بينما لا يزال برشلونة يتذوق حلاوة الانتصار على غريمه الأزلي ريال مدريد في نهائي كأس السوبر الإسباني بعد أن تغلب عليه في المباراة النهائية التي جرت في مدينة جدة بنتيجة (5-2) يوم الأحد الفائت، التي شهدت حسب الصحافة العالمية (فضيحة جديدة) للنادي الملكي في مباريات الكلاسيكو، فإن خبراء اللعبة في مدريد أطلقوا تحذيرًا بصوت عال من الحقبة التالية التي يمكن أن تشكل خطرًا كبيرًا على "الميرينغي" على نحو يشبه تلك الحقبة التي هيمن فيها برشلونة على الألقاب بوجود مجموعة من اللاعبين المميزين وفي مقدمتهم الأرجنتيني ليونيل ميسي.
صحيفة ماركا أكدت أن على إدارة الرئيس فلورنتينو بيريز أن تتنبه وبشكل مبكر إلى القوة الضاربة التي أنتجتها أكاديمية (لاماسيا) مرة أخرى والتي تمثلت بعدد من المواهب الشابة وفي مقدمتها (أفضل لاعب شاب في يورو 2024) لامين يامال البالغ من العمر 17 عامًا والذي أعاد لأذهان الكثيرين انطلاقة الأرجنتيني ميسي مع الفريق الكتالوني في العام 2005 بفضل مهارته العالية وصفاته القيادية وتأثيره الكبير على تشكيلة البارسا.
5 مباريات كلاسيكو للجوهرة لامين يامال
على الرغم من أنه أتم السابعة عشرة من عمره في الصيف الفائت إلا أن لامين يامال بات في سجله الشخصي خمس مباريات كلاسيكو حتى الآن، حيث كان قد شارك لـ14 دقيقة في مباراة الكلاسيكو الأولى للموسم الفائت 23-24 وفي 29 دقيقة في نهائي كأس السوبر للموسم الفائت، وهما المباراتان اللتان حقق فيهما الريال الفوز بنتيجة (2-1) و(4-1) على التوالي.
كما شارك كأساسي في الجولة 32 من الليغا في الموسم المنصرم والتي انتهت أيضا بفوز الريال (3-2). لكن الدولي الإسباني وبعد خسارته للمباريات الثلاث الأولى في الكلاسيكو انتفض بشكل لافت في المواجهة الرابعة، حيث لعب دوراً بارزاً في إسقاط الريال في ملعب سانتياغو بيرنابيو في شهر أكتوبر الماضي برباعية نظيفة، علماً أنه سجل الهدف الثالث لفريقه في تلك المباراة، قبل أن يتلاعب بدفاعات ريال مدريد في نهائي كأس السوبر قبل أيام ليمنح فريقه التعادل (1-1) في الدقيقة 22 ويساعد فريقه في إنهاء الشوط الأول متقدمًا (4-1) قبل أن تصبح النتيجة (5-1) مع بداية الشوط الثاني ليتم استبداله من قبل المدرب الألماني هانز فليك في الدقيقة 59 من أجل إشراك زميله داني أولمو، لينهي الكابوس الذي عانى منه دفاع "الميرينغي" وخاصة الدولي الفرنسي كامافينغا.
لاماسيا تعود من جديد.. على ريال مدريد الحذر
بعد سنوات من الإنفاق غير المسؤول وإهمال نجوم اللاماسيا، عاد برشلونة مجددًا إلى أكاديميته من خلال تصعيد عدد من اللاعبين الشبان وفي مقدمتهم لامين يامال الذي سجل ثمانية أهداف ومرر 12 كرة حاسمة لزملائه في 23 مباراة خاضها حتى الآن في مختلف المسابقات.
وعلى الرغم من أن برشلونة تأثر كثيراً بغياب يامال في الشهرين الأخيرين، إلا أن ما حدث في مباراتي الكلاسيكو لهذا الموسم، كفيل بأن ينذر بحقبة جديدة ترسم ملامحها في السنوات المقبلة بفضل مجموعة من اللاعبين الشبان مثل باو كوبارسي، مارك كاسادو، مارك بيرنال، هكتور فورت، جيرارد مارتين، توني فيرنانديز وسيرجي دومينغويز.
ويثق أنصار برشلونة أن التشكيلة الحالية التي تضم بعضًا من لاعبي الخبرة مثل البولندي ليفاندوفسكي والبرازيلي رافينيا والإسبانيين داني أولمو وفيران توريس، قادرة على إعادة ألق الفريق ونتائجه المميزة حتى على المستوى الأوروبي.
تألق لامين يامال فرض على الكثيرين البدء بإجراء المقارنات مع الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي أحدث ثورة حقيقية في صفوف البارسا خلال فترة حضوره التي امتدت لنحو 14 عامًا، حقق فيها الكثير من الألقاب والإنجازات على المستوى الفردي والجماعي، حيث يأمل هؤلاء بأن يواصل اللاعب الشاب تألقه ويصل إلى مستوى النضج الكامل الذي يمكنه من تكرار (الكوابيس) التي عاشها ريال مدريد في مباريات الكلاسيكو لسنوات وسنوات.