تلقّى إنتاج مصر من الغاز دفعة قوية حديثًا بدعم من أعمال حفر شركتي "بي بي" البريطانية وشل متعددة الجنسيات، بما يغذّي آمال القاهرة المتعطشة للإمدادات.
واختتمت "بي بي" بنجاح أعمال حفر اثنتين من الآبار البينية في حقل ريفن قبالة سواحل البحر الأبيض المتوسط، بما يمهّد لبدء إنتاج 200 مليون قدم مكعبة يوميًا قريبًا، حسب تحديثات قطاع الغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وفي امتياز غرب الدلتا البحري العميق، بدأت شركة شل إنتاج 86 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز الطبيعي من بئرين جديدتين ضمن المرحلة التطويرية العاشرة.
ويأتي تزايد دخول آبار جديدة على خطوط الإنتاج بالمنطقتين الواعدتين بالنظر إلى أن منطقة البحر المتوسط تستحوذ على نصيب الأسد من إنتاج مصر من الغاز بنسبة 62%، ثم دلتا نهر النيل بنسبة 19%، فالصحراء الغربية 18%.
حقل غاز ريفين
باستثمارات 200 مليون دولار، بدأت شركة بي بي البريطانية حفر البئرين البينيتين (غرب ريفين-4، وغرب ريفين-5) في حقل غاز ريفين خلال النصف الثاني من العام المنقضي (2024) وذلك باستعمال منصة الحفر "فالاريس دي إس 12" (Valaris Ds-12).
وبطول 230 مترًا وعرض 38 مترًا وقدرة تحميل تصل إلى 40 ألفًا و660 طنًا مترًا، يمكن للحفّارة العمل على عمق يصل إلى 40 ألف قدم، وهي مصممة لتحمُّل الظروف المناخية شديدة القسوة، مع تحقيق أعلى مستوى من الكفاءة، بما يجعلها إحدى أفضل منصات الحفر قيد التشغيل في العالم.
وأعلنت شركتا "بي بي" وفالاريس" في نوفمبر/تشرين الثاني (2022) إبرام عقد لاستئجار السفينة لحفر 4 آبار تغذّي إنتاج مصر من الغاز، بتكلفة مبدئية 136.4 ملايين دولار أميركي، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
والآن، وبعد اختتام أعمال حفار البئرين في حقل ريفين قبالة سواحل مدينة الإسكندرية، أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية أنه تُنَفَّذ حاليًا أعمال التركيبات البحرية لربط البئرين بشبكات الإنتاج الموجودة بالبحر المتوسط.
ومن المتوقع بدء الإنتاج خلال شهر فبراير/شباط المقبل، أي قبل الموعد المتوقع سابقًا بـ3 أشهر "بفضل خطة تعجيل عمليات الحفر والتركيبات"، حسب وزرة البترول.
يُشار هنا إلى أن شركة "صب سي 7" ومقرها لوكسمبورغ (Subsea 7) قد أبرمت اتفاقًا مع شركة "بي بي" في مايو/أيار (2023) لتنفيذ أعمال الهندسة والشراء والنقل والتركيب لأنابيب مرنة بطول 6 كيلومترات وهياكل تحت سطح الماء على عمق نحو 800 متر في حقل ريفين.
وتغذّي أحدث بئرين في حقل ريفين إنتاج مصر من الغاز بـ200 مليون قدم مكعبة يوميًا، علاوة على 10 آلاف برميل يوميًا من المكثفات.
ويوضح الرسم البياني أدناه -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- حجم إنتاج مصر من الغاز خلال الـ10 سنوات الماضية:
وبهذا الإنجاز، من المقرر أن يصل إنتاج مصر من الغاز من مشروع غرب الدلتا البحري (WND) -حيث يوجد حقل ريفين- إلى نحو 600 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا، وفق قاعدة حقول النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة.
يُشار هنا إلى أن إنتاج الغاز من الحقل البحري قد تراجع خلال الأشهر الأخيرة من عام 2024 إلى 400 مليون قدم مكعبة يوميًا، كما انخفض إنتاج المكثفات إلى 34 ألف برميل يوميًا، من 60 ألفًا في بداية عام 2023.
ويضم مشروع غرب الدلتا البحري 5 حقول غاز، ويصل إنتاجه حاليًا إلى مليار قدم مكعبة يوميًا، بحسب الموقع الرسمي لشركة بي بي.
إنتاج مصر من الغاز الطبيعي
في سياق إنتاج مصر من الغاز الطبيعي أيضًا، أعلنت شركة شل بدء الإنتاج من بئرين من أصل 3 في إطار المرحلة التطويرية العاشرة من امتياز غرب الدلتا البحري العميق (WDDM).
وبعد حفرهما خلال العام الماضي (2024)، أضافت البئران الجديدتان 86 مليون قدم مكعبة يوميًا، ليرتفع إجمالي الإنتاج بالمنطقة إلى 286 مليون قدم مكعبة يوميًا.
ومن المتوقع أن يصل الإنتاج من الآبار الـ3 إلى 160 مليون قدم مكعبة يوميًا؛ إذ تسعى القاهرة إلى زيادة إنتاج مصر من الغاز الطبيعي بنسبة 30% بنهاية عام 2025 الجاري إلى 6 مليارات قدم مكعبة يوميًا.
وخلال المرحلة الـ11 الجارية من أعمال تطوير المنطقة، بدأت شركة شل حفر 3 آبار إضافية باستعمال الحفارة "سكارابيو 9" (Scarabeo 9) المملوكة لشركة سايبم الإيطالية (Saipem).
ويضم امتياز غرب الدلتا العميق 17 حقل غاز على عمق يتراوح بين 300 و1200 متر، وعلى بُعد 90 إلى 120 كيلومترًا من السواحل المصرية.
وشركة البرلس للغاز هي المشغّلة لحقوق رخصة التنقيب بمنطقة امتياز غرب الدلتا العميق، وهي مشروع مشترك تمتلك الهيئة المصرية العامة للبترول نسبة 50% من أسهمها، و25% لكل من شركة بي جي العالمية (فرع شركة شل في مصر) وبتروناس الماليزية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- بيان وزارة البترول المصرية عن إتمام حفر بئرين في حقل ريفين من منصة "فيسبوك"
- معلومات إضافية من مجلة ميس الاقتصادية