فيما يشهد العراق فترة من الاستقرار النسبي في الوقت الحالي، يرى الخبراء أن استثمار هذا الاستقرار لتعزيز التعاون الاقتصادي مع إيران قد يكون له آثار إيجابية على المدى القصير. ومع ذلك، يثير العديد من المحللين تساؤلات حول تأثير النفوذ الإيراني في العراق على قراراته السياسية والاقتصادية، حيث يربط البعض هذا النفوذ بجملة من الأهداف الإيديولوجية التي قد تؤثر سلبًا على استقلالية العراق في اتخاذ قراراته. في هذا السياق، يرى بعض الخبراء أن فصل الجوانب العسكرية والأمنية عن الاقتصادية قد يكون الطريق الوحيد لتحقيق تنمية حقيقية ومستدامة للعراق بعيدًا عن التدخلات الإقليمية.
دعوة لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي المتوازن
أكد الدكتور أحمد الحمدانى الخبير فى الشأن السياسي العراقي، على أهمية استثمار الاستقرار الحالي لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين العراق وإيران، رغم التحديات المترتبة على كون العراق جزءًا من منطقة تعج بالازمات السياسية.
وقال الخبير فى الشأن العراقي لتحيا مصر، إن الاستقرار لم يصل بعد إلى الصورة المثالية، ولكن هناك تعاون اقتصادي قائم منذ أكثر من عشرين عامًا. في المقابل، هناك تحديات سياسية، حيث تسعى أمريكا وإسرائيل إلى عزل التفاهم السياسي بين العراق وإيران.
ودعا الخبير فى الشأن العراقي، إلى تعاون مناطقي سياسي يهدف إلى دعم الأمور العسكرية وتأجيجها داخل العراق، دون أن يكون ذلك مدعومًا من إيران أو تركيا أو غيرها، ويؤكد على أهمية عدم زعزعة الأمن بين البلدين.
كما أكد الحمدانى، على ضرورة وضع حلول حقيقية وإيجابية لإنقاذ البلدين بشكل مثالي صحيح، مع التركيز على الاستقرار المثالي لهذين البلدين وعدم زعزعة الأمن.
أهمية التعاون العراقي-الإيراني والتحديات المحيطة به
العراق وإيران تربطهما علاقات اقتصادية وسياسية تمتد لعقود، متأثرة بعمق بالجوار الجغرافي والمصالح المشتركة. ومع ذلك، تظل هذه العلاقات عرضة للتوترات نتيجة التدخلات الإقليمية والدولية. بينما ترى بعض القوى الدولية في النفوذ الإيراني تهديدًا لاستقرار العراق، يعتمد العراق على إيران في قطاعات حيوية مثل الطاقة والتجارة. تظل المعضلة الأساسية هي تحقيق توازن يضمن مصالح العراق مع الحفاظ على استقلالية قراراته السياسية والاقتصادية.
