بالرغم من أن المغرب يمتلك احتياطيات ضخمة من النفط والغاز، إلا أن حلم تحول المملكة إلى دولة نفطية يظل بعيد المنال، حيث يُعزى السبب الرئيسي إلى “البنية الجيولوجية المعقدة” التي تُشكل عقبة أمام اكتشافات كبيرة في هذا المجال، وفقًا لدراسات علمية متعددة.
وفي تصريح حديث، أوضح خورخي نافارو، نائب رئيس جمعية الجيولوجيين والجيوفيزيائيين في إسبانيا، أن المغرب شهد تكثيفًا لعمليات التنقيب البحرية في السنوات الأخيرة، لكن النتائج كانت غالبًا مخيبة للآمال. ويعود السبب في ذلك إلى بنية الصخور التي تعيق الوصول إلى النفط والغاز.
وفقًا لبيانات المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، على الرغم من تكثيف عمليات التنقيب في مناطق مختلفة مثل العرائش وتندرارة والمناطق الجنوبية، إلا أن الكميات المكتشفة كانت أقل من المتوقع. على سبيل المثال، في أغسطس 2024، اكتشفت شركتا “إنيرجين” و”شاريوت” بئرًا في العرائش، ولكن الكميات كانت أدنى بكثير مما كان يُتوقع.
من جانبها، أكدت دراسة لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية (USGS) في 2023 أن المغرب يمتلك احتياطيات ضخمة من الهيدروكربونات، تقدر بـ3.8 مليار برميل من النفط و20.7 تريليون قدم مكعب من الغاز. ولكن الوصول إلى هذه الاحتياطيات يتطلب تقنيات متطورة جدًا للتنقيب والتطوير.
ووفقًا للتقارير، هناك ثلاثة أحواض إنتاج رئيسية في المملكة، في مناطق الصويرة، تندرارة، والرباط، إلا أن كميات الهيدروكربونات المكتشفة حتى الآن تبقى منخفضة مقارنة بالمساحة الواسعة للمملكة.
البنية الجيولوجية المعقدة للمغرب، التي نتجت عن تصادم الصفيحتين الإفريقية والأميركية، تؤدي إلى تكوّن طيات جيولوجية تحبس الهيدروكربونات، مما يجعل الوصول إليها أصعب من المعتاد.