أعلنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" عن استضافة ملتقى تبادل الابتكارات بمجال المناخ (كليكس)، الفعالية الرئيسية في القمة العالمية لطاقة المستقبل، والذي ينطلق الشهر الجاري في إطار أسبوع أبوظبي للاستدامة ويطرح حلول استدامة رائدة تقدمها سيدات من ما يزيد على 12 دولة من الأمريكيتين والمملكة المتحدة وأوروبا وآسيا وأفريقيا.
وتُقام الفعالية في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك) بين 14 و16 يناير 2025 بمشاركة مجموعة من رائدات الأعمال والشركات الناشئة التي أسستها أو تديرها السيدات، والتي تقدم حلولاً رائدة لبعض التحديات الملحة في مجال الاستدامة على مستوى العالم، مما يتيح للمشاركين التواصل مع المستثمرين والشركاء. وقد أكدت 35 شركة ناشئة حضورها الأسبوع المقبل ضمن فعاليات الملتقى، مما يمنحها الفرصة لتقديم حلولها للمستثمرين العالميين.
وتقدم القمة العالمية لطاقة المستقبل الدعم للشركات الناشئة استجابة لتقرير الأمم المتحدة الهام حول التأثيرات المتفاوتة لتغير المناخ على السيدات والفتيات. ويتناول التقرير بصورة مفصلة المسؤولية الملقاة على عاتق السيدات فيما يتعلق بالتحديات المناخية، لا سيما في المناطق الريفية. كما يسلط الضوء على ضعف إمكاناتهنّ وقدرتهنّ على المشاركة الفعالة في إرساء التغيير.
ويحظى دور المرأة في قطاع الطاقة باهتمام متزايد رغم استمرار التحديات، حيث يتم التأكيد على القيمة التي تضيفها في مجال القيادة والابتكار والأدوار التقنية في القطاع. وتحتضن القمة العالمية لطاقة المستقبل ملتقى كليكس الذي يركز على الاستدامة والابتكار، الذي يسلط الضوء أيضاً على دور المرأة في مجال الطاقة.
وتهدف الفعالية إلى إلهام شريحة أوسع من السيدات لمواصلة مسيرتهن المهنية في هذا المجال الحيوي، من خلال الاحتفاء بالسيدات الرائدات واستعراض إنجازاتهن. ويواصل قطاع الطاقة توجهه نحو تعزيز التكافؤ بين الجنسين، وإطلاق العنان لإمكانات شريحة أكثر تنوعاً من القوى العاملة التي تتمتع بمستويات متميزة من الإبداع، وذلك بفضل الجهود المبذولة مثل برامج الإرشاد والسياسات التي تركز على الشمولية والمبادرات مثل ملتقى كليكس.
ويلعب ملتقى كليكس دوراً محفزاً للحلول التحويلية القائمة على التكنولوجيا لمعالجة تحديات المناخ، كما يحظى بدعم مؤسسة المسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي بصفتها شريكاً معرفياً. وتدعم الفعالية في عام 2025 جهود التحول العالمي نحو الاستدامة وتحقيق وصول أفضل للطاقة لجميع الشرائح من خلال التركيز على الشركات التي تديرها السيدات، وذلك بالاستفادة من الروبوتات وحلول إعادة تدوير النفايات من الجيل الجديد والتكنولوجيا الميكروبية.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت سمو الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيسة والرئيسة التنفيذية لمؤسسة المسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي: "تسرّنا المشاركة في دورة هذا العام من ملتقى كليكس وملتقى كليكس للذكاء الاصطناعي، وتوفير الدعم والإرشاد للشركات الناشئة المبتكرة من مختلف أنحاء العالم. وتواجه الشركات الناشئة العاملة في مجال المناخ تحديات خاصة نظراً لتقاطع عملها مع عدد من القطاعات المختلفة، وضرورة التنسيق بعناية بين الجهات المعنية المتنوعة. ونلتزم في مؤسسة المسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي بتعزيز الابتكارات المناخية، من خلال رعاية منظومة لتوفير التوجيه الاستراتيجي، إلى جانب الإرشاد اللازم من الخبراء والوصول الفعال إلى رأس المال والهيئات التنظيمية وقادة القطاع. وأتطلع إلى التواصل مع رواد الأعمال والتعرف على حلولهم المبتكرة خلال القمة في الأسبوع القادم".
ويهدف برنامج منصّة الإطلاق من مؤسسة المسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي إلى تسريع نموّ الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة في مجال التكنولوجيا الخضراء للعمل والتوسع في الإمارات العربية المتحدة. ويوفر البرنامج للشركات الناشئة خدمات الإرشاد المخصص والدعم فيما يتعلق بدخول السوق الإماراتية، بالإضافة إلى التوجيه التنظيمي والوصول إلى مجتمع المستثمرين. وتتخصص كل دورة من دورات البرنامج في موضوع محدد يتماشى مع أولويات المناخ في الإمارات العربية المتحدة. كما تعرض بعض الشركات الناشئة المشاركة في البرنامج مجموعة من حلولها المميزة في القمة العالمية لطاقة المستقبل لهذا العام.
وتعدّ مؤسسة المسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي إحدى الجهات الإقليمية الرسمية المسؤولة عن اختيار المرشحين لجائزة إيرث شوت، وهي جائزة عالمية يتم منحها لخمسة فائزين سنوياً تقديراً لمساهماتهم في مجال البيئة. ويحصل كل فائز على جائزة مالية قدرها 1.23 مليون دولار أمريكي لدعم استمراره بالعمل البيئي.
ومن جانبها، قالت لين السباعي، المديرة العامة لشركة آر إكس الشرق الأوسط ورئيسة القمة العالمية لطاقة المستقبل: "تبلغ نسبة السيدات المتحدثات في الفعالية حوالي 39% بالمقارنة مع 22% في العام الماضي، مما يعكس مستوى مشاركة المرأة المميز في الفعالية، ويسهم في تعزيز مكانة ملتقى كليكس الذي تولينا تنظيمه بعناية لتسليط الضوء على دور المرأة المهم في معالجة التغير المناخي وتعزيز الاستدامة من خلال التكنولوجيا والابتكار والإبداع".
وتقدم شركة كولي بوكس، التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، أحدث التقنيات لإحداث نقلة نوعية في سوق الأطعمة والمشروبات المزدهر في منطقة الشرق الأوسط. وتتمتع الشركة بمكانة راسخة بوصفها أكبر مزود لحلول إعادة الاستخدام في بريطانيا، حيث توفر حاويات طعام قابلة لإعادة الاستخدام ومنصة رقمية متكاملة لتيسير خدمات توصيل الطعام وخدمات الوجبات الجاهزة الخالية من النفايات.
ومن جانبها، قالت مينغتشاو تشاو، المؤسس المشارك في شركة كولي بوكس: "نقدم خدمات متنوعة تشمل البرمجيات والأجهزة، ونبذل جهوداً دؤوبة في مساعينا نحو منع استخدام ما يصل إلى 10 ملايين قطعة من مواد التعبئة والتغليف ذات الاستخدام الواحد بحلول نهاية عام 2025، مع تحقيق معدل إرجاع يتجاوز 99.5%، وهو الأعلى على الإطلاق في القطاع".
وتطمح شركة أكاسيا 29 الناشئة، ومقرها أيضاً في المملكة المتحدة، إلى الاستفادة من ملتقى تبادل الابتكارات في مجال المناخ لتوسيع نطاق منتجاتها لتشمل أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتُعنى هذه المنتجات بتقديم بدائل مستدامة وقابلة للتطوير للقطن والفيسكوز، حيث تُصنع بالكامل من مخلفات الموز الزراعية، ما يُسهم في توفير الأراضي والمياه والطاقة والحد من استخدام المبيدات الحشرية، وتخفيض الأسعار في السوق بنحو الثلثين.
وبدورها، قالت سارة أنجولد، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أكاسيا 29: "مما يثير الدهشة بالنسبة للكثيرين أن قطاع الأزياء يسهم بنحو 10% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالمياً، وهو ما يفوق إجمالي الانبعاثات السنوية للمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا مجتمعة. ولذا، لا بد من مشاركة الشركات المبتكرة في قطاع الأزياء مثل شركة أكاسيا 29 في الجلسات الحوارية المتعلقة بقطاع الطاقة. وتوفر القمة العالمية لطاقة المستقبل ملتقى لتبادل الخبرات والمعارف المتنوعة الضرورية لمواجهة التحديات البيئية العالمية. ويسرنا أن نلتقي بالشركاء والمستثمرين في دولة الإمارات الذين يشاركوننا رؤيتنا الطموحة في مجال الاستدامة".
ويستعرض ملتقى كليكس 2025 مجموعة من الحلول المستدامة، من بينها سمكة آلية مُستوحاة من الكائنات الحية تُقدم بيانات آنية عن جودة المياه لحماية البيئة البحرية، وخرسانة خالية من الكربون من المتوقع أن تحدث نقلة نوعية في قطاع البناء، وبروتينات حليب مُستدامة يتم إنتاجها دون الحاجة إلى الأبقار، بالإضافة إلى أقمشة فاخرة مصنوعة من مخلفات الموز الزراعية، ودهانات تعتمد على الطحالب لتحويل المباني إلى أصول لالتقاط الكربون، وأنظمة ري مدعومة بالذكاء الاصطناعي تقدم حلولاً زراعية مستدامة من خلال التوفير في استخدام المياه.
وأضافت السباعي: "تعكس هذه الحلول المميزة قدرة الابتكار على إعادة رسم ملامح المستقبل، وتحويل التحديات إلى فرص واعدة".
ويحتضن الملتقى أيضاً فعالية كليكس للذكاء الاصطناعي، وهي منصة مخصصة لعرض أحدث الابتكارات القائمة على الذكاء الاصطناعي. تشمل أبرز المنتجات المعروضة تقنيات إعادة التدوير الذكية، وأنظمة البناء الموفرة للطاقة، والزراعة الدقيقة. وتسعى شركة أومغراوميو البرازيلية إلى استكشاف فرص عقد شراكات في مجال حلها المتكامل بانتيرا، الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي وكاميرات عالية الدقة للكشف المبكر عن حرائق الغابات. ويسهم هذا الحل في تعزيز القدرة على اتخاذ إجراءات فورية لحماية الغابات والأراضي الزراعية، والمساهمة في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم.
ومن جهتها، قالت إيمي أريكاوا، رئيسة الإيرادات في الشركة: "نستهدف الأسواق العاملة في مجالات الحفاظ على الغابات والزراعة وحماية البيئة، ونتعاون مع الشركات الخاصة والحكومات والشراكات بين القطاعين العام والخاص، وذلك لتقديم حلولنا المبتكرة".
ويُعد ملتقى كليكس أحد أهم فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل، حيث يجمع ألمع العقول المبتكِرة في مجال المناخ. وتهدف الفعالية إلى معالجة أبرز التحديات البيئية التي يشهدها العالم، وذلك من خلال الابتكارات التكنولوجية والتعاون القائم على الاستثمار.
