يستعد ريال مدريد لمواجهة برشلونة في الكلاسيكو، حيث يشير المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي إلى أن البرازيلي فينيسيوس جونيور والفرنسي كيليان مبابي سيكونان مفتاحين لمعاقبة دفاع الخصم، وفق خطة "مضادة".
يدخل الفريق الملكي هذا الكلاسيكو بمشاعر متناقضة، إذ عانى من تقلبات خلال مباراته ضد دورتموند.. إذا كان الأداء شبيهًا بالشوط الأول ضد "البارسا" -الذي يبدو لا يقهر في الدوري (بتسع انتصارات من عشر مباريات)- سيكون الأمر صعبًا. أما إذا تكرر أداء الشوط الثاني، حيث سجل الفريق خمسة أهداف، فستكون الأمور مختلفة تمامًا.
اللعب على أرضه يمنح ريال مدريد ميزة، خاصة وأن الفريق انتصر في آخر أربع مباريات كلاسيكو. ثلاث من هذه المباريات كانت في الموسم الماضي، بتفاصيل مختلفة.
أسلوب لعب برشلونة مع هانز فليك
تميز برشلونة منذ وصول المدرب الألماني بأسلوب ضغط عال ودفاع متقدم، حيث يقوم بضغط لاعبيه العشرة في مساحة ضيقة، غالبًا ما تكون في نصف ملعب الخصم. هذه الطريقة تحمل فوائد كبيرة، لكنها تأتي مع بعض المخاطر الذي سيحاول أنشيلوتي استغلالها.
آخر هدفين تلقاهما الفريق كانا مثالين واضحين على هذه الثغرات. في المباراة ضد بايرن ميونخ، استغل الخصم تغيير اتجاه الكرة من المدافع كيم، حيث كانت الخطوط الدفاعية متقدمة بمسافة 52 مترًا من مرماهم، ما أتاح لكين فرصة التسجيل.
أما في اللقاء مع إشبيلية، فقد أظهرت خطورة هذا الأسلوب عندما قاد تمريرٌ من منطقة إشبيلية لاعب إيدومبو إلى الانفراد بمرمى بينيا، مستغلًا تموضع الدفاع الذي كان متقدمًا إلى حد كبير. هذه الحادثة تكررت قبل دقائق، عندما كان لوكباكيو في وضع مشابه، حيث سجل هدفًا ألغي بداعي التسلل.
هذه الأمثلة تسلط الضوء على التحديات التي تواجهها دفاعات برشلونة نتيجة لأسلوب لعبهم الجريء، ما يجعلهم عرضة للاستغلال من قبل الخصوم.
خطة أنشيلوتي "المضادة" في الكلاسيكو
وبناء على ذلك، قالت صحيفة "آس" المدريدية، إن جوهر خطة أنشيلوتي "المضادة" تكمن في محاولة استغلال سرعة وذكاء كل من مبابي وفينيسيوس أمام المرمى جيدًا، حيث سجل كل منهما ثمانية أهداف في جميع المسابقات. هذه السرعة ستساعد ريال مدريد في معاقبة طموح فليك، الذي أبدى ثقة كبيرة قبل مواجهة بايرن ميونخ، حيث قال: "لن نغير أسلوب لعبنا".
ثقة المدرب الألماني ليست بلا مبرر، ففريقه يتبع هذه الاستراتيجية بشكل متقن، حيث يُعد برشلونة الفريق الذي يضع خصومه في وضع التسلل أكثر من أي فريق آخر في الدوريات الخمس الكبرى، بواقع 65 مرة، أي تقريبًا ضعف العدد الذي يليه وهو برايتون بـ34 مرة، بينما "الميرنغي" سجل فقط 14 مرة. في دوري أبطال أوروبا، الوضع مشابه، حيث وقع الخصوم في التسلل 16 مرة مقابل 6 مرات لريال مدريد.
ومع ذلك، بعد الفوز الكبير 5-1 على إشبيلية في الجولة الأخيرة من الدوري، أقر فليك بإمكانية إجراء تغييرات في خطته وفقًا لمتطلبات كل مباراة، حيث قال: "لدينا فلسفتنا، لكن كل مباراة مختلفة ويمكننا التكيف".
هذا التوجه يبرز التحدي الذي سيواجهه برشلونة في الكلاسيكو، حيث سيتعين عليهم التوازن بين الضغط العالي الذي يتبعونه، وبين تجنب الثغرات الدفاعية التي قد يستغلها لاعبو مدريد السريعون.