قال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الهدنة الأخيرة بين حركة حماس وإسرائيل جاءت بفضل الجهود الدبلوماسية المصرية، التي شاركت فيها أيضًا قطر والولايات المتحدة، وكان للدور المصري البارز تأثير كبير في تشكيل التفاهمات الدولية حول القضية الفلسطينية.
دور مصر في المفاوضات .. قيادة دبلوماسية استثنائية
وأوضح حجازي في تصريحات لـ"تحيا مصر"أن الدبلوماسية المصرية، بقيادة الدولة ووزارة الخارجية، استمرت في متابعة الأحداث على الأرض بين حماس وإسرائيل، وهو ما كان له دور محوري في صياغة عملية تفاوضية معقدة وفعالة.
هذه الجهود أسفرت عن اتفاقية وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن، وهي خطوة هامة نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة.
دور مصر في المساعدات الإنسانية
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن مصر قد أعادت تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للأشقاء في فلسطين بعد فترة طويلة من المعاناة، وهو ما يعكس التزام مصر المستمر بدعم الشعب الفلسطيني في محنته.
وأكد أن مصر لم تقتصر على الدعم الإغاثي، بل سعت جاهدة لتقويض المخططات الإسرائيلية التي كانت تهدف إلى تهجير السكان الفلسطينيين في غزة.
تمكين الشعب الفلسطيني في أرضه
كما أكد حجازي أن الهدف الرئيسي لمصر من خلال هذه الجهود هو تمكين الشعب الفلسطيني من البقاء على أرضه، والعمل على إفشال المخططات التي كانت تهدف إلى تهجيره قسريًا.
وأضاف أن مصر استطاعت من خلال تحركاتها الدبلوماسية إبطال العديد من هذه الخطط، مُبديًا فخره بما حققته بلاده في هذا السياق.
مصر تُثبت مجددًا مكانتها في دعم القضايا العربية
وتابع :التحركات الدبلوماسية المصرية أثبتت أن مصر تظل فاعلًا رئيسيًا في الساحة السياسية والإنسانية العربية، وأنها لا تزال تمتلك القدرة على التأثير بشكل إيجابي في الأحداث الكبرى.
مصر تستهدف إعمار غزة ودعوة للمشاركة الدولية في إعادة البناء
وأكمل مساعد وزير الخارجية الأسبق: مصر تسعى بشكل جاد لإعادة إعمار قطاع غزة بعد ما شهدته من عدوان وحروب دمرت البنية التحتية للمنطقة، مُؤكدًا أن هذا الهدف يتطلب مشاركة كافة الدول على المستوى الدولي لتقديم الدعم المادي والفني، من أجل أن تعود غزة إلى الحياة الطبيعية وتُستعاد قوتها الاقتصادية والاجتماعية.
إعمار غزة ضرورة مشاركة الجميع في الجهود الدولية
وأوضح حجازي أن مصر تؤمن بأهمية تعزيز التعاون بين الدول العربية والدولية للعمل على إعمار غزة، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يحتاج إلى استثمارات ضخمة من جميع الأطراف،موضحا أن مصر كانت دائمًا في طليعة الدول التي تتبنى هذا الملف على مستوى الدبلوماسية والعمليات الإغاثية.
التحديات التي تواجه غزة
وأفاد السفير حجازي بأن قطاع غزة يعاني من دمار واسع في بنيته التحتية بعد التصعيد العسكري الأخير، وهذا يجعل عملية الإعمار ليست مجرد مسألة مالية فقط، بل تحتاج أيضًا إلى تخطيط استراتيجي طويل الأمد في مجالات مثل الصحة، التعليم، والإسكان، لتوفير بيئة مناسبة وآمنة للشعب الفلسطيني.
مصر تسعى لتحقيق وحدة الفصائل الفلسطينية
وأشار حجازي إلى أن مصر تعمل على توحيد الفصائل الفلسطينية، سعيًا لإنهاء الانقسام الداخلي الذي عرقل جهود الشعب الفلسطيني في تحقيق طموحاته السياسية والاجتماعية. وأكد أن وحدة الصف الفلسطيني تعتبر ركيزة أساسية لأي عملية إعمار أو تفاوض حول المستقبل الفلسطيني، وأن مصر تواصل دعمها لتحقيق هذه الوحدة بين كافة الفصائل.
دعم استقرار غزة من خلال التعاون المشترك
وأضاف السفير حجازي أن مصر تواصل جهودها لتحقيق استقرار طويل الأمد في غزة، وتؤمن بأن هذا الاستقرار لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال العمل المشترك مع المجتمع الدولي لتقديم الدعم الإنساني والسياسي، وكذلك من خلال استعادة الوحدة بين الفلسطينيين، والتي تعتبر العنصر الأساسي في ضمان حقوقهم وأمنهم في المستقبل.
