أشارت صحيفة الجارديان البريطانية إلى أن خطوط الاتصال بين القاهرة وواشنطن والدوحة مفتوحة على مدار 24 ساعة لتجنب أن وقف إطلاق النار في غزة بسبب المخالفات المبلغ عنها وغيرها من القضايا.
وقالت المراسلة إيما جراهام هاريسون: "يدير مفاوضون قطريون وأمريكيون ومصريون مركزا للاتصالات في القاهرة لحماية وقف إطلاق النار في غزة، في الوقت الذي قال فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه غير واثق من قدرة وقف القتال على الصمود.
وقد وردت أنباء عن وقوع انتهاكات بالفعل. فقد قال مسعفون في غزة يوم الاثنين إن ثمانية أشخاص أصيبوا بنيران إسرائيلية.
كما تأخر بدء وقف إطلاق النار عندما لم تقدم حماس أسماء الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم.
وزعم ترامب أنه هو صاحب الفضل في الاتفاق عندما ساعد مبعوثه في كسر الجمود الذي استمر شهورا لتأمينه قبل تنصيبه. ولكن عندما سُئل بعد الحدث يوم الاثنين عما إذا كان يعتقد أن الاتفاق سيستمر، بدا وكأنه ينأى بنفسه عن الصراع. وقال للصحفيين: "هذه ليست حربنا. إنها حربهم".
وقال دبلوماسي قطري كبير الثلاثاء إن المفاوضين واثقون من أن الرئيس الأميركي سيدعم الاتفاق لأن فريقه لعب دورا حاسما في تأمينه وقال ماجد الأنصاري، مستشار رئيس الوزراء القطري والمتحدث باسم وزارة الخارجية: "لولا ترامب لما كان هذا الاتفاق قائما الآن. لذا فإننا نعتمد على دعم هذه الإدارة". وأضاف أن مبعوث ترامب ستيف ويتكوف كان على اتصال يومي بكافة الأطراف المعنية.
ومن المقرر أن تستمر المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ستة أسابيع. ومن المتوقع أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية الأكثر صعوبة في أوائل فبراير.
وأشارت الصحيفة إلى أن الثقة بين الجانبين لا تكاد تذكر، لذا فإن مركز الاتصالات يهدف إلى منع انهيار وقف إطلاق النار تحت اتهامات الانتهاكات.
كما تم تباعد عمليات إطلاق سراح الرهائن والسجناء للسماح بالوقت للتنسيق. وقال أنصاري إن وقف إطلاق النار السابق في نوفمبر 2023 كان "هشًا دائمًا"، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الجدول الزمني الضيق للإفراج عن الجانبين
وقال "لقد تأخرت القوائم، فقد وصلت بعد المواعيد النهائية المقترحة... كان هناك الكثير من التناقضات بين ما تم الاتفاق عليه والقوائم التي كانت لدينا".
وأضاف أن الاتفاق الحالي "يمنحنا الوقت الكافي لتبادل القوائم، والاتفاق عليها، والتعامل مع أي مشاكل قد تصل مع القوائم، والتعامل مع أي خروقات".
وعندما يتم الإبلاغ عن الخروقات إلى مركز القاهرة، الذي يعمل على مدار الساعة، يتحدث الوسطاء إلى الجانبين، بهدف منع تصعيد الوضع.
وقال الأنصاري "هذا ما حدث خلال الـ48 ساعة الماضية، تلقينا اتصالات حول خروقات محتملة، وتعاملنا معها على الفور، وظل وقف إطلاق النار قائما" ورفض التعليق على الانتهاكات المحددة التي تم الإبلاغ عنها، مشيرا إلى حساسية ترتيبات وقف إطلاق النار.
وقد بدأت بالفعل زيادة شحنات المساعدات إلى غزة كجزء من الاتفاق. وقد عبرت أكثر من 900 شاحنة من المساعدات و12500 لتر من الوقود من قطر الحدود منذ يوم الأحد، وقال أنصاري إنه يأمل أن ترتفع هذه الأرقام.
وستركز الشحنات على تلبية الاحتياجات الأساسية في منطقة دمرتها 15 شهرًا من الحرب، حيث يعاني معظم الناس من الجوع وتعرض النظام الطبي للدمار. ومن غير المتوقع أن تبدأ عملية إعادة الإعمار إلا في المراحل المستقبلية، إذا تم الوصول إليها.
وقال مسؤول في فريق ترامب الانتقالي لمراسلين أميركيين إن الإدارة تناقش نقل مليوني فلسطيني خلال إعادة الإعمار، مع احتمال أن تكون إندونيسيا إحدى الوجهات المحتملة.
وقال الأنصاري إن هذا سيكون خطا أحمر بالنسبة لقطر التي لا يمكنها أن تدعم "أي خطة تنتهي بالنقل أو إعادة الاحتلال"، لكن التركيز في الوقت الحالي ينصب على إبقاء المحادثات على المسار الصحيح.
وأضاف: “نحن مهتمون الآن بتنفيذ الاتفاق، ودفعه إلى المرحلة الثانية والحصول على سلام مستدام في غزة”.
