تعمل عائدات سندات الخزانة المرتفعة والدولار على خلق حلقة تغذية مرتدة سلبية ربما تساعد السلطات النقدية في مختلف أنحاء العالم على دعمها.
وذكرت تقارير انه كانت موجة بيع سوق السندات الأمريكية التي بدأت بعد أن بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة قبل أربعة أشهر قوية ومفاجئة، مما أدى إلى انقسام آراء الخبراء حول ما يدفعها.
وتشمل الأسباب المحتملة النمو الأمريكي القوي، والتضخم الثابت، والمخاوف بشأن الديون والعجز، فضلاً عن حالة عدم اليقين المحيطة بالتجارة والهجرة وأجندة "أميركا أولاً" الاقتصادية للرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب.
ومع ذلك، كان الدور الذي تلعبه البنوك المركزية الأجنبية، وخاصة في الاقتصادات الناشئة، أقل اهتماماً.
وأدى ارتفاع العائدات الأمريكية إلى رفع قيمة الدولار ودفع العديد من العملات الناشئة في نفس الوقت إلى الانخفاض، وأحيانًا إلى مستويات منخفضة قياسية، مما دفع العديد من البنوك المركزية إلى التدخل في سوق الصرف الأجنبي لدعم عملاتها ويتضمن هذا عادةً بيع احتياطيات النقد الأجنبي، غالبًا سندات الخزانة الأمريكية أو الأذون، وشراء العملة المحلية.
وإن أحدث تفصيل لبنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك لحيازات "الوصاية" من سندات الخزانة الأمريكية نيابة عن البنوك المركزية الأجنبية، يكشف الكثير.
بلغت حيازات الوصاية الأسبوع الماضي 2.85 تريليون دولار، وهو أدنى مستوى منذ أبريل 2020. وقد انخفضت بنحو 100 مليار دولار من 2.94 تريليون دولار في منتصف سبتمبر عندما بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة، وقد اكتسب هذا الانخفاض زخمًا منذ الانتخابات الرئاسية الأمريكية في أوائل نوفمبر.
كان بيع البنوك المركزية عنصراً رئيسياً في هبوط السندات الأخير، وفقاً لبحث أجراه راشد أحمد، كبير خبراء الاقتصاد في مكتب مراقب العملة، وأليساندرو ريبوتشي، أستاذ في جامعة جونز هوبكنز.
ويشيران إلى أن الانخفاض في احتياطيات الدولار الأجنبي بدءاً من سبتمبر "يتماشى بدقة" مع الارتفاع الحاد في العائدات على السندات لأجل عشر سنوات ويقدران أن احتياطيات البنوك المركزية الأجنبية من الدولار انخفضت بمقدار 113 مليار دولار مجتمعة، بما في ذلك ودائع إعادة الشراء الأجنبية، تماماً كما ارتفعت العائدات بأكثر من 100 نقطة أساس.
ويزعمان أن هذا البيع غالباً ما قوبل بطلب ضعيف من الأطراف المقابلة، ولا سيما المستثمرين من القطاع الخاص المحلي والأجنبي.
وكتبا: "من الممكن حتى لخفض بسيط في حصة الدولار الأميركي من الاحتياطيات الأجنبية أن يكون له تأثير كبير في الأمد القريب على أسواق الخزانة الأميركية".
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
