لا تشبه ليالي الكلاسيكو أي سهرات كروية أخرى، وعلى مر التاريخ، شهدت المواجهة بين ريال مدريد وبرشلونة عديد الأهداف واللقطات واللحظات، التي بقيت عالقة في ذاكرة الملايين من عشاق الفريقين حول العالم.
وبمناسبة القمة الإسبانية الكبيرة التي تحمل الرقم 189 في الليغا، والـ95 التي ستُجرى على أرضية ملعب "سانتياغو برنابيو"، اخترنا لكم أبرز خمس مباريات خالدة حقق فيها النادي الملكي الانتصار في ملعبه على غريمه الأزلي.
الكلاسيكو يشهد خماسية بيضاء في موسم 1994-95
في الجولة السادسة عشرة من الليغا لموسم 1994-1995، تمكن ريال مدريد بقيادة مدربه الأرجنتيني خورخي فالدانو من الاحتفال بانتصار كبير على غريمه التقليدي برشلونة في ملعب "سانتياغو برنابيو"، وصل إلى خمسة أهداف من دون رد، وهي أعلى نتيجة حققها الريال على غريمه التقليدي منذ أن فاز بالنتيجة ذاتها عام 1953.
ذلك الانتصار لم يكن عاديًّا، لأنّ الريال ثأر أولاً من خسارته في ذهاب الموسم السابق بنفس النتيجة على ملعب كامب نو، كما أن المباراة شهدت تسجيل المهاجم التشيلي إيفان زامورانو لثلاثة أهداف، علمًا أنه لم ينجح أي لاعب مدريدي بعد ذلك في تسجيل الهاتريك في مباريات كلاسيكو الليغا حتى يومنا هذا، مع الإشارة إلى أنّ البرازيلي فينيسيوس جونيور سبق وأن سجل هاتريك في مرمى "البارسا"، ولكن في مباراة كأس السوبر الإسباني في يناير/ كانون الثاني من العام الحالي.
الفوز في الكلاسيكو على كتيبة المدرب الهولندي يوهان كرويف (المتوجة بلقب الليغا في المواسم الأربعة السابقة)، سمحت للريال بالابتعاد بفارق أربع نقاط (كان الفوز يحتسب بنقطتين فقط حينذاك) مع نهاية المرحلة السادسة عشرة، ومهد الطريق لاحقًا لتتويج الريال بلقبه السادس والعشرين والأول منذ موسم 1989-90.
ريال مدريد × برشلونة (3-0) – موسم 1999-2000
في الكلاسيكو الأول ضمن الألفية الجديدة، نجح "البلانكوس" في تحقيق الفوز على برشلونة في الجولة السادسة والعشرين بثلاثية نظيفة، كانت تلك آخر مباراة قمة في عهد الرئيس لورينزو سانز الذي استمر لنحو أربع سنوات ونصف، إذ أنه سيخسر الانتخابات الرئاسية بعدها بعدة أشهر لصالح الرئيس الحالي فلورنتينو بيريز.
الريال بقيادة المدرب فيسنتي دل بوسكي تمكن من حسم اللقاء مبكرًا، بتسجيله هدفين في أول 19 دقيقة عن طريق البرازيلي روبرتو كارلوس والفرنسي نيكولاس أنيلكا، قبل أن يؤكد الانتصار المهاجم الإسباني فرناندو موريانتس في الدقيقة الثانية والخمسين.
المباراة كانت شاهدًا على المشاركة الأخيرة للنجم البرتغالي لويس فيغو بقميص برشلونة في الكلاسيكو، حيث انتقل في صيف العام 2000 إلى ريال مدريد في صفقة القرن، كما أنها كانت الأخيرة للمدرب الهولندي لويس فان غال (الذي كان يساعده آنذاك البرتغالي جوزيه مورينيو)، إذ رحل فان غال عن البارسا في نهاية الموسم، بعد ثلاثة مواسم كانت مليئة بالجدل والمشاكل مع رجال الإعلام وعدد من اللاعبين، وفي مقدمتهم البرازيلي ريفالدو.
ريال مدريد × برشلونة (4-2) – موسم 2004-05
في موسم 2004-05، حقق الريال الفوز على "البلوغرانا" في الكلاسيكو بأربعة أهداف لاثنين، في مباراة مثيرة انتهى شوطها الأول لصالحه بثلاثة أهداف لهدف، حيث سجل للنادي الملكي كل من زين الدين زيدان والبرازيلي رونالدو والإسباني راؤول غونزاليس، فيما سجل للبارسا الكاميروني صامويل إيتو، وفي الشوط الثاني أضاف كل فريق هدفًا، فأحرز الإنجليزي مايكل أوين هدفًا، قبل أن يقلص البرازيلي رونالدينيو النتيجة لتستقر في النهاية عند (4-2).
الانتصار في هذه المباراة كان مهمًّا جدًّا لريال مدريد بقيادة مدربه البرازيلي واندرلي لوكسمبورغو، حيث أنعش حظوظه في منافسة البارسا على لقب الليغا مجددًا، بعد أن قلص الفارق إلى ست نقاط فقط قبل 7 جولات من النهاية.
ريال مدريد × برشلونة (4-1) – موسم 2007-2008
على الرغم من أن مباراة الكلاسيكو التي جمعت الريال وبرشلونة في الجولة السادسة والثلاثين من موسم 2007-2008 لم يكن لها أي تأثير على الصراع على لقب الليغا، الذي كان قد حسمه "الميرنغي" لمصلحته قبل 4 جولات، وبالرغم من الفارق الكبير من النقاط بين الفريقين (78 للريال 64 لبرشلونة) قبل صافرة البداية، إلا أن المباراة لا زالت حاضرة في أذهان الكثير من أنصار النادي الملكي، نظرًا لأنها كانت شاهدًا على الممر الشرفي الذي أقامه لاعبو برشلونة لنظرائهم كتحية احترام على تتويجهم بلقب الليغا.
وكان جدل كبير قد أثير قبل المباراة بشأن إقامة هذا الممر، حيث طالبت الكثير من الجماهير الكاتالونية إدارة ناديها بإرسال الفريق الرديف للعب المباراة، في حال أصرت على إقامة الممر الشرفي، لكن لاعبي برشلونة بقيادة بويول وتشافي وهنري وميسي وغيرهم وقفوا لتحية لاعبي الريال قبل بدء المباراة التي أنهاها الريال لصالحه بأربعة أهداف لهدف، مؤكدًا أحقيته بالتتويج، ومحققًا الفوز في القمة ذهابًا وإيابًا (بهدف وحيد للبرازيلي جوليو بابتيستا)، في ذات الموسم للمرة الأولى منذ 24 عامًا، وتحديدًا منذ موسم 1983-1984.
ريال مدريد × برشلونة (3-1) – موسم 2014-2015
على الرغم من أن الكلاسيكو الخاص بموسم 2014-2015 جاء في مرحلة مبكرة، حيث أقيم في الجولة التاسعة، إلا أنه شهد انتصارًا مهمًّا لريال مدريد، الذي أوقف زحف قطار غريمه التقليدي وألحق به الهزيمة الأولى في ذلك الموسم، بعد انطلاقة مميزة مع المدرب لويس إنريكي، الذي قاد برشلونة لسبع انتصارات وتعادل واحد في أول 8 مباريات.
كان هذا الكلاسيكو الأول لريال مدريد بعد تتويجه بلقبه العاشر في دوري الأبطال مع كارلو أنشيلوتي قبل ذلك بأربعة أشهر، وشهد عزف نشيد النادي الملكي الجديد في ملعب سانتياغو برنابيو للمرة الأولى.
وعلى الرغم من أن برشلونة كان قد تقدم بالنتيجة بهدف مبكر للبرازيلي نيمار، إلا أن الريال سجل ريمونتادا قوية، بدأها البرتغالي كريستيانو رونالدو من ركلة جزاء في الدقيقة (35)، قبل أن يوقع مواطنه بيبي على هدف التقدم في الدقيقة (50)، ومن ثم الفرنسي كريم بنزيمة على هدف الاطمئنان في الدقيقة (61).