انتهى العمل بالتوقيت الصيفي رسميًا خلال الأيام القليلة الماضية، وأصبح المواطنون الآن على موعد مع التوقيت الشتوي لمدة 6 أشهر كاملة تنتهي في أبريل المقبل، ومنذ تأخير الساعة 60 دقيقة إلى الخلف، انعكس هذا التغير على بعض الأشخاص الذين عانوا من صعوبة بالغة في النوم، فضلًا عن الشعور المستمر بالصداع بسبب عدم تأقلم الجسم مع التوقيت الجديد.
أسباب الشعور بالصداع مع تغيير التوقيت
وفي حين رحّب البعض بساعة النوم الإضافية، إلا أنّ التوقيت الشتوي انعكس سلبًا على بعض الأشخاص الذي عانوا منذ صداع مستمر منذ تطبيقه، وهو ما كشف أسبابه الدكتور مصطفى كامل الفولي، أستاذ جراحة المخ والأعصاب بالمستشفيات والمعاهد التعليمية في حديثه لـ«الوطن»، لافتًا إلى أنّ تغيير التوقيت الشتوي واختلاف الموعد المُحدد للاستيقاظ يوميًا يرتبط مع البعض بالشعور بصداع قد يستمر لعدة أيام، بسبب تغير موعد إفراز الهرمونات التي ترتبط بالنوم والاستيقاظ.
هذا الصداع الذي يستمر لعدة أيام يمكن التغلب عليه باستخدام المسكنات التي تُحسن من آلام الرأس بشكل مؤقت، خاصة وأنّ هذه الآلام التي يشعر بها البعض منذ تغيير التوقيت من شأنها أن تزول سريعًا مع التأقلم على هذا التغيير، يقول أستاذ جراحة المخ والأعصاب: «الواحد لما بيصحى متأخر أو في معاد مختلف عن اللي اتعود عليه، بتكون الهرمونات عنده متعودة على وقت معين زي الكورتيزون اللي بيتفرز الصبح، وبيبقى متعود على الساعة القديمة، لكن بعد شوية بيتأقلم والصداع بيستمر لأيام وبيروح، ولو الصداع كان شديد ممكن ياخد مسكن زي بنادول أو باراستيمول».
راجكومار داسجوبتا، الأستاذ الملحق بالطب السريري بكلية كيك الطبية في جامعة جنوب كاليفورنيا، بلوس أنجلوس، أشار في حديثه لموقع CNN، إلى أنّ انتهاء التوقيت الصيفي عادة ما يُحفز الصداع العنقودي لدى البعض، الذين يشعرون بنوبات من الصداع العنقودي يوميًا عند الانتقال من التوقيت الصيفي إلى التوقيت الشتوي، وقد يستمر هذا الأمر لمدة تتراوح بين 6 و8 أسابيع ثم تختفي.
العلاقة بين تغير الوقت والصداع العنقودي يرتبط بجزء من الدماغ الذي يعتبر مولدًا للصداع العنقودي، ويتحكم أيضًا في إيقاعات الساعة البيولوجية لدينا والواقع في منطقة ما تحت المهاد بحسب أستاذ الطب السريري، ولذلك يعاني الكثير من المصابين بالصداع النصفي من تأثر جودة النوم والحرمان من النوم، ولذلك يشهدون زيادة في تكرار الصداع خلال تلك الفترة.
ويقول الدكتور راجكومار داسغوبتا إنّه ليس بالضرورة أن يتأثر الجميع بتغيير إيقاع الساعة البيولوجية، خاصة وأنّ الانتقال من التوقيت الصيفي إلى الشتوي ليس السبب الوحيد للشعور بهذه الموجات من الصداع العنقودي، بل أيضًا يرتبط بتغيير المناطق الزمنية.
انتهاء التوقيت الصيفي يسبب الاضطراب العاطفي الموسمي
وانتهاء التوقيت الصيفي يتسبب في قلة الضوء خلال اليوم، وبالتالي تقصر أيام الخريف والشتاء، وهو ما يزيد من حالة الاضطراب العاطفي الموسمي، وهو نوع من الاكتئاب الناجم عن تغير الفصول وتراجع ضوء النهار، ولكن لا يسبب تغيير التوقيت إلى حالات صحية عقلية بشكل مباشر، لكنه قد يؤثر كثيرًا على الأشخاص الذين يعانون من حالات موجودة مسبقًا كالأشخاص المصابون بمرض الزهايمر والخرف، إذ يعانون من دورات نوم واستيقاظ متقطعة بسبب ضعف إدراكي، ما يؤدي إلى أنماط نوم غير منتظمة والنعاس أثناء النهار.
وبالنسبة للأشخاص الأكثر تأثرًا بتغيير التوقيت، فإنّهم يكونوا الأكثر عرضة لحوادث مثل السقوط فجأة بسبب عدم الانتظام في النوم، وقد تكون ممارسة التمارين الرياضية، وقضاء الفترة الصباحية بالخارج، والعلاج بالضوء من الاستراتيجيات المفيدة خلال فصلي الخريف والشتاء.
وإذا لاحظت أنك تعاني من صداع يزداد سوءًا، ولا يتوقف مع تغيير التوقيت، ولا تستطيع أن تخفف الأدوية المعتادة من الألم، عليك التوجّه فورًا إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بك.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.