هاني الجمل لـ"بلدنا اليوم": العراق يسعى لاستقلالية قراره وتوازن إقليمي بعيدًا عن النفوذ الإيراني

رئيس وحدة الدراسات الدولية والاستراتيجية بمركز العرب

تناولت زيارة رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إلى بريطانيا عدة ملفات محورية تعكس رؤية العراق لموقعه الإقليمي ودوره في تحقيق التوازن الدولي. جاءت تصريحات السوداني خلال اللقاءات الرسمية لتؤكد على أهمية تعزيز علاقات العراق مع دول الجوار والمجتمع الدولي، مع الحفاظ على استقلالية القرار العراقي ورفض التدخلات الخارجية.

تراجع النفوذ الإيراني وتأثيره على العراق

في هذا السياق، صرّح الدكتور هاني الجمل، رئيس وحدة الدراسات الدولية والاستراتيجية بمركز العرب لبلدنا اليوم,إن هذه تصريحات السوداني تعكس إدراك العراق لتراجع النفوذ الإيراني في المشهد السياسي الداخلي.

 وأوضح الجمل أن إيران كانت لها تأثيرات كبيرة على الحياة السياسية العراقية، حيث تمكنت في السابق من تعطيل تحركات داخل البرلمان العراقي، مما أدى إلى انسحاب بعض الكتل الشيعية من المشهد السياسي وعدم تمثيلها بالشكل الأمثل خلال الانتخابات الماضية.

وأشار الجمل إلى أن التراجع الإيراني ارتبط بجملة من التطورات الإقليمية، منها ضعف نفوذها في سوريا بعد تراجع النظام الحليف، والتحديات التي تواجهها في لبنان، بالإضافة إلى الضربات الإسرائيلية التي تمت برعاية أمريكية خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.

وأضاف أن تصريحات السوداني تأتي ضمن محاولة عراقية للحد من تأثير الميليشيات المدعومة من إيران، ولتقليل الولاءات الطائفية التي أثرت على النسيج الاجتماعي العراقي، مشيرًا إلى أن العراق يسعى ليكون نموذجًا بعيدًا عن الانقسامات الطائفية التي أدت إلى توتر العلاقات بين السنة والشيعة والأكراد.

الأثر الإقليمي ودور العراق في الشأن السوري

وفيما يتعلق بالشأن السوري، تناول الجمل تحذيرات رئيس الوزراء العراقي بشأن التحولات السياسية في سوريا.

وأكد أن العراق يهدف إلى تحقيق حوار سياسي داخلي يجمع كافة مكونات الشعب السوري، بما يشمل العرب، الأكراد، التركمان، العلويين، والشيعة.

وشدد على أهمية إدماج جميع الأطراف السياسية والفصائل في بناء سوريا الجديدة، مع التركيز على الاستفادة من الدعم الأمريكي والتركي في هذه المرحلة الانتقالية.

وأكد الجمل أن العراق ينظر إلى سوريا كنموذج يجب أن يتجاوز الطائفية لتحقيق الاستقرار الإقليمي.

كما أشار إلى ضرورة الحد من تولي عناصر غير سورية المناصب العليا في الجيش والإدارة، لضمان استقلالية المؤسسات السورية وإعادة بناء الدولة بما يحقق مصالح جميع مكوناتها.

واختتم الجمل بأن هذه التصريحات تأتي في سياق التحضير للانتخابات العراقية القادمة، حيث يسعى رئيس الوزراء السوداني لإظهار التزام حكومته بالتحول الديمقراطي وإبعاد العراق عن تأثير الأجندات الخارجية، مع التأكيد على دور العراق كلاعب إقليمي يسعى للتوازن وتحقيق الاستقرار في المنطقة.