قد تؤدي الخطط الخضراء في بريطانيا، التي تدعم التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، إلى استيراد الغاز المسال من قطر والولايات المتحدة.
وحذّر وزراء حزب المحافظين في إسكتلندا من "فخ الطاقة المحلية" المحتمل، إذا أدت الخطط الخضراء للحكومة إلى استيراد الغاز المسال من هذين البلدين، حسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وقال وزير الطاقة في حكومة الظل بإسكتلندا، أندرو باوي: "إن الغاز المسال يُنتج 20% أقل من الكربون من الغاز البحري التقليدي".
وأوضح أن "استيراد ذلك الوقود بصفته غازًا صخريًا من الولايات المتحدة، أو من قطر، يُصدر ضعف انبعاثات الكربون مقارنة بإنتاج بحر الشمال"، وهو ما يتوافق مع الخطط الخضراء في بريطانيا.
الخطط الخضراء في بريطانيا
يقول وزير الطاقة عن حزب العمال البريطاني، مايكل شانكس: إن وزارة أمن الطاقة والحياد الكربوني "لا تحتفظ بتقديرات لكميات المطلوبة" لواردات الغاز بين عامي 2025 و2030.
وتشير التوقعات إلى أن "الغاز المسال يسدّ فجوة في تدفئة المنازل الريفية والشركات الإسكتلندية غير المتصلة بشبكة الغاز الرئيسة".
وكان وزير الطاقة في حكومة الظل بإسكتلندا، أندرو باوي، قد سأل وزير الطاقة البريطاني عمّا إذا كانت قد أُجرِيَت حسابات بشأن طريقة تأثُّر الواردات.
من ناحية ثانية، أثار عضو البرلمان عن منطقة غرب أبردينشاير وكينكاردين مخاوف من أن الحكومة "لا يبدو أنها تضع أيّ قيمة في الإدارة الإستراتيجية لإمدادات الطاقة لدينا، سواء كانت محلية أو دولية".
وقال باوي: "إذا نقلنا مسؤولياتنا وانبعاثاتنا إلى الخارج، فلن يكون لدينا وسيلة للسيطرة عليها، ومن المحتمل أن يرتكب السيد شانكس خطأ الوقوع في فخ الطاقة المحلية".
تجدر الإشارة إلى أن إنتاج الغاز المسال يجري عن طريق تنقية الغاز الطبيعي وتبريده إلى ناقص 162 درجة مئوية.
استعمال الغاز المسال لتشغيل العبّارات
من المتوقع استعمال الغاز المسال في عبّارات كالدونيان ماكبراين (كال ماك) الهجينة إم في غلين سانوكس وغلين روزا، التي ستعمل على الواردات القطرية حتى تُبنى محطات التخزين السائبة في بلدتَي أردوسان وأويغ.
بدورها، قالت الحكومة الإسكتلندية، ردًا على طلب حرية المعلومات في عام 2022، إن العبّارة كال ماك كانت تقوم "بتمرين شراء"، بدعم من الحكومة المحلية، للحصول على إمدادات الغاز المسال التي تُشحَن بكميات كبيرة إلى محطة جزيرة غرين في مقاطعة كنت.
وتُعدّ غلين سانوكس أول عبارة في المملكة المتحدة تُبنى، ويمكن تشغيلها بالغاز المسال والديزل الأحمر البحري، وهو ديزل منخفض الكبريت، ويتوافق مع الخطط الخضراء في بريطانيا.
وفي الوقت نفسه، من المقرر أن تتخذ شركة كراون إل إن جي هولدينغز Crown LNG Holdings، المالكة لمحطات تسييل وإعادة تغويز، قرارًا استثماريًا نهائيًا بشأن محطة استيراد عائمة بالقرب من بلدة غرينجموث بإسكتلندا، في عام 2025.
ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على الغاز المسال في إسكتلندا، وفقًا لتقرير نُفِّذَ لصالح شركة سكوتيش إنتربرايز Scottish Enterprise في عام 2018.
وخلص البحث إلى أن الطلب على الغاز المسال كوقود للنقل من المتوقع أن يزداد بسرعة، ولكن من قاعدة منخفضة للغاية، حسبما جاء في التقرير.
وأشار البحث إلى أن "الاستثمارات الجديدة المقترحة في إسكتلندا وشمال إنجلترا تسعى إلى تلبية الطلب المتزايد".
من ناحيته، قال مدير الاستدامة والسياسات لدى جمعية الطاقة البحرية أوفشور إنرجي يو كيه البريطانية Offshore Energies UK، مايك تولين: "إن أفضل طريقة لحماية المستهلكين وتوفير الطاقة الآمنة وبأسعار معقولة، هي إنتاج أكبر قدر ممكن منها داخل المملكة المتحدة".
وأضاف: "تعتمد المملكة المتحدة حاليًا على الواردات الخارجية لأكثر من 50% من الغاز الطبيعي المستعمَل لتدفئة منازلنا وتشغيل اقتصادنا".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..