أخبار عاجلة
«هدنة غزة» بين تأثير ترامب وغياب أفق سياسي -

ربط "إيض يناير" بالصهيونية يشعل غضب الفاعلين في الثقافة الأمازيغية

ربط "إيض يناير" بالصهيونية يشعل غضب الفاعلين في الثقافة الأمازيغية
ربط "إيض يناير" بالصهيونية يشعل غضب الفاعلين في الثقافة الأمازيغية

ندّد نشطاء أمازيغ في المغرب بحملات التشويه المتكررة التي تحاول ربط الأمازيغية ورموزها الثقافية والاحتفالية بالصهيونية، معتبرين أن استهداف الموروث الثقافي لـ”إيمازيغن” الممتد في عمق التاريخ الإنساني يعد انحرافا خطيرا وقفزا على الحقائق التاريخية والأنثروبولوجية، استنادا إلى نزعات إيديولوجية تسعى حسبهم إلى تقويض التنوع الثقافي واللغوي الذي يشكل أساس المجتمع المغربي.

تنديد يأتي على خلفية خروج أحمد وايحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، بتصريح أنكر فيه وجود شيء اسمه السنة الأمازيغية أو “إيض يناير”، الذي أعلنه الملك محمد السادس عطلة رسمية مؤدى عنها. واعتبر وايحمان أن “الأمر يتعلق بأسطورة صهيونية خطيرة أُدخل فيها الكثيرون للأسف الشديد بما فيها الجانب الرسمي”، على حد تعبيره.

حيرة فكرية

أبوبكر أنغير، رئيس العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان، قال إن “تصريحات وايحمان تعد خارج التاريخ والجغرافيا، إذ تتجنى على التعدد الثقافي ببلادنا وتمثل تعبيرا خطيرا عن الاستلاب والحيرة الفكرية التي يعاني منها بقايا اليسار القومي العروبي الذي فاته قطار الحداثة والديمقراطية والتنوع الثقافي واللغوي في المغرب”.

وأضاف أنغير، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “مثل هذه التصريحات التي تنتقص من الرموز الثقافية الأمازيغية مقابل تمجيد الرموز والشخصيات المشرقية هي تعبير عن ضحالة فكرية وهزال معرفي خطير جدا، يدب أساسا في أوساط يسار عروبي يائس، متجاوز وغير منسجم حتى مع قناعاته وتصوراته المستقبلية التي من الضروري والمؤكد أن يكون الاختلاف والتنوع الثقافي من دعاماتها الرئيسية”.

وتساءل رئيس العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان قائلا: “أليس من الغباء بل والجنون أن نعتبر احتفال أمهات وأسر كاملة في أقاصي الجبال بالسنة الأمازيغية مؤامرة إمبريالية صهيونية؟ وهل كانت الحركة الصهيونية وراء احتفالات الأمازيغ منذ القرون الغابرة العريقة؟”، مضيفا: “عندما ينسد أفق التفكير العلمي، وعندما تسيطر نظرية المؤامرة وتبخيس كل ما هو مغربي مغاربي إفريقي، وبالمقابل تمجيد ثقافات وتاريخ أمم بعيدة عنا، فاعلم بأن هؤلاء يبحثون عن شماعة يعلقون عليها فشل تحليلاتهم وطروحاتهم التي عفا عنها الزمن وتجاوزها التاريخ”.

وتابع الفاعل الحقوقي عينه بأن “ما يجب أن يعلمه بقايا البعثية بالمغرب أن الفتوحات العلمية الكبرى في مجال الأركيولوجيا والتاريخ قد فتحت أمام المغاربة مجالا حقيقيا لإعادة كتابة تاريخ المغرب بأيدٍ مغربية معتزة بهويتها، ومتخلصة من شوائب الارتباط والإلحاق الحضاري”، مبرزا أن “ما يعانيه اليسار العروبي في المغرب هو ما سماه الدكتور فواز زكريا بالفوات الحضاري، أو ما أطلق عليه الدكتور الطيب تيزيني بالحطام المعرفي المفتوح، فأمثال هؤلاء يشكلون عقبة حقيقية أمام الإصلاحات الهيكلية التي باشرها العاهل المغربي منذ بداية الألفية”.

نزعات إيديولوجية

شدد عبد الله بادو، فاعل أمازيغي، على أن “التصريحات والمواقف المعادية لمقومات الهوية والثقافة الأمازيغية، ومن ضمنها إيض يناير، ترتكز على نزعات إيديولوجية تخالف أسس ومنطلقات الحركة الأمازيغية؛ بل وحتى قرارات الدولة التي رسمت رأس السنة الأمازيغية. وما كانت لتقدم على هذه الخطوة إلا إذا كانت على بينة من أمرها واستوعبت معطيات التاريخ التي يتجاهلها البعض”.

وأضاف بادو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية، وقبلها ترسيم اللغة دستوريا، كان من ضمن المطالب التي ناضلت من أجلها الحركة الأمازيغية منذ عقود من الزمن”، مشيرا إلى أن “هذه المطالب التي تم الاستجابة لها مؤطرة على المستوى الحقوقي بموجب اتفاقيات ومعاهدات دولية. وبالتالي، فإن الدولة المغربية، وفي إطار احترام التزاماتها الدولية، استجابت لهذه المطالب”.

وتابع المتحدث ذاته بأن “الطعن في رأس السنة الأمازيغية وفي ثقافة إيمازيغن هو من صميم الهوايات التي تتقنها بعض الإيديولوجيات التي تعمد إلى تحوير المعطيات التاريخية ومحاولة إلصاق تهم واهية بالأمازيغ والأمازيغية، من خلال ربطها بالصهيونية”، مشددا على أن “هذا الربط هو ربط تعسفي لا أساس له من الصحة؛ لأن إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية، على سبيل المثال، كان نتيجة مطالب انطلقت من واقع فيه اختلالات تمس مجموعة من الحقوق المكفولة على المستوى الدولي، بما في ذلك الحق في اللغة”.

وأكد الفاعل الأمازيغي عينه أن “الأمازيغية لها عمق وامتداد موغل في التاريخ، وهو سابق لوجود دولة إسرائيل التي يربط البعض اليوم بينها وبين الأمازيغية. وما على هذه الأصوات، التي تزكي مظاهر التفرقة والعرقية التي يحاربها المجتمع المغربي، إلا أن تعود إلى كتب التاريخ والدراسات والأبحاث الأنثروبولوجية التي تؤكد عراقة ثقافة وطقوس الأمازيغ وكينونتهم فوق أرض شمال إفريقيا”.

وخلص إلى أن “بعض الأصوات التي تعادي الأمازيغية وتحاول طمس مقوماتها الثقافية أو حتى الاحتفالية لديها مشكلة كبيرة في تملك الفكر الحقوقي الكوني وفي فهم واستيعاب المواثيق الدولية، إذ تتناسى أن الأمر يتعلق بتراكم إنساني يجب أن يتم تقبله من منطق الحق الشمولي، وليس من منطق الأيديولوجيات الضيقة. كما تتناسى أن التنوع والتعدد الثقافي واللغوي هو معطى اجتماعي وكوني لا يمكن القفز عليه تحت أي مبرر كان”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مسلسلات رمضان 2025.. وئام مجدي تنضم إلى أبطال مسلسل الكابتن
التالى 22 يناير.. مواعيد صرف مرتبات شهر يناير 2025 للموظفين في الدولة