شهدت الأسواق الاقتصادية في يوم الجمعة استقرارًا ملحوظًا، مما يشير إلى إمكانية تمديد أطول سلسلة مكاسب أسبوعية للدولار الأمريكي في أكثر من عام،ويعزى هذا الاستقرار إلى ارتفاع عائدات السندات الأمريكية، بالإضافة إلى التوقعات بشأن القوة المحتملة لمجموعة جديدة من أرقام الوظائف في الولايات المتحدة،من الواضح أن هذه المؤشرات المالية تلعب دورًا حيويًا في تشكيل الاتجاهات الاقتصادية الحالية، مما يتطلب مراقبة دقيقة للمتغيرات العالمية.
ارتفاعات الدولار وتأثيرها على العملات الأخرى
شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا بنسبة 0.5٪ مقابل الين، ليصل إلى 158.405 ين، ونحو 1% مقابل الجنيه الإسترليني الذي يعاني من ضغوط نتيجة عمليات بيع السندات الحكومية والتوترات بشأن الأوضاع المالية في المملكة المتحدة،هذه الارتفاعات تعكس تراجع العملات الأخرى في الأسواق العالمية، مما يزيد من تفضيل المستثمرين للدولار كملاذ آمن.
على الجانب الآخر، استعد الدولار لموقف مستقر بشكل عام أمام اليورو، حيث تم تداول اليورو بمعدل 1.0289 دولار، كما حقق الدولار مكاسب طفيفة مقابل عملتي الدولار الأسترالي والنيوزيلندي،في ظل هذه التغيرات، تبدأ الأسواق في التكيف مع البيانات الاقتصادية الواردة التي قد تؤثر على السوق المالي بشكل عام.
مؤشر الدولار والسلسلة المكسبية المتزايدة
يشير مؤشر الدولار إلى أنه في طريقه لتحقيق مكسب أسبوعي سادس على التوالي، وهو ما يُعتبر أطول سلسلة مكاسب له منذ أن حقق سلسلة استمرت 11 أسبوعًا في عام 2025،تشير هذه ال إلى تفوق مستمر للاقتصاد الأمريكي مقارنة بالأسواق العالمية الأخرى، مما يُعزز الموقف الاستثماري للدولار.
حافظ المؤشر على استقراره في الأسواق الآسيوية ليبلغ 109.33، مع انخفاض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.23٪ إلى 1.2278 دولار بعد أن سجل أدنى مستوى له منذ 14 شهرًا،هذا التطور يعكس تحديات تواجهها العملات الأخرى أمام الدولار الأمريكي، مما يؤكد أهمية هذه الديناميكيات في رسم اتجاه السوق.
توقعات حول الفائدة وأثرها على الاقتصاد
يتوقع المحللون أن تظهر بيانات الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة أن الاقتصاد أضاف حوالي 160 ألف وظيفة في ديسمبر، بعد أن أضاف 227 ألف وظيفة في نوفمبر، مع استقرار معدل البطالة عند 4.2%،كما أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا، باتريك هاركر، إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة، لكنه لم يعتبر ذلك أمرًا ملحًا.
قامت الأسواق بتقليص توقعاتها بشأن خفض أسعار الفائدة الأمريكية إلى حوالي 40 نقطة أساس بحلول عام 2025،هذه التوقعات تأتي في ظل مخاوف من التوجهات التضخمية المحتملة لأجندة الرئيس المنتخب، ما ساهم في ارتفاع العائدات على السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات.
ارتفعت عائدات سندات الخزانة لأجل عشر سنوات بنحو 9 نقاط أساس هذا الأسبوع، مع تسجيل 4.68٪، بينما زادت العائدات بمقدار 96 نقطة أساس منذ منتصف سبتمبر، مما يدل على تغيرات ملحوظة في السوق،بالعكس، غير معتادًا، تأثرت العملات المشفرة بمناخ سوق السندات، حيث انخفضت عملة البيتكوين بنسبة 6٪ مقابل الدولار متراجعة إلى 94066 دولار.
تشير هذه الديناميكيات إلى أن الأسواق بحاجة إلى استجابة سريعة وفعالة لمواجهة التغيرات المفاجئة في القيم وتحليل البيانات الاقتصادية المتاحة،بالنظر إلى تحولات السوق الحالية، يجب أن تبقى الاستثمارات موجهة نحو الفهم العميق للعوامل المؤثرة في الأداء المالي.