تحتل شخصية يوحنا المعمدان المساحة الاكبر فى البشائر الاربعة بعد السيد المسيح له كل المجد وا ان ذكر الحديث عن عيد الغطاس المجيد ألا ويقفز الى الذهن اسم يوحنا المعمدان احد الشخصيات المحورية فى الغطاس بعد شخصية الرب يسوع المسيح اذ هو من قام بعماد السيد المسيح فى نهر الاردن ، كما ان الكنيسة تحتفل بميلاد السيدة العذراء ويوحنا المعمدان من بين جميع القديسين لارتباط ميلاده بميلاد السيد المسيح ، وقد شهد له الرب يسوع بنفسه انه أعظم مواليد النساء " الحق اقول لكم : لم يقم بين المولودين من النساء اعظم من يوحنا المعمدان متى 11 :11 ، كما شهد عنه الملاك جبرائيل قبل ولادته فيقول " لانه يكون عظيما امام الرب .. ومن بطن امه يمتلىء من الروح القدس ويرد كثيرين من بنى اسرائيل الى الرب الههم ويتقدم امامه بروح ايليا وقوته .. لكى يهىء للرب شعبا مستعدا " لو 1 : 15 _ 17 " ، وكان يوحنا يحظى بتقدير كبير من اليهود حتى ان اليهود عندما سألهم السيد المسيح عن معموديته خشوا ان ينكروها بل ان هيرودس نفسه كان يهاب يوحنا عالما انه رجل بار وقديس وكان يحفظه .واذ سمعه فعل كثيرا وسمعه بسرور .
كما اعتبر ظهور يوحنا هو مقدمة واعلان للعمل الخلاصى الذى تممه السيد المسيح ، ورغم شهادة يوحنا عن السيد المسيح وتأكيد السيد المسيح على ان يوحنا هو فقط السابق الذى اعدا الطريق ورغم تأكيد يوحنا نفسه مرارا على ذلك وانه ليس المسيح ولا حتى ارميا او ايليا، الا ان كثيرون ظلوا يتمسكون بيوحنا دون المسيح ويكرزون بمعموديته ، وحين سؤلو" فبماذا اعتمدتم ؟ فقالوا بمعمودية يوحنا ، فقال بولس : ان ان يوحنا عمد بمعمودية التوبة ، قائلا للشعب ان يؤمنوا بالذى يأتى بعده ، اى المسيح يسوع " اعمال 19 :3 ,4 "
لكن اعظ ما قام به يوحنا هو عماده للسيد المسيح فى نهر الاردن ، ويذكر انجيل متى فى الاصحاح الثالث ومن عدد 1 :6 وفى تلك الايام جاء يوحنا المعمدان يكرز فى برية اليهودية قائلا " توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات ، فان هذا هو الذى قيل عنه باشعياء النبي القائل " صوت صارخ فى البرية : اعدوا طريق طريق الرب ، اصنعوا سبله مستقيمة .. حينئذ خرج اليه اورشليم وكل اليهودية وجميع الكورة المحيطة باليهودية واعتمدوا منه فى الاردن معترفين بخطاياهم وفى عدد 11 من نفس الاصحاح انا ( يوحنا ) اعمدكم بماء للتوبة ولكن الذى يأتى بعدى هو اقوى منى الذى لست اهلا ان احل سيور حذائه هو سيعمدكم بالروح القدس ونار الذى رفشه فى يده وسينقى بيدره ويجمع قمحه الى المخزن واما التبن فيحرق بنار لا تطفأ ، حينئذ جاء يسوع من الجليل الى الاردن الى يوحنا ليعتمد منه ولكن يوحنا منعه قائلا : انا محتاج ان اعتمد منك وانت تأتى الى ، فأجاب يسوع وقال له اسمح الان ، هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر حينئذ سمح له فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء واذا السماوات قد انفتحت له فرأي روح الله نازلا مثل حمامة واتيا عليه وصوت من السماء قائلا : هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت