اتهمت إيران إسرائيل بمحاولة استهداف برنامجها النووي عبر عمليات سرية معقدة، كشف عنها محمد جواد ظريف، نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، خلال مقابلة عبر الإنترنت في برنامج "حضور".
وأكد ظريف اكتشاف متفجرات مزروعة في منصة أجهزة طرد مركزي كانت قد اشترتها إيران لصالح هيئة الطاقة الذرية، مما يعكس تصاعد التوترات بشأن البرنامج النووي الإيراني.
العقوبات الدولية وتهديد الأمن النووي الإيراني
وأوضح ظريف أن العقوبات الدولية المفروضة على إيران دفعت طهران إلى الاعتماد على شبكة معقدة من الوسطاء للحصول على المعدات اللازمة لتطوير برنامجها النووي. هذا النهج، وفق ظريف، فتح ثغرات استغلتها إسرائيل لتنفيذ عملياتها السرية.
وقال ظريف: "الحظر المفروض علينا يجبرنا على التعامل مع سلسلة طويلة من الوسطاء بدلاً من الشراء المباشر من المصنعين، وهو ما يمنح إسرائيل فرصة لاختراق أي جزء من هذه السلسلة لتنفيذ خططها التخريبية".
ربط عمليات استهداف متفرقة بنمط ممنهج
ربط ظريف الواقعة بسلسلة أوسع من العمليات السرية الإسرائيلية، مشيرا إلى حادثة وقعت في سبتمبر 2024، حينما انفجرت آلاف أجهزة الاتصال التابعة لحزب الله في لبنان. وكشفت التحقيقات حينها أن إسرائيل زرعت متفجرات في أجهزة نداء ولاسلكي، مستهدفة البنية التحتية لحزب الله.
وأوضح أن إسرائيل اعتمدت على شبكة من الشركات الوهمية وأساليب توزيع خادعة لزرع المتفجرات في 5000 جهاز نداء و1000 جهاز لاسلكي. وأسفرت تلك التفجيرات عن مقتل 32 شخصًا وإصابة أكثر من 3000 آخرين، مما يجعلها واحدة من أكثر العمليات السرية تعقيدًا وخطورة في المنطقة.
التوترات الإقليمية ومستقبل البرنامج النووي الإيراني
تأتي هذه الاتهامات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية بشأن برنامج إيران النووي، وسط جهود دولية للحد من قدرات طهران النووية ومنعها من تطوير أسلحة نووية. وتزيد مثل هذه الحوادث من تعقيد المشهد، حيث تسعى إيران إلى تعزيز دفاعاتها ضد الهجمات السيبرانية والعمليات السرية.