تزامناً مع التخليد الرسمي لرأس السنة الأمازيغية عطلةً وطنية مؤدى عنها، أصدر الباحث في الثقافة الأمازيغية عبد الله بنحسي كتاباً جديدا اختار له عنوان “الأمازيغية والإنصاف الملكي”، وجاء في حوالي 240 صفحة من القطع المتوسط.
وفق معطيات حول الإصدار الجديد الذي نزل إلى المكتبات الكبرى ومنصات إلكترونية لبيع الكتب، أول أمس الخميس، فإنه “يروم تقديم تجميعية لمصفوفة من الوثائق والأدبيات التي أسست للخطاب الثقافي والفكري للحركة الأمازيغية منذ بدايات تشكله إلى مرحلة الترسيم الرسمي لجزء من مطالبها، وما تطلَّبه الأمر للوصول إلى مرحلة الترسيم من المرور بالبدايات الأولى لتشكل الوعي الأمازيغي المعاصر، وكذا برصد كرونولوجيا النضال السلمي في محطاته الأساسية”.
ولفت بنحسي، في معطيات توصلت بها هسبريس، إلى أن هذا الكتاب “لا يسعى إلى الغوص في تفاصيل الحركة الأمازيغية وتحليل خطابها، بقدر ما يهدف إلى إبراز نقاط أساسية وفاصلة في مسار القضية الأمازيغية”، منذ استقلال المغرب نهاية خمسينيّات القرن الماضي حتى إصدار قرار ملكي بإقرار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنياً وعطلة رسمية مؤدى عنها بعد دسترتها لغة رسمية في المملكة المغربية إثر التعديل الدستوري سنة 2011.
يهدف هذا الكتاب، بحسب مؤلفه، إلى “خلق دينامية جديدة من خلال إعادة قراءة لتلك الصفحات المشرقة من تاريخ الحركة الأمازيغية والمغرب عموما، خاصة طبيعة تعامل المؤسسة الملكية عبر ثلاث حقب مع القضية الأمازيغية حسب السياقات التاريخية الخاصة بكل مرحلة”.
وفق فهرس الكتاب الصادر عن دار “مطبعة الاقتصاد بأكادير”، فإنه يتضمن “تجميعًا للبيانات والمواثيق الجمعوية والخُطب والظهائر الملكية ذات الصلة المباشرة باللغة والثقافة الأمازيغية وترتيبها حسب تاريخ ورودها الزمني والكرونولوجي، مع جرد لأهم معالم إنصاف اللغة الأمازيغية من طرف المؤسسة الملكية، التي ظلت دوما تُرفع إليها القضايا المصيرية التي تهم أمن واستقرار البلاد على المستوى الروحي والهوياتي”.
ويُحاجج الباحث بأن “إنصاف الأمازيغية ملكياً ينأى بالقضية عن النقاش العمومي المتسم غالبا بسيادة الإيديولوجيات المتباينة والإقصائية والنظرات الدونية تجاه مكون أساس في الهوية الوطنية وأوصلها إلى الإنصاف الملكي الذي تم عبر قرارات عديدة”، قام بجرد أغلبها في المؤلف.
ويستحضر الباحث في الشأن الأمازيغي أن “ثورة المعلومات جعلت الوقائع التاريخية لا تحظى بالكثير من الاهتمام إلا لدى فئة صغيرة من الباحثين المتخصصين، أو من تفرضها عليهم ضرورة الدراسة والبحث، لذا أصبح من الأهمية بمكان جمع مَتن متكامل كمرجع خاص يرصد صيرورة ترسيم اللغة الأمازيغية مُرتّبة حسب التعاقب الزمني للأحداث والوقائع الأساسية في مُصنف وحيد يجد فيه كل باحث في الموضوع ضالته ومراده”، بتعبير بنحسي.