لدى الاتحاد الأوروبي ثلاثة خيارات سياسية محتملة للرد على التعريفات الجمركية الشاملة التي اقترحها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وفقا لمحللين في جولدمان ساكس.
اقترح ترامب أن تفرض الولايات المتحدة رسوما جمركية قاسية على السلع الواردة من الأصدقاء والأعداء على حد سواء، حيث يرى خبراء الاقتصاد والاستراتيجيون أنه يمكن استخدامها كأدوات للتفاوض.
وبالإضافة إلى فرض رسوم جمركية بنسبة 60% على السلع الصينية ورسوم إضافية بنسبة 25% على الواردات من المنتجات الكندية والمكسيكية، قال ترامب إنه قد يفرض رسوماً جمركية بنسبة 10% على الواردات العالمية.
وقال محللون في جولدمان ساكس بقيادة سفين جاري ستين في مذكرة للعملاء إنه إذا قرر ترامب، الذي من المقرر أن يؤدي اليمين الدستورية رئيسا يوم الاثنين، سن هذه السياسة، فإن الاتحاد الأوروبي لديه ثلاثة خيارات.
قد يؤدي الخيار الأول إلى تفعيل الاتحاد الأوروبي لرد بالمثل على الرسوم الجمركية على مجموعة أوسع من المنتجات مقارنة بتلك التي شملتها المواجهة التجارية السابقة مع الولايات المتحدة خلال ولاية ترامب الأولى في البيت الأبيض.
وكانت السلع السابقة التي استهدفها الاتحاد الأوروبي في عامي 2018 و2021 تشمل كل شيء من المعدات الرياضية إلى المنتجات الورقية.
"كما حدث في عام 2018، نتوقع أن ينتقم الاتحاد الأوروبي من التعريفات الجمركية الأميركية بمجرد فرضها. ومع ذلك، فإن توقيت وخطر تصاعد التعريفات الجمركية المرتفعة إلى حرب تجارية سيعتمد على ما إذا كانت الإدارة الأميركية سترفع التعريفات الجمركية من خلال عملية تتبع إرشادات [منظمة التجارة العالمية] أو من جانب واحد"، كما قال المحللون.
وقال المحللون إن أوروبا قد تتحرك أيضا نحو "تخفيف" دعمها طويل الأمد للتجارة الحرة وتتحول إلى موقف دفاعي أكثر تجاه الواردات الصينية في محاولة لاسترضاء ترامب.
وفي الواقع، قالوا إن "الغالبية العظمى" من التحقيقات الجارية التي يجريها الاتحاد الأوروبي بشأن الواردات إلى المنطقة "تركز بالفعل على الصين"، مع تركيز العديد من هذه التحقيقات حول المنتجات المباعة في البلدان المستوردة بأقل من قيمتها السوقية.
ولكن من غير المرجح أن يكون الاتحاد الأوروبي راغباً في تفاقم مثل هذه التوترات مع الصين، لأن هذه الخطوة من شأنها أن تمثل تحولاً بعيداً عن مبادئ التجارة الحرة للاتحاد، ومن المرجح أن تثير رد فعل تجزئة من بكين، بحسب المحللين.
وقال المحللون إن الاتحاد الأوروبي قد يختار بدلاً من ذلك تبني موقف أكثر تصالحية مع ترامب، وخاصة من خلال اختيار شراء المزيد من الغاز الطبيعي والنفط الأميركي وزيادة الإنفاق الدفاعي. وأضاف المحللون أن ترامب وموظفيه اقترحوا بالفعل أن هذا قد يوفر للاتحاد الأوروبي مسارًا لتجنب الرسوم الجمركية على الواردات.
وعلى الرغم من أن بعض صناع السياسات الأوروبيين أشاروا إلى أن هذا الالتزام قد يفرض ضغوطاً تصاعدية على تكاليف الواردات الأوروبية، فقد لاحظ المحللون أن "أسعار الغاز الطبيعي الآجلة تبدو وكأنها تعني أن أوروبا قد توافق على هذا الطلب بتكلفة يمكن إدارتها نسبياً إذا تم تنفيذ ذلك من خلال توقيع عقود جديدة طويلة الأجل [للغاز الطبيعي المسال] مع مرافق التصدير الأميركية".
وفي الوقت نفسه، أشار المحللون إلى أن زيادة الإنفاق العسكري ستكون "تحديًا" ما لم يقم أعضاء الاتحاد الأوروبي بتعديل وجهات نظرهم بشأن الأولويات المالية. وما زالوا يتوقعون أن يرفع الاتحاد الأوروبي الإنفاق الدفاعي في السنوات الثلاث المقبلة، لكنهم حذروا من أن تقدم بروكسل بشأن هذا التحول السياسي "قد يكون بطيئًا للغاية" بالنسبة لإدارة ترامب.
ونتيجة لذلك، إذا قرر ترامب المضي قدما في زيادة الرسوم الجمركية، فإن الاتحاد الأوروبي سوف "يفرض على الفور رسوما جمركية أعلى على استيراد السلع الاستهلاكية الأميركية"، كما توقع المحللون.
وأضافوا أن "خطر تصعيد الأمر إلى حرب تجارية قد يتضاءل اعتمادا على سرعة وحجم التعديل المالي في أوروبا".
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
