تخيل كده تبقا ماشي في سوبر ماركت في أوروبا وتلاقي البرتقال اللي قدامك جاي من مصر.. والعنب كمان من مزارعنا.. وحتى البطاطا اللي الناس هناك بيحبوا يكلوها مشوية.. كلها جايه من هنا.. وقتها ممكن تسأل نفسك إزاي مصر قدرت توصل إنها تكون تاني أكبر مُصدّر خضروات وفاكهة طازة لأوروبا؟ وإيه الحكاية اللي ورا القفزة الكبيرة دي؟ وايه أكتر منتجات بنصدرها لأوروبا؟
في الموسم التصديري الأخير.. مصر احتلت المركز التاني على قائمة أكبر موردي الخضروات والفاكهة الطازة لأوروبا.. ودي مرتب كبيرة جدًا بنتكلم عن 917 ألف طن من المنتجات اللي وصلت للقارة العجوز.. وبنسبة نمو وصلت لـ 7% مقارنة بالموسم اللي قبله.
طب مين الدولة اللي متفوقة علينا فى الفواكه والخضروات في أوروبا؟
هولندا بس.. وده لأنهم بيصدروا كميات ضخمة جدًا وبيتحكموا في جزء كبير من تجارة السلع الغذائية هناك.. لكن وجودنا في المركز التاني ده إنجاز ضخم لأننا قدرنا نسبق دول كتير كانت متفوقة علينا قبل كده.
لو حبينا نفصل أكتر.. هنلاقي إن الموالح هي نجم الموسم التصديري.. وصدّرنا منها حوالي 500 ألف طن.. بنسبة زيادة 8% عن السنة اللي فاتت.. بعدها تيجي البطاطا الحلوة بإجمالي 117 ألف طن والبصل بـ94.6 ألف طن، والعنب بـ58 ألف طن.
الموسم التصديري في مصر بيبدأ كل سنة في سبتمبر وبيخلص في أغسطس.. يعني إحنا بنتكلم عن سنة كاملة من الشغل المتواصل عشان نوصل للرقم ده.
طب إزاي وصلنا للمستوى ده؟
فيه أسباب كتير.. أولها توسع الشركات المصرية في أسواق أوروبا.. كل سنة شركاتنا بتفتح أسواق جديدة وتوصل لعملاء أكتر.. ده غير كمان إن اضطرابات الشحن في البحر الأحمر خلال السنة اللي فاتت خلت التصدير لدول شرق آسيا أصعب.. فشركات كتير قررت تركز على التصدير لأوروبا بدلًا من السوق الآسيوي.
وكمان الإنتاج المحلي زاد بشكل كبير.. وده انعكس على كمية المنتجات اللي بنصدرها.. البطاطس مثلاً كانت نجمة الموسم وصدرنا منها أكتر من 400 ألف طن بسبب مشاكل الإنتاج اللي حصلت في دول أوروبية كتير ففتحوا الباب لمصر عشان تعوض العجز ده.
لكن مع كل النجاح ده.. فيه تحديات قدامنا زي مثلًا إن استثمارات كتير دخلت مصر في مجال العصائر مؤخرًا.. وده معناه إن جزء من البرتقال اللي كنا بنصدره هيتم استخدامه محليًا في تصنيع العصائر.. صحيح ده هيقلل الكمية اللي بنصدرها لكنه هيزود القيمة الاقتصادية للمنتج ويدر عوائد أكبر.
أما بالنسبة للبصل.. فرغم إنه واحد من أهم صادراتنا.. حصل انخفاض كبير في كميته المصدرة السنة اللي فاتت.. وده بسبب قرار حظر التصدير اللي استمر حوالي 6 شهور.
وخد بالك القصة مش بس أرقام وكميات.. دي قصة تخطيط وشغل على مستوى عالي جدًا.. مصر قدرت تثبت إنها مش مجرد بلد زراعي.. لكنها كمان قوة تصديرية بتنافس على مستوى عالمي.
والأكيد إن مصر دلوقتي على خريطة العالم كواحدة من أهم موردي الخضروات والفاكهة الطازة واللي جاي ممكن يكون أكبر وأفضل.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.