على بُعد نحو سنتين من محطة استحقاقات 2026 الانتخابية، أكدت الهيئة الوطنية للأطر التأسيسية لحزب البديل الاجتماعي الديمقراطي (رمزه الطاووس) عزمها على إخراجه إلى حيز الوجود قبل متم السنة الجارية.
وأعلنت الهيئة سالفة الذكر إطلاق “المرحلة الحاسمة للتأسيس”، التي ستنكب خلالها على “مختلف إجراءات إعداد الملف القانوني؛ بما في ذلك حصر اللائحة النهائية لتصاريح المؤسسين وشواهد القيد في اللوائح الانتخابية، والمندوبين للمؤتمر التأسيسي”.
وبعد نحو سنة كاملة من التحضيرات التي شملت لقاءات تداولية وتشاورية خارجية، تمكن خلالها أصحاب فكرة تأسيس الهيئة السياسية المذكورة، وهم من المنشقين عن حزب جبهة القوى الديمقراطية، من “إقناع” فاعلين في ميادين مختلفة بمشروع “البديل الاجتماعي الديمقراطي”، ذي المرجعية اليسارية الاجتماعية، وإعداد جملة من الوثائق المؤطرة له؛ أهمها الميثاق السياسي والوثيقة المذهبية، اتفق مؤسسو “الطاووس” خلال اجتماع تحضيري على إطلاق المرحلة الأخيرة للتأسيس هذه السنة.
وأكد هؤلاء في البلاغ المعلن لهذه المرحلة، توصلت به هسبريس، أن حزب البديل الاجتماعي الديمقراطي، وتحت شعار “نحو تخليق الحياة العامة.. السياسة بأفق جديد”، يتطلع إلى “المشاركة الفعلية في تخليق الحياة العامة وعقلنة ودمقرطة الفعل الحزبي، ورد الاعتبار للعمل السياسي باعتباره أداة للتغيير الهيكلي”.
“مرحلة حاسمة”
عبد الحكيم قرمان، المنسق الوطني للهيئة الوطنية للأطر التأسيسية لحزب البديل الاجتماعي الديمقراطي، قال إن “الهيئة مرت مع بداية السنة الجديدة إلى المرحلة الأخيرة التي ستكون حاسمة في إخراج الحزب إلى حيز الوجود قبل متم 2025″، مؤكدا أن “هذه المرحلة سيتم خلاها إعداد مختلف وثائق الملف القانوني من تصاريح المؤسسين وشواهد القيد في اللوائح الانتخابية والمندوبين للمؤتمر التأسيسي”.
وأوضح قرمان أن “هذه المرحلة تأتي بعد سنة كاملة انكبت فيها الهيئة على إعداد مشاريع الوثائق المرجعية، وتحديدا الميثاق السياسي العام الذي يتضمن التوجهات الرئيسية لمشروع الحزب الجديد، والوثيقة المذهبية التي تبين البرنامج الذي سيقدمه الحزب للمغاربة خلال الانتخابات المقبلة، والمتضمن للإصلاحات التي يراها ذات أولوية، وتصوراته للحماية الاجتماعية وتحقيق الازدهار الاقتصادي والاجتماعي”، مؤكدا أن “السنة المنصرمة شهدت كذلك تشكيل المنتديات الجهوية من قبل المؤسسين والمقتنعين بمشروع الحزب”.
وأبرز الفاعل السياسي عينه، في تصريح لهسبريس الإلكترونية، أن “الهيئة حاولت، من خلال قطع هذا المسار، تفادي الأساليب الكلاسيكية التي تصحب عادة تأسيس الأحزاب؛ كتجميع للمعارف والفئات الهشة لأجل تضخيم عدد التصاريح والحاضرين للمؤتمر التأسيسي”، موضحا أنها “أخذت الوقت الكافي من أجل إنضاج المشروع وشرحه وبسطه؛ ما أدى إلى قبول فكرته من قبل مناضلين بمدن مغربية عديدة، كالدار البيضاء والرباط وفاس ومراكش، إلخ”.
وبشأن مدى جاهزية الحزب للتموقع بالخريطة السياسية التي سوف تُفرزها انتخابات 2026، أشار المصرح نفسه إلى أن “المغاربة يعرفون وجوه الحزب قبل تبلور فكرة تأسيسه، فهؤلاء موجودون في الميدان السياسي منذ عقود”، مؤكدا أن “الهيئة عملت بالموازاة على استقطاب كفاءات وطاقات جديدة مارست السياسة ضمن أحزاب يسارية وغير يسارية، والفعل النقابي والحقوقي؛ لأنها تتشاطر هدف خلق أفق سياسي جديد”.
وتفاعلا مع سؤال هسبريس حول “ما إذا كان بإمكان الحزب بمرجعيته اليسارية أن يقنع المغاربة بالمشروع اليساري، خاصة في ظل استمرار ما يراه ملاحظون “تراجعا” للهيئات السياسية المتبنية لهذه المرجعية، تؤشر عليه نتائج استحقاقات 2021″، قال قرمان إن “القائمين على مشروع “البديل الاجتماعي الديمقراطي” موقنون بوجود ضعف في صفوف اليسار، يعتقدون أنه ناشئ عن انقطاع مواكبته باجتهادات نظرية وفكرية للمثقفين من داخل أحزابه”.
وشرح أن “الحزب سيحاول أن يتجاوز هذا الضعف القائم، من خلال إعطاء الكلمة للطاقات المغربية الشابة المثقفة والتي تناضل من مجموعة من الميادين؛ كالمحاماة والتعليم والصحة وغيرها”.
“الحزب جاهز”
أكدت إيمان غانيمي، عضو الهيئة الوطنية للأطر التأسيسية لحزب البديل الاجتماعي الديمقراطي، أن “المناضلين بالمنتديات الجهوية للحزب سينكبون خلال المرحلة الجديدة على تأطير ومواكبة إتمام عمليات جمع التصاريح وشواهد القيد في اللوائح الانتخابية وضبط سجلات المنتسبين، المؤسسين والمندوبين للمؤتمر التأسيسي”، مفيدة بأن “الهيئة ستشرف بتنسيق مع هؤلاء على هذه المرحلة التي ستمكن من تأسيس الحزب فعليا قبل متم 2025”.
وأوضحت غانيمي، في تصريح لهسبريس الإلكترونية، أن “الشروع في هذه المرحلة لم يكن ممكنا إلا بعد زهاء سنة تحضيرية كاملة، أثمرت إعداد كل الوثائق المؤطرة لمشروع الحزب؛ على رأسها الميثاق السياسي العام الذي سوف يصدر قريبا، والبرنامج السوسيو اقتصادي والبيئي، ودليل الأخلاقيات والقيم بمثابة وثيقة مرجعية ينضبط لها المناضلون في سلوكهم، فضلا عن مشروعي القانون الأساسي والنظام الأساسي، وكذا الاستراتيجية التواصلية في البيئة الرقمية”.
وبشأن حظوظ الحزب لحجز موطئ قدم له في الخريطة السياسية المقبلة بعد محطة 2026، شاطرت المتحدثة قرمان “الاعتقاد بأن الحزب جاهز لهذه الانتخابات؛ نظرا لما يتوفر عليه من كفاءات وطاقات فكرية ونضالية وتعاطف كبير من لدن فئات واسعة من المجتمع، وفعاليات داعمة لمشروعه”، شارحة: “إذا سارت الأمور على أحسن وجه، نعتقد أننا سنبصم على حضور متميز في الانتخابات المقبلة، مُتأطر بالشعار الذي نتمسك به، “نحو تخليق الحياة العامة.. السياسة بأفق جديد””.