البابا شنودة الثالث , احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، يوم الخميس ، بالذكرى الثالثة والخمسين لاختيار القرعة الهيكلية للمتنيح قداسة البابا شنودة الثالث ، الذي شغل منصب بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية .
فقد تمت القرعة الهيكلية لاختياره في 31 أكتوبر 1971، ليكون البطريرك الـ117 للكرازة المرقسية ، حيث ترك بصمة عميقة في تاريخ الكنيسة .
نشأة البابا شنودة الثالث وحياته
ولد نظير جيد روفائيل ، في 3 أغسطس 1923 بقرية سلام في محافظة أسيوط .
نشأ في أسرة قبطية وتلقى تعليمه في عدة مدن منها دمنهور والإسكندرية وأسيوط ، وأكمل دراسته الثانوية في مدرسة الإيمان الثانوية بشبرا مصر عام 1939. بدأ خدمته الكنسية في عام 1946 بكنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بشبرا ، وحصل على ليسانس الآداب في التاريخ من جامعة القاهرة ، و تخرج من كلية الضباط الاحتياط في نفس العام .
دور البابا شنودة الثالث في الكنيسة والمجتمع
تولى قداسته الكرسي المرقسي لأكثر من أربعين عامًا ، شهد خلالها العديد من الأحداث السياسية والدينية في مصر. في عام 1991، تم انتخابه رئيسًا لمجلس الكنائس العالمي عن الأرثوذكس الشرقيين ، وأعيد انتخابه لعدة دورات. عُرف البابا بمواقفه الوطنية ، حيث دعم مصر خلال حرب أكتوبر 1973، وواجه تحديات صعبة ، مثل الإقامة الجبرية التي فرضها الرئيس أنور السادات عليه في عام 1981.
وفي عام 2011، أيد ثورة 25 يناير، مشيدًا بدور الجيش المصري .
كما اتخذ مواقف صارمة ضد الاحتلال الإسرائيلي ، حيث أصدر قرارًا يمنع الأقباط من زيارة القدس بعد اتفاقية كامب ديفيد عام 1980، متمسكًا بمقولته الشهيرة “لن ندخل القدس إلا مع إخوتنا المسلمين”.
إرث قداسته وأقواله المأثورة
يُعتبر رمزًا للروح الوطنية والوحدة بين المصريين. كانت له أقوال مأثورة تعكس فلسفته في الحياة، مثل “مصر وطن يعيش فينا وليس وطن نعيش فيه”، و”إن ضعفت يومًا فاعرف أنك نسيت قوة الله”. كما كان له دور كبير في دعم القضية الفلسطينية، حيث كانت له علاقات وثيقة مع القادة الفلسطينيين، مثل ياسر عرفات .
ترك قداسته إرثًا عظيمًا في قلب الكنيسة القبطية، ويمثل اليوم مصدر إلهام للكثيرين، حيث استمر تأثيره الإيجابي في المجتمع المصري من خلال مواقفه الإنسانية والوطنية.