً للتنوع والتمازج الثقافي والتفاعل الخصب بين الثقافات؛ وهذه الحقيقة تشكل أساساً لبعض الأسئلة التي مازالت تطرح حتى اليوم حول أصول المجتمع المغربي وخصائص الأمازيغ والعرب في المغرب”، مضيفة أنه “من الصعب اليوم التمييز بين الأمازيغي والعربي بسبب التمازج والتداخل في الخصائص الهوياتية”.

وأبرز كاتب الورقة أن “الثقافة الاقتصادية تميزت في بعض الأوساط الأمازيغية بالهشاشة والفقر الواضح، وهو استنتاج لا يمكن تعميمه، إذ يرتبط من جهة بالظروف الطبيعية الأقل سخاء، ومن جهة أخرى بتركز الثروات الوطنية في يد أقلية”، مضيفاً أن “هذا الواقع يسبب اختلالاً ويفرض تصورات سلبية عن الثقافة الأمازيغية، تُظهرها على أنها متخلفة وقديمة وتقليدية؛ لذلك من المهم الإشارة إلى أن التنمية الاقتصادية والتوزيع العادل للثروات هما السبيل الوحيد لتجاوز الصور النمطية المرتبطة بهذه الثقافة”.

واعتبر الباحث ذاته أن “الثقافة الأمازيغية هي موضوع للتعاطف والكراهية، للقبول والرفض، ويمكن تفسير هذه الحقيقة بتعدد الفاعلين المهتمين باستخدام قضية الأمازيغية لصالحهم”، مؤكداً أن “هذه الثقافة بدأت، مع قدوم الملك محمد السادس، في اكتساب مكانة تدريجية في المشهد الثقافي العام”، وزاد: “من جانبه فإن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية تمكن منذ تأسيسه من إعطاء دفعة قوية للثقافة الأمازيغية من خلال تعزيز مكانتها في الفضاء التعليمي والاجتماعي والثقافي والإعلامي الوطني”.

وعلى صعيد آخر اعتبرت الورقة ذاتها أن “الثقافة الأمازيغية، في غياب الوثائق الأدبية والآثار المكتوبة، كانت تُعتبر على مر القرون ثقافة شفوية”، متابعة: “تتمحور هذه الشفاهية بشكل رئيسي حول الأغاني والحكايات والقصص والأساطير”، ومشيرة إلى أن “هذه الثقافة طالما ارتبطت بالشعبية، ويُفسَّر ذلك بغيابها التام في الأوساط الحديثة لاكتساب ونشر المعرفة؛ كما يرتبط ذلك أيضاً باللجوء إلى الوصفات التقليدية في مختلف المجالات، فإلى جانب دور الأعشاب الطبية العلاجية، على سبيل المثال، تُستخدم التمائم والتعويذات كوسيلة للحماية”.

وخلصت الدراسة إلى أن “التصورات المرتبطة بالثقافة الأمازيغية هي في النهاية مجرد لقاء بين الأشياء المادية أو أحداث من العالم الواقعي وإدراكاتها المختلفة في أذهان الأشخاص؛ وهذا اللقاء بين الموضوع والشيء والإدراك هو ما يحدد الخصائص الذاتية والموضوعية لتصور هذه الثقافة”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق «تعليم الجيزة» تحذر من الإخلال بامتحانات الشهادة الإعدادية: حبس وغرامة 200 ألف جنيه
التالى حرائق الأرجنتين تدمر الغابات وتلتهم 50 منزلا ومدرسة في 5 ساعات (فيديو)