أخبار عاجلة
أشخاص ممنوعون من تناول السحلب احذر لو كنت منهم -

سمير غانم.. صانع الفرح ونسخة غير قابلة لـ"الكوبي"

سمير غانم.. صانع الفرح ونسخة غير قابلة لـ"الكوبي"
سمير غانم.. صانع الفرح ونسخة غير قابلة لـ"الكوبي"

الاربعاء 15 يناير 2025 | 10:12 صباحاً

كتب : محمد أحمد أبو زيد

عاش سمير غانم حياته وكأنها مسرحية طويلة هدفها الأول والأخير هو إسعاد الناس وكأن الضحك هو رسالته الأولى والأخيرة يوزعه "دليفري" على كل ما يقابله في طريقه، هو ماكينة لا تتوقف عن إنتاج الضحكات، كل جملة تخرج من لسانه تتحول إلى "إفيه" لا يحتاج إلى تحضير أو تمهيد لا يعرف عمق أو هدف بل يخرج منه بتلقائية شديدة ويسرق منك ضحكة وكأنه يملك مفاتيح قلبك بقدرته الفريدة على انتزاع الضحك بلا عناء.

تميزت كوميديا "غانم" بالسلاسة فلا رسائل معقدة ولا محاولات أو "فذلكة" لفرض دروس حياتية نأخذ منها الحكمة والعظة، كل ما كان يعنيه هو أن يُضحك جمهوره، وهو ما جعله حالة فنية فريدة لا يشبه أحد ولا أحد يشبهه هو نسخة واحدة غير قابلة "للكوبي"، يعرف كيف ينتزع الضحك من أوصال قلبك بحركة بسيطة كما فعلها في مسرحية"المتزوجون" يدخل المسرح بمزمار طويل يُخرج منه دخان فتغرق القاعة في الضحك ثم يُلقي جملته الشهيرة "الليلة عيد والعريس بيتجوز ومادام العريس بيتجوز يبقى العروسة هتتجوز" جملة بسيطة لا يمكن سماعها إلا من "سمير" وكأنها حقيقة مؤكدة.

يمتلك "غانم" قدرة على الارتجال استثنائية بمقدرته إضحاكك دون تجهيز مسبق، هو أول من امتلك براءة اختراع فن الـ"ستاند أب كوميدي" في مصر ففي مسرحية "أهلاً يا دكتور" وقف لمدة عشر دقائق يروي رحلته إلى فرنسا بمفرده وانتزع الضحكات من الجمهور بخفة مذهلة، ورغم أنه قدم العديد من المسرحيات إلا أنه التزم بالكوميديا البعيدة عن الإسفاف، حتى عندما ارتدى ملابس نسائية في مسرحية "أخويا هايص وأنا لايص" لم يسقط في فخ الإيحاءات المبتذلة بل قدم كوميديا نظيفة تعتمد على غرابة فكرة تنكره في دور امرأة بـ"شنب" وكان الضحك بالنسبة له فناً نقياً يقدمه بروح طفل لم يغادر قلبه أبداً.

لم يتنصل سمير غانم أو يخجل من أعماله حتى تلك التي صُنفت كـ"أفلام مقاولات" في فترة الثمانينيات مثل غيره من الفنانين بل كان يتحدث عنها بخفة ظله المعتادة، ففي أحد لقاءاته مع إسعاد يونس قال عن تلك الأفلام "إحنا كنا بنعمل الفيلم في أسبوع" لترد إسعاد " لا كنا بنعمله في أسبوعين أو تلاتة" فيرد ضاحكاً "ده الفيلم اللي كنا عايزين ناخد به جوايز".

سمير غانم لم يكن فقط ممثل تقف حدود موهبته على الشاشة ليقول ما يكتبه المؤلف على الورق ولكنه حكاء بارع يحول كل موقف إلي ضحك سواء حدث الموقف بالفعل أو كان من وحي خياله، لا يعرف" الكلام الجد" حتى في لحظات تكريمه الجادة عندما نال جائزة فاتن حمامة التقديرية من مهرجان القاهرة السينمائي لم يفوت الفرصة لإضحاك الجميع، وقف على المسرح قائلاً بصوت "فطوطة": "يا لهوي" ثم روى قصة ساخرة عن ممثل أمريكي انتظر جائزة الأوسكار 80 عاماً، بينما كانت زوجته دلال عبد العزيز تمزج الضحك بالدموع.

سمير غانم هو حالة إنسانية وفنية خالدة ترك إرثاً من الضحكات والإفيهات التي نرددها إلي الآن، بينما تبقي شخصياته خالدة من "فطوطة" ببدلته خضراء اللون وحذاؤه الأصفر إلي "سمورة" الذي دخل القلوب دون استئذان مروراً بـ"كابتن ميزو"، "غانم" لم يكن ممثلاً عادياً بقدر أنه صانع للفرح، هو الحاضر الغائب الذي كان يعرف أنه يسكُن في قلب محبيه حتى لو خدع فريد شوقي في فيلم "يارب ولد" مدعياً أنه لا يملك سكن وهو يقول له "أنا يافندم مفيش حتة معينة بسكن فيها أنا زي ما تقول سعادتك كده زي الطير ما تعود عشُه يقوم تلاقيني في عشُه ويوم في الطير". 

اقرأ ايضا

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مستشفى تنغير في حاجة إلى أطر
التالى مدير تعليم الفيوم يؤكد على متابعة تنفيذ ضوابط امتحانات التيرم الأول بالتنسيق مع موجهي المديرية والإدارات