مثلت الركنية الخاطئة التي منحها الحكم جاريد جيليت بداية لمتاعب جديدة لفريق توتنهام حين أتى منها هدف التعادل، ما أدى لتراجع الفريق والخسارة لاحقًا أمام أرسنال في ديربي شمال لندن بهدفين لواحد. ليفشل السبيرز في العودة بالنتيجة بعد التأخر بفارق هدف للمرة الثامنة من أصل عشر مباريات تأخر فيها الفريق هذا الموسم.
خسارة الديربي اللندني جعلت السبيرز يتراجعون إلى المركز الرابع عشر في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد تلقي الفريق لهزيمته الحادية عشر هذا الموسم. ليكون أكثر الفرق خسارةً في هذا الموسم بعد ثلاثي القاع إيبيسويتش تاون وليستر سيتي وساوثهامبتون.
الفريق جمع فقط 24 نقطة من أصل 21 مباراة، ما يجعله يبتعد عن مناطق الهبوط بفارق ثماني نقاط، وعن المراكز الثمانية الأولى بفارق عشر نقاط. ليبدو أن هدف الفريق في الموسم الحالي هو الوصول إلى 43 نقطة في نهاية الموسم، مع الصعوبات التي يعاني منها توتنهام حيث فاز في مباراة واحدة فقط من آخر تسع مباريات في البريميرليغ، ليحصل على خمس نقاط فقط من أصل 27 نقطة متاحة، وليتراجع بعدها الفريق من المركز السادس في أواخر نوفمبر إلى المركز الرابع عشر في منتصف يناير. وإذا لم يتوقف نزيف النقاط، فقد يجد الفريق نفسه يصارع لتجنب الهبوط إلى البريميرليغ.
المصاعب التي يعاني منها وصيف دوري أبطال أوروبا في العام 2019 ووصيف الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2016-2017 لم تحصل للفريق منذ زمن طويل، لتتزايد الضغوط على المدير الفني للفريق، أنجي بوستيكوغلو.
هل سيستغني توتنهام عن المدرب بوستيكوغلو في وقت قريب؟
حتى الآن، تبدو مجموعة من العوامل في صالح المدرب الأسترالي. فعلى الرغم من التراجع في بطولة الدوري، ما زال الفريق منافسًا على جميع مسابقات الكأس الثلاثة التي يشارك فيها، وهو ما يمثل بالنسبة للكثير من جماهير النادي المتعطشة للألقاب أولوية على حساب الوصول إلى مركز مؤهل إلى دوري أبطال أوروبا.
الفريق على بعد مباراة واحدة فقط من نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي بعد فوزهم في مباراة الذهاب على ليفربول الأسبوع الماضي، ومن المفترض أن يتأهلوا إلى مرحلة خروج المغلوب في الدوري الأوروبي بحضورهم في مركز قريب من الصدارة، مع اقترابهم أيضًا من الدور الرابع في مسابقة كأس الاتحاد الإنجليزي.
تعدد الإصابات التي تعرض لها توتنهام كانت من أهم عوامل تراجع النتائج للفريق اللندني، حيث لعب بدفاع وحارس مرمى من الصف الثاني، ولاعبين شباب في غير مراكزهم، ومجموعة من المهاجمين المرهقين؛ ما جعل الفريق يبتعد عن تقديم مستوى ثابت مع ضغط لعب مباراتين في الأسبوع.
ما يشفع لبوستيكوغلو قد يكون ومضات التألق التي حظي بها الفريق؛ فقد تغلب الفريق على مانشستر يونايتد بثلاثية في أولد ترافورد، واكتسح السيتي في ملعب الاتحاد برباعية في نوفمبر، ليصبح أول فريق يفوز بثلاثة أهداف نظيفة خارج ملعبه على كل من مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي في الدوري بالموسم نفسه منذ إيفرتون في 1992-1993.
كما أن الفريق خرج في الكثير من المباريات بنتيجة متقاربة، حيث جاءت 11 من أصل 12 هزيمة في جميع المسابقات بفارق هدف واحد فقط. واقترب الفريق من الفوز، لكنه خسر في كثير من الأحيان هذا الموسم، لتبقى بوادر تحسن نتائج الفريق ممكنة، بعكس ما قد يوحي مركز الفريق في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز.
تبدو مشكلات الفريق دفاعية إلى حد كبير، بعد تلقي شباك توتنهام 32 هدفًا في 21 مباراة، بينما سجل هجوم الفريق معدلا تهديفيا ممتازا، كونه ثاني أقوى هجوم في البريميرليغ برصيد 43 هدفاً.
قد يكون هناك الكثير من الأدلة التي تشير إلى أنهم قريبون حقًا من تحقيق شيء جيد تحت قيادة بوستيكوغلو، لكن احتلالهم مراكز متأخرة في جدول ترتيب الدوري يبدو أمرًا سيئًا للغاية. وبعد آخر سلسلة طويلة من الهزائم، من المنطقي أن يكون السؤال: إلى أي مدى ستكون الومضات الإيجابية النادرة لنادي توتنهام كافية لإبعاد بوستيكوغلو عن الإقالة؟