في عزّ فصل الشتاء، عاشت مناطق بأقصى شمال المغرب، خلال شهر يناير الجاري، على وقع حريقين غابويين، أتيا على مئات الهكتارات، في ظل حيرة خبراء المناخ المغاربة.
في الثامن من يناير الجاري، شهدت غابة “موكتالة” بإقليم تطوان حريقا أتى على 100 هكتار. ويوم الثلاثاء الماضي، اندلع حريق مشابه بغابة “أغاندرو” بإقليم الحسيمة.
وفي ظل انخفاض درجات الحرارة بالشمال وبغالبية مناطق المملكة خلال شهر يناير الجاري، اعتبر جلال المعطى، باحث في القضايا المجالية والبيئية، أن “الحديث عن أسباب هذه الحرائق من منظور مناخي وطبيعي صعب جدا ونحن في فصل الشتاء”.
وأضاف المعطى، في تصريح لهسبريس، أن الحديث “عن الفعل الإنساني وارد، لكن مع ضرورة خروج نتائج البحث القضائي، والتحقيقات التي تشرف عليها الجهات المسؤولة”، مشددا على أن “الوقت الحالي، حيث درجات الحرارة منخفضة، يصعب وضع تفسيرات علمية”.
ونبّه المتحدث إلى “وجود آثار الجفاف على أشجار غابات المملكة، ومن جهة صعوبة التفسيرات الأخرى التي تكون مهمة في موضوع الحرائق”.
ودعا الباحث في القضايا المجالية والبيئية إلى “إنشاء بحوث علمية حول هذه الظاهرة على المستوى الوطني”.
وعن حريق غابة “أغاندرو” بإقليم الحسيمة، أوضح مصدر مسؤول لهسبريس أن “التحقيقات حول الأسباب ما تزال متواصلة، وهو الحال ذاته بالنسبة لحريق تطوان”.
محمد سعيد قروق، أستاذ علم المناخ في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، يرى أن “وضع تفسير حول هذه الحرائق في شهر يناير صعب تماما في ظل غياب معطيات رسمية إضافية حولها”.
وقال قروق، متحدثا لهسبريس، إن ظروف اندلاع الحرائق “تبدأ بالحرارة المرتفعة والرطوبة المنخفضة، وفي الشهر الحالي تغيب معطيات حول هذا الأمر”.
وأضاف: “هذا الوضع مخالف تماما لما يحدث في حرائق أمريكا حيث الظروف والتضاريس المناخية مغايرة تماما”.
ولفت أستاذ علم المناخ في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء إلى أن “تفسيرات انخفاض الحرارة واندلاع هذه الحرائق بما يجعلها مفاجئة، غير مبررة، طالما أن العديد من الأشجار والحشائش دافئة أو ميتة في هذه الغابات”.
وشدد المتحدث على “صعوبة تفسير هذه الحرائق في ظل غياب واضح للمعطيات الرسمية التي يمكن أن تضع رؤية أولية حول الوضع”.