يعاني سكان دوار “سرمت” بجماعة تبانت التابعة لإقليم أزيلال من أوضاع صحية متدهورة منذ أكثر من عام، نتيجة إغلاق المستوصف الصحي الوحيد في المنطقة. وجاء هذا الإغلاق بعد انتقال الممرضة الوحيدة التي كانت تشرف على المرفق ضمن الحركة الانتقالية دون تعيين بديل، ما ترك السكان محرومين من خدمات صحية أساسية.
وتُفاقم هذه الأزمة معاناة النساء الحوامل اللواتي يضطررن إلى السفر لمسافات طويلة وسط تضاريس وعرة، وفي ظروف مناخية قاسية، للحصول على رعاية صحية. كما يعاني الأطفال من نقص في خدمات التطعيم والرعاية الطبية، ما يزيد من مخاطر الأمراض الموسمية.
مصطفى ياداين، ممثل سكان الدوار، أوضح أن الأهالي تقدموا بعدة شكاوى لمندوبية الصحة في أزيلال، لكن دون أي استجابة تُذكر، وأشار إلى أن المستوصف كان يقدم خدماته لأكثر من 5000 نسمة، بما يشمل سكان دواوير مجاورة مثل وامندنت وتيغبولا، تبعد عن مركز جماعة تبانت بأكثر من 60 كيلومترًا، ما يجعل الوصول إلى بدائل صحية أمرًا بالغ الصعوبة.
وقال ياداين: “نحن نقترب من السنة منذ إغلاق مستوصف سرمت بسبب غياب الممرض الذي تم تعيينه فيه لكنه رفض الالتحاق بعمله. وهذا الوضع يجبر النساء الحوامل على قطع مسافة 60 كيلومترًا ذهابًا وإيابًا عبر طرق غير معبدة، لتلقيح أطفالهن أو الحصول على الرعاية الصحية اللازمة”.
ورغم إدراج مشكلة المستوصف ضمن جدول أعمال المجلس الجماعي خلال دورتي أكتوبر 2024 وفبراير 2025 لم تسفر النقاشات عن أي خطوات عملية لحل الأزمة. كما أن محاولات السكان للتواصل مع السلطات المحلية لم تُثمر عن نتائج، رغم تصنيف المنطقة ضمن “المناطق الباردة” التي تستوجب دعمًا خاصًا وفق التعليمات الملكية.
ويطالب السكان والفعاليات المحلية عامل إقليم أزيلال بالتدخل العاجل لتعيين ممرض أو ممرضة وإعادة فتح المستوصف؛ كما دعوا إلى تحسين خدمات الرعاية الصحية بشكل يتناسب مع احتياجات المنطقة، خصوصًا في موسم البرد الذي يضاعف التحديات الصحية للسكان.
من جانبه أكد عادل آيت حدو، المندوب الإقليمي للصحة بأزيلال، أن المستوصف ستتم إعادة فتحه قريبًا، مشيرًا إلى الإعلان عن مناصب شاغرة بعدة مراكز، بما فيها مركز سرمت، وموردا أن التحاق الأطر التمريضية بهذه المراكز مرتقب خلال الأيام المقبلة.