أثارت وفاة الطفلة ريناد عادل، الطالبة في الصف السادس الابتدائي، حالة من الجدل والضجة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث توفيت الطفلة إثر سقوطها من نافذة منزلها بالدور الثامن في برج العرب غرب الإسكندرية يوم الإثنين الماضي.
حقيقة الحادث هل كان اختلال التوازن أم انتحار؟
بدأت الشائعات تنتشر سريعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث ادعى البعض أن الطفلة قامت بالانتحار نتيجة تعرضها للتنمر من زميلاتها في المدرسة. بينما تداول آخرون رواية تتحدث عن أن التنمر كان بسبب تأخرها في سداد المصروفات الدراسية، مما جعل زميلاتها يسخرن منها. وفي هذا السياق، انتشرت أيضًا روايات عن أن الطفلة تعرضت لضغوط نفسية شديدة دفعتها إلى إنهاء حياتها.
رد المدرسة والأسرة على الشائعات
إلا أن المدرسة التي كانت تدرس بها الطفلة، مدرسة "نوتردام دي سيون" بالإسكندرية، سارعت بنفي تلك الشائعات عبر صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك". وأكدت أن المعلومات المتداولة عن وفاة الطفلة كانت غير دقيقة، ودعت الجميع إلى تحري الدقة في نقل الأخبار وعدم نشر أي شيء من شأنه أن يزيد من معاناة الأسرة في هذا الوقت العصيب. وأكدت إدارة المدرسة أن الطفلة كانت محبوبة من زملائها وأن جميع مصروفاتها الدراسية كانت قد تم سدادها بالفعل.
رواية الأسرة عن الحادث
خلال جنازة ريناد، نفت أسرتها بشكل قاطع ما تم تداوله حول تعرضها للتنمر، وأكدت أن الحادث وقع نتيجة اختلال توازن الطفلة أثناء فتح النافذة في غرفتها. وأوضحوا أن ريناد كانت طفلة طبيعية، وكانت تحظى بحب واحترام من الجميع، ولم تكن هناك أي مشاكل نفسية أو اجتماعية تؤدي إلى مثل هذا الحادث.
الرد على شائعات التنمر والمصروفات الدراسية
انتشرت شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي تزعم أن الطفلة تعرضت للتنمر من زميلاتها في المدرسة بسبب تأخرها في سداد المصروفات الدراسية، مما دفعها إلى الانتحار. لكن أسرة الطفلة ومدرسة "نوتردام دي سيون" سارعتا بنفي هذه الشائعات.
وقالت مها عبدالعزيز، عضو مجلس أمناء المدرسة، إن والدة الطفلة أكدت أمام الجميع أثناء تلقيها العزاء أن ابنتها سقطت من الطابق الثامن بسبب اختلال توازنها أثناء فتح النافذة فوق السرير. وأضافت مها أن أسرة الطفلة أكدت أنها لم تكن هناك أي مشاكل تتعلق بالتنمر أو المصروفات الدراسية. وأوضحت أيضًا أن الطفلة كانت تحظى بحب جميع من حولها، ولم يكن هناك أي سبب يبرر نشر الشائعات حول التنمر.
المدرسة ترد على الشائعات
من جانبه، قال نسيم جورج، المنسق العام للمدارس الكنائسية في الإسكندرية، إن ما يتم تداوله عن وفاة ريناد بسبب التنمر غير صحيح. وأوضح أن الطفلة ريناد وشقيقتها، التي تدرس أيضًا في المدرسة، سددتا المصروفات في نوفمبر 2024. كما أشار إلى أن ريناد كانت محبوبة بين زميلاتها، ولا وجود لأي دلائل على تعرضها للتنمر، مؤكداً أن الحادث كان نتيجة اختلال توازن الطفلة أثناء فتح النافذة.
وأكدت إدارة المدرسة في بيان رسمي لها أن المعلومات المغلوطة التي تم تداولها حول الحادث أثرت نفسيًا على أسرة الطفلة وزميلاتها، داعية الجميع إلى تحري الدقة قبل نشر أي معلومات.
شيع الجثمان وسط حالة من الحزن
وفي إطار تكريم الطفلة الراحلة، تم تشييع جثمانها إلى مثواه الأخير في مقابر الأسرة في برج العرب، بحضور العشرات من أفراد الأسرة وأهالي الإسكندرية. خلال مراسم العزاء، عبرت أسرة المدرسة وزملاؤها عن حزنهم الشديد، حيث وصفوا وفاتها بالمصاب الجلل، وأكدوا أن ريناد كانت من الفتيات المحترمات والمحبوبات بين الجميع.
تحقيقات النيابة
فيما تجري النيابة العامة تحقيقات حول الحادث، حيث تم نقل جثمان الطفلة إلى المشرحة بعد سقوطها من الطابق الثامن بمنطقة جناكليس. وقد أمرت النيابة بسؤال أسرة الطفلة واستكمال التحريات لمعرفة تفاصيل الحادث، رغم تأكيد الأسرة والمدرسة أن الحادث كان نتيجة اختلال توازن الطفلة، وليس نتيجة لأي مشكلات نفسية أو اجتماعية.
تابع أحدث الأخبار عبر