لماذا يتحدث دونالد ترامب عن ضم غرينلاند؟

تهديدات ترامب واهتمام استراتيجي عالمي بالجزيرة

لماذا يتحدث دونالد ترامب عن ضم جرينلاند

في مؤتمر صحفي عقده في منتجعه مارالاغو بفلوريدا، رفض الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، استبعاد استخدام القوة العسكرية لجعل غرينلاند جزءًا من الولايات المتحدة. كما هدد بفرض رسوم جمركية "عالية جدًا" على الدنمارك، التي تُعد غرينلاند إقليمًا ذاتيًا تابعًا لها، في حال وقفت في طريق خططه، وفقًا لتقرير صحيفة "الغارديان".

جاءت هذه التصريحات بالتزامن مع وصول نجله، دونالد ترامب جونيور، إلى العاصمة الغرينلاندية نوك بطائرة تحمل شعار ترامب، مما زاد من حدة النقاشات حول نوايا الولايات المتحدة تجاه الجزيرة.

لماذا غرينلاند؟ الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية

تمتلك غرينلاند ثروات طبيعية جذبت اهتمام العالم، بما في ذلك النفط والغاز، والمعادن النادرة الضرورية للتكنولوجيا الخضراء مثل الليثيوم والكوبالت والنحاس. هذه الموارد أصبحت محط تنافس عالمي، خاصة مع الهيمنة الصينية على إنتاج المعادن النادرة.

الموقع الجيوسياسي

تقع غرينلاند في منطقة استراتيجية بين الولايات المتحدة وروسيا، مما يجعلها ذات أهمية متزايدة للدفاع. كما تُعتبر الجزيرة قاعدة عسكرية أمريكية مهمة منذ الحرب الباردة، حيث تستضيف نظام الإنذار المبكر للصواريخ الباليستية في قاعدة بيتوفيك (ثول سابقًا).

الفرص الناشئة بسبب تغيّر المناخ

ذوبان الجليد في القطب الشمالي يفتح آفاقًا جديدة للتنقيب عن الموارد، رغم توقف غرينلاند عن منح تراخيص التنقيب عن النفط في 2021. بالإضافة إلى ذلك، يُتيح ذوبان الجليد طرق شحن جديدة عبر القطب الشمالي، تقلل زمن الرحلات بين أوروبا الغربية وشرق آسيا إلى النصف تقريبًا.

الجدل التاريخي والسياسي حول غرينلاند

عاش السكان الأصليون لغرينلاند منذ آلاف السنين، ووصلها البحارة الإسكندنافيون في الألفية الأولى الميلادية. أصبحت الجزيرة جزءًا من مملكة الدنمارك في 1953، لكن سكانها حصلوا على الحكم الذاتي في 1979، مع استمرار الدنمارك في السيطرة على السياسة الخارجية والدفاع.

صراعات داخلية بين غرينلاند والدنمارك

في الأشهر الأخيرة، تفاقمت التوترات بين غرينلاند والدنمارك بسبب قضايا تتعلق بالتاريخ الاستعماري، بما في ذلك فضائح التعقيم القسري في الستينيات والسبعينيات، والتي وصفها رئيس الوزراء الغرينلاندي بـ"الإبادة الجماعية".

ردود الأفعال من غرينلاند والدنمارك

غرينلاند:

أكد رئيس الوزراء الغرينلاندي، موته إيغي، أن الجزيرة ليست للبيع، وقال: "غرينلاند ملك للغرينلانديين. مستقبلنا ونضالنا من أجل الاستقلال يخصنا وحدنا". كما وصف تهديدات ترامب باستخدام القوة العسكرية بأنها "تصريحات خطيرة".

الدنمارك:

رفضت رئيسة الوزراء الدنماركية، ميته فريدريكسن، أي حديث عن بيع غرينلاند، مؤكدة: "غرينلاند ملك للغرينلانديين، وهي ليست للبيع".

ما القادم؟

تصريحات ترامب وتزايد اهتمامه بغرينلاند تأتي في وقت حساس، مع اقتراب الانتخابات البرلمانية في الجزيرة في أبريل المقبل. مستقبل غرينلاند، سواء بالاستقلال عن الدنمارك أو مواجهة الضغوط الأمريكية، يظل موضوعًا مفتوحًا على سيناريوهات متعددة.