100 يوم بالتمام والكمال مرت على إصابة قائد فريق ريال مدريد داني كارفاخال وهي الإصابة التي تركت المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي يضرب أخماساً بأسداس، من أجل حل معضلة مركز الظهير الأيمن في الفريق دون أن ينجح في ذلك على الرغم من تناوب عدة لاعبين على شغل هذا المركز خلال هذه الفترة.
كارفاخال الذي لعب دوراً بارزاً في تتويج الريال بالعديد من الألقاب في السنوات الماضية، ومن بينها ثنائية الدوري ودوري الأبطال في الموسم الفائت، الأمر الذي جعل الكثيرين يرشحونه للمنافسة على جائزة الكرة الذهبية لعام 2024، تعرض لإصابة خطيرة في الركبة أمام فياريال في الخامس من أكتوبر الماضي، ليفتقد "الميرينغي" واحداً من أبرز أعمدته وتبدأ معاناته في هذا المركز دون أن يتمكن من إيجاد الحلول له، حيث اختل توازن الفريق بشكل واضح.
وقام الإيطالي كارلو أنشيلوتي بتجربة العديد من اللاعبين ليسدّوا الفراغ الذي أحدثته إصابة كارفاخال ومن بينهم لوكاس فاسكيز الذي أثار الجدل في المباريات الكبيرة وكان آخرها نهائي كأس السوبر أمام برشلونة، حيث خسر معظم المعارك الفردية داخل المستطيل الأخضر.
ولم يجد أنشيلوتي بدًّا من تجربة فيديريكو فالفيردي في مناسبتين في هذا المركز أمام ليغانيس وليفربول، لكن إصابة اللاعب الأوروغواياني جعلت أنشيلوتي يلجأ إلى لاعب الأكاديمية لورينزو أغوادو في مباراة الكأس أمام ديبورتيفا مينييرا، ليمنح فالفيردي الراحة قبل بطولة السوبر.
وبعيدًا عن هذين الاسمين فإن أنشيلوتي بدا مجبراً على خيار فاسكيز في المباريات الكبيرة أمام البارسا، وميلان، وليفربول، وأتلتيك بلباو ثم برشلونة مجدداً دون أن تثمر الخطة (ب) عن النجاح المأمول.
وفي ظلّ إصابة كارفاخال شارك فاسكيز في 18 مباراة في موسم 2023-2024 لكنه وصل إلى العتبة نفسها، مع انتصاف الموسم الحالي فقط بعدما أجبر على اللعب في مركز غير مفضل بالنسبة له.
كارفاخال يدفع ريال مدريد للبحث عن البديل الأمثل
منذ أن تعرض كارفاخال للإصابة بدأت الأنظار تتجه إلى البديل الأمثل لـ"مدافع البلانكوس"، خاصة أنه قد لا يتمكن من العودة قبل نهاية الموسم الحالي، وبدا أن الحل يكمن في نجم منتخب إنجلترا وليفربول ترنت ألكسندر آرنولد، الذي لم يتلقَ أي عرض من إدارة ناديه لتجديد عقده الذي ينتهي في يونيو/ حزيران المقبل.
وأصبح أرنولد تحت مجهر إدارة النادي الملكي، حيث كان من المنتظر أن يعيد الريال إلى سوق الانتقالات الشتوية بعد ست سنوات كاملة لم يتعاقد فيها الفريق مع أي لاعب في شهر يناير.
لكن تراجع مستوى أرنولد في الشهرين الأخيرين مع "الريدز" مقارنة بما قدمه في الموسم الماضي، وعدم رغبة إدارة النادي الإنجليزي بخسارة ظهيرها الأيمن في هذه الفترة من الموسم التي يتصدر فيها بطولة الدوري، وكذلك لائحة الترتيب في دوري الأبطال، أفشل مخططات نادي العاصمة الإسبانية وأعاد الأمور إلى نقطة الصفر.
حلول تائهة
أمام هذه المعضلة بحث أنشيلوتي بين لاعبي الكاستيا وقام بتجربة اللاعب راؤول أسينسيو في مركز الظهير الأيمن في 13 مباراة منها سبع مباريات في الليغا، لكن الأخير لم يتمكن من ملء الفراغ الذي تركه غياب كارفاخال أيضاً، لتبدو كل الحلول التي حاول المدرب الإيطالي اللجوء إليها (تائهة) دون أن تجلب له النتائج المرجوة.
اقرأ المزيد
وعلى الرغم من أن هذه المشاكل لم تكن بادية للعيان كثيراً في المباريات التي أحكم فيها الريال سيطرته عليها، كشفت المباريات الكبيرة نقطة ضعف الفريق في مركز الظهير الأيمن بشكل واضح، فكانت الخسارة أمام ميلان في دوري الأبطال، وكذلك في مباراتي الكلاسيكو لهذا الموسم، وحتى أمام أتلتيك بلباو التي خسرها الريال (2-1).
وبشكل عام تلقت شباك الريال 19 هدفًا في الليغا حتى الآن من بينها ستة أهداف في المباريات الثلاثة الأخيرة، بعيداً عن خماسية البارسا في نهائي السوبر.
الريال الذي يحتل المركز الثاني في نهاية مرحلة الذهاب بفارق نقطة عن أتلتيكو مدريد المتصدر، سيخوض خمس مباريات مهمة للغاية خلال شهر يناير الحالي، يبدأها أمام سيلتا فيغو في دور الـ16 من مسابقة الكأس مساء الخميس المقبل، قبل أن يستقبل لاس بالماس في الليغا ومن ثم ريد بول سالزبورغ النمساوي في دوري الأبطال، على أن يلعب بعدها خارج ميدانه أمام بلد الوليد ثم بريست الفرنسي في مباريات سيكون فيها الخطأ ممنوعاً وإهدار النقاط محرّماً، إذا ما أراد النادي الملكي نفض غبار مباراة الكلاسيكو بشكل سريع وتجنب الدخول في أزمات أكبر قبل المواجهات الكبيرة الحاسمة في النصف الثاني من الموسم الحالي، بانتظار حلول أخرى قد يجربها أنشيلوتي.
