لم يكن أحد يتوقع أن تتحول مشاهد العنف في الأفلام الأجنبية إلى واقع مروّع في الشارع حيث يتحول المتفرجون إلى مجرد مشاهدين دون تدخل وهو ما حدث في جريمة الأقصر التي هزّت الرأي العام، عندما أقدم شاب على ذبح جاره أمام أعين المارة.
لماذا لم يتدخل المتفرجون؟
علقت الدكتورة إيمان عبد الله، استشاري الصحة النفسية، على جريمة الأقصر، موضحة أن ظاهرة السلبية وعدم تدخل المتفرجين لمنع الجرائم تعود إلى عدة أسباب، أبرزها الخوف من أن يتعرضوا لأذى من الجاني.
وأضافت أن بعض الأشخاص يظهرون سلبية في المواقف التي تتطلب شجاعة وموقفًا حازمًا مشيرة إلى أن حادثة الإسماعيلية، المشابهة لجريمة الأقصر شهدت تدخل بعض الأفراد لمحاولة إنقاذ الضحية وملاحقة الجاني.
وأوضحت أن الجريمة تعكس أن المجتمع ليس كله سلبيًا، لكن بعض العوامل قد تدفع إلى سلوك جماعي سلبي تجاه الجرائم العنيفة، مثل ظاهرة "التنميل العاطفي"، التي تحدث نتيجة الاعتياد على مشاهدة العنف سواء في الأفلام أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
واختتمت حديثها بأن الخوف والصدمة يساهمان في تبلد مشاعر المتفرجين، مما يجعلهم عاجزين عن اتخاذ ردود أفعال حاسمة، وعادةً لا يدركون الموقف إلا بعد فوات الأوان.
تفاصيل جريمة الأقصر:
شهدت منطقة أبو الجود وسط مدينة الأقصر جريمة مروّعة أثارت صدمة الأهالي، حيث أقدم شخص يعاني من اضطرابات نفسية يُدعى "سفيان ر." (38 عامًا) على ذبح جاره "حجاج ك. ا." (59 عامًا)، وهو موظف بمديرية التضامن الاجتماعي، أثناء مروره بالشارع.
ولم يكتفِ الجاني بذلك، بل فصل رأس الضحية عن جسده وحمله في الشارع وسط ذهول السكان.
كيف بدأت جريمة الأقصر؟
تلقى اللواء محمد الصاوي، مدير أمن الأقصر، إخطارًا من غرفة العمليات بمديرية الأمن يفيد ببلاغ من شرطة النجدة حول ارتكاب جريمة قتل بشعة وسط الشارع.
وعلى الفور، انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان الحادث بقيادة ضباط وحدة مباحث قسم شرطة الأقصر، وبدأت التحقيقات المكثفة.
ضبط المتهم:
نجحت قوات الأمن في القبض على المتهم وضبط السلاح المستخدم في الجريمة.
وكشفت التحريات الأولية أن الجاني يعمل كهربائيًا ويقيم في نفس المنطقة التي يسكن فيها المجني عليه، والذي كان يعاني من مشكلات صحية منها جلطة في القلب ويستخدم عكازًا للتنقل.
تحقيقات النيابة:
جرى تحرير محضر بالواقعة وإبلاغ النيابة العامة التي باشرت التحقيقات تحت إشراف المحامي العام لنيابات الأقصر.
وأمرت النيابة بحبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات، مع عرضه على قسم الطب النفسي بمستشفى جامعة جنوب الوادي بقنا لتقييم حالته النفسية.
كما تم تكليفه بإجراء تحاليل مخدرات شاملة بمستشفى الكرنك الدولي بالأقصر، للتأكد من تعاطيه المخدرات من عدمه.
تُظهر هذه الجريمة مدى خطورة ظاهرة العنف في المجتمع، وتأثيرها على ردود أفعال الأفراد، مما يستدعي تعزيز الوعي المجتمعي وضرورة التدخل في مثل هذه المواقف لإنقاذ الأرواح.
