يواجه مربُّو الخيول البربرية والعربية البربرية في إقليمي الفقيه بن صالح وخريبكة صعوبات متزايدة نتيجة القرارات الجديدة المتعلقة بالحصول على تراخيص الفحول، التي باتت تقتصر على الحريسة الوطنية في مراكش؛ وهو الإجراء الذي أثار استياء المربين الذين يعتبرونه عبئًا ماديًا ومعنويًا، يزيد من معاناتهم اليومية ويهدد استمرارية نشاطهم.
يُجبر المربّون على التنقل لمسافات طويلة للوصول إلى مراكش؛ الأمر الذي يضيف تكاليف نقل باهظة، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الوقود وصيانة وسائل النقل. كما أن عملية نقل الخيول لمسافات طويلة تنطوي على مخاطر صحية لهم، قد تؤدي إلى إصابتها بالإجهاد أو التعرض لحوادث على الطرق.
مراد النماوي، مُربّي خيول بسبت أولاد النمة، أكد أن هذه الخدمة كانت متاحة سابقا في مناطق أقرب، مثل دار ولد زيدوح وواد زم؛ ما كان يسهل العملية على الجميع ويوفر الوقت والجهد.
ولفت النماوي، في تصريح لهسبريس، إلى أن قرار نقل هذه الخدمة إلى مراكش جاء بشكل مفاجئ ودون استشارة الأطراف المعنية أو مراعاة لاحتياجات المربين وظروفهم.
وأفاد المربي ذاته بأن عدد الخيول التي انتقلت إلى الحريسة الوطنية بمراكش من إقليمي الفقيه بن صالح وخريبكة قد تجاوز 300 فحل؛ وهو مما يعكس الأعباء المالية الكبيرة التي تحملها المربون في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة الناتجة عن التغيرات المناخية خلال السنوات الأخيرة. بالإضافة إلى ذلك، تتفاقم المعاناة بسبب التكاليف المرتبطة بالإقامة والطعام والشراب وأجور المساعدين.
في ظل هذه الإكراهات، يلتمس عدد من المربين من الجهات المختصة بإعادة النظر في هذا القرار وإعادة توفير الخدمات في مناطق أقرب، أو على الأقل اعتماد آلية متنقلة لتقليل الأعباء. كما يدعون إلى فتح حوار جاد مع المهنيين لضمان استدامة هذا القطاع المهم، الذي يشكل جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي والاقتصادي للمملكة.
يشار إلى أن جهة بني ملال خنيفرة تتميز بوفرة ملحوظة في أعداد الأفراس. كما تضم عشرات المربين والمولدين ذوي الخبرة الكبيرة في تربية الفحول والحفاظ على السلالات الأصيلة، خاصة في أصناف الفرس البربري والعربي-البربري.