في ظل التقلبات الحادة التي تشهدها الأسواق المالية، ومع اقتراب صدور تقرير الوظائف الحكومي، قامت مؤسسة «جولد بيليون» بإصدار تقرير يشير إلى ارتفاع سعر الذهب لأعلى مستوى له منذ أربعة أسابيع،تناقش هذه الأبحاث عوامل التأثير الرئيسية وراء هذا الارتفاع، مع التركيز على الطلب المتزايد على الملاذات الآمنة، وذلك في إطار الاقتصاد العالمي المتغير،فهل سيتسمر هذا الاتجاه التصاعدي، أم أن هناك عوامل قد تؤثر عليه في المستقبل القريب سنستعرض أبرز الاستنتاجات والاحتمالات.
ارتفاع سعر الذهب
سجلت أسعار الذهب اليوم ارتفاعاً بنسبة 0.4%، حيث فتحت التداولات عند 2670 دولاراً للأونصة، لتصل حالياً إلى 2682 دولاراً للأونصة،تمكن سعر الذهب من اختراق مستوى مقاومة 2670 دولاراً، حيث يُنظر الآن إلى خط الاتجاه الهابط قصير الأجل عند 2690 دولاراً،تشير هذه التحركات إلى وجود اهتمام متزايد من المستثمرين بالشأن الذهبي، على الرغم من الظروف الاقتصادية الضاغطة.
توقعات جولدمان ساكس
توجهت مؤسسة جولدمان ساكس إلى تحديث توقعاتها، حيث توقعت في السابق أن تصل أسعار الذهب إلى 3000 دولار للأوقية بنهاية عام 2025،على الرغم من ال في قيمة الدولار الأمريكي، ترى التحليلات أن هناك إمكانية لاجتماع أسعار الذهب والدولار في متزامنة بسبب تخفيض أسعار الفائدة العامل المحوري الذي قد يزيد من حالة عدم اليقين في السوق.
تزايد الطلب على الملاذ الآمن
شهدت أسواق المال ً ملحوظةً في الطلب على الملاذات الآمنة مثل الذهب، خصوصاً مع بداية العام الجديد،هذه ال كانت نتيجة لتوقعات متعلقة بالسياسات الاقتصادية المقبلة،من المرجح أن تكون حزمة القوانين التي تأمل الإدارة الأمريكية الجديدة بإصدارها قادرة على التأثير السلبي على معدلات التضخم، مما يجبر البنك الفيدرالي الأمريكي على الحفاظ على مستويات الفائدة مرتفعة.
توقعات مستقبلية لسعر الذهب
يعد تقرير الوظائف الحكومي المرتقب حاسماً في تحديد مسار أسعار الذهب المستقبلية،إذا أظهر التقرير ضعفاً في سوق العمل، قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار الذهب،حيث يرى الخبراء أن تخفيض سعر الفائدة لمرة أو مرتين قد يصبح واقعًا قريباً،لكن، تراجع الطلب الفعلي على الذهب من قبل صناديق الاستثمار قد يؤثر بشكل متزامن، حيث سجل مجلس الذهب العالمي انخفاضًا طفيفًا في التدفقات النقدية خلال نهاية عام 2025.
في الختام، يمكن القول إن سعر الذهب لا يزال عرضة لعوامل اقتصادية وتوقعات سياسة الفائدة،إن الارتفاع الأخير يعكس تزايد الطلب على الملاذات الآمنة في أوقات الأزمات الاقتصادية، بينما تتضمن التوقعات من المؤسسات المالية الكبرى مبادئ مهمة يجب أخذها بعين الاعتبار،ستكون القرارات القادمة التي سيتخذها البنك الفيدرالي الأمريكي حاسمة في تحديد مسار الأسعار في المستقبل، مما يجعل المتابعة الدقيقة للأحداث والتحليلات ضرورة للمستثمرين في هذا السوق الحيوي.
