انتقد الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، السلطات في لوس أنجلوس، متهمًا السياسيين في المدينة بـ "عدم الكفاءة" بسبب استمرار حرائق الغابات التي التهمت العديد من المنازل وتسببت في وفاة العديد من الأشخاص. وكتب ترامب في منشور على منصته "تروث سوشيال": "الحرائق لا تزال مشتعلة في لوس أنجليس، والسياسة غير الأكفاء لا يملكون أي فكرة عن كيفية إخمادها".
وأضاف: "اختفت آلاف المنازل الرائعة، وسوف نخسر المزيد قريبًا. الموت في كل مكان، إنها واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخ بلادنا، إنهم ببساطة لا يستطيعون إخماد الحرائق، لماذا هذا العجز؟"
الحرائق تواصل تدمير لوس أنجلوس
تزامنت انتقادات ترامب مع تحذيرات فيدرالية من خطورة الوضع بسبب نشاط الرياح التي تزيد من اشتعال النيران، بالإضافة إلى نقص إمدادات المياه في بعض مناطق إطفاء الحرائق. وأكدت ديان كريسويل، مديرة الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، أنه "لا يمكن التنبؤ بحرائق الغابات عندما تشتد الرياح، ويجب توخي الحذر".
كما أفادت تقارير بأن خزانات إطفاء الحرائق في بعض مناطق لوس أنجلوس كانت فارغة، مما أضعف جهود الإطفاء. لكن هيئة المياه والطاقة في لوس أنجليس أكدت أنها تمتلك أكثر من 8.5 مليار جالون من المياه في خزانات مفتوحة، والتي يتم استخدامها لدعم جهود مكافحة الحرائق.
دعم فيدرالي وعسكري لمكافحة الحرائق في لوس أنجلوس
وفي ظل تفاقم الأزمة، أعلن الجيش الأمريكي استعداده للمساعدة في إخماد الحرائق. وأكدت الحكومة الأمريكية أنها تركز على دعم جهود إطفاء الحرائق، مع تقييم الأضرار الناجمة عنها. كما تمت الاستعانة بالطائرات لإلقاء المياه ومثبطات الحرائق على مناطق التلال المشتعلة، خاصة في حريق "باليساديس" الذي امتد لمسافة ألف فدان.
الوضع الإنساني والاقتصادي في لوس أنجلوس
أسفرت الحرائق حتى الآن عن مقتل 16 شخصًا على الأقل، فيما أعلنت السلطات عن فقدان 13 آخرين. كما تم إصدار تحذيرات بشأن تلوث مياه الشرب، وأوصت السلطات السكان بعدم شرب مياه الصنبور بسبب احتمالية تلوثها بالنفايات الناجمة عن الحرائق. كما تم الإعلان عن حالة طوارئ صحية بسبب تدهور جودة الهواء في المنطقة نتيجة الدخان الناتج عن الحرائق.
زيادة الدعم الدولي لمكافحة الحرائق
وأرسلت كل من كندا والمكسيك فرق إطفاء ومعدات متخصصة إلى لوس أنجلوس لدعم جهود مكافحة الحرائق المحلية. وقال شون بيترسون، من مركز التنسيق الوطني بين الوكالات الأمريكي، إن طواقم الإطفاء الكندية وصلت إلى المنطقة، في حين تم نشر فرق إطفاء مكسيكية للمساعدة أيضًا.
التأثير الحرائق على الأشخاص بلا مأوى
عانى الأشخاص المشردون في لوس أنجلوس بشكل خاص بسبب الحرائق، حيث تم إجلاؤهم من مناطقهم، وأصبح وضعهم أكثر صعوبة بعد أن فقدوا ما تبقى من ممتلكاتهم. وقالت جون ماسيري، الرئيس التنفيذي لمنظمة "بيبول كنوسيرن"، التي تعمل مع المشردين، إن الحرائق جعلت وضع الأشخاص بلا مأوى أكثر تعقيدًا، مشيرة إلى أن أكثر من 300 فرد بلا مأوى في منطقة "باليساديس" قد تأثروا بالكارثة، بالإضافة إلى الآلاف من السكان الآخرين.
الضغط على موارد مكافحة الحرائق
من جهتها، انتقدت كريستين كرولي، رئيسة إطفاء لوس أنجلوس، خفض الميزانية الذي أثر سلبًا على قدرة إدارة الإطفاء على التعامل مع الحرائق. وقالت كرولي إن خفض الميزانية بمقدار 17 مليون دولار أثر على قدرة فرق الإطفاء على تنفيذ مهامهم، لافتة إلى أن خفض الوظائف المدنية مثل الميكانيكيين قلل من القدرة على صيانة المعدات، مما أثر على استجابة فرق الإطفاء.
الحرائق في لوس أنجلوس: الوضع الحالي
تستمر الحرائق في التوسع، ومن المتوقع أن تزداد الظروف الجوية سوءًا مع تزايد الرياح العاتية، التي تزيد من انتشار النيران. أعلنت السلطات أن هناك أربعة حرائق نشطة في لوس أنجلوس، بما في ذلك حريق "باليساديس" الذي دمر أكثر من 22 ألف فدان وتم احتواؤه بنسبة 11% فقط حتى يوم السبت. حريق "إيتون" هو الثاني في المنطقة، حيث دمر 14 ألف فدان وتم احتواؤه بنسبة 15%. كما اندلع حريق "هيرست" في شمال سان فرناندو، وتم احتواؤه بنسبة 76%.
الجهود المستمرة للتعامل مع الكارثة
تسعى السلطات لمكافحة هذه الحرائق بأقصى ما يمكن، ولكنها تواجه تحديات كبيرة بسبب نقص المياه، وصعوبة التنبؤ بتقلبات الرياح، والضغوط المترتبة على خفض الميزانية.
يأمل المسؤولون المحليون في لوس أنجلوس أن يساعد المزيد من الدعم الفيدرالي والدولي في تسريع جهود إخماد الحرائق، بينما يستمر الدمار الذي يعاني منه سكان المدينة.
تابع أحدث الأخبار عبر