تواصل الحرائق الكارثية التي اندلعت في لوس أنجلوس منذ الثلاثاء الماضي تمددها، مهددة أحياء سكنية راقية مثل باسيفيك باليسايدس وهوليوود. أسفرت هذه الحرائق عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل، وإجلاء أكثر من 130 ألف شخص، بينما أتت النيران على 6500 هكتار، ودمرت أكثر من 1000 مبنى. مع استمرار الرياح الجافة في تأجيج الحرائق، أصبحت هذه الكارثة واحدة من أكبر التحديات التي تواجه كاليفورنيا.
باسيفيك باليسايدس: مركز الدمار والخسائر الضخمة
بدأت النيران في باسيفيك باليسايدس، الحي الراقي الذي يضم منازل المشاهير والعقارات الفاخرة. لم يتم احتواء الحريق حتى الآن، وبلغت مساحة الدمار 17200 فدان، مع أضرار تقدر بمليارات الدولارات. تشير التقارير إلى أن شركة التأمين "فير بلان" (FAIR Plan)، وهي الملاذ الأخير لأصحاب المنازل في كاليفورنيا، تواجه تعرضاً هائلاً يقدر بـ5.9 مليار دولار في هذه المنطقة وحدها.
الخسائر الاقتصادية: أرقام قياسية جديدة
بحسب تقديرات شركة "أكيوويذر" (Accuweather)، من المتوقع أن تصل الأضرار الاقتصادية الإجمالية، بما في ذلك الأضرار غير المؤمن عليها وتعطل سلسلة التوريد، إلى ما بين 52 و57 مليار دولار. هذا الرقم يعكس التأثير الاقتصادي المدمر للحرائق، حيث يواجه السكان خسائر في الممتلكات، وانقطاع في الإمدادات الأساسية، وفقدان الأجور.
أزمة التأمين العالمية
تشير التقارير إلى أن شركات التأمين العالمية قد تتكبد أكثر من 135 مليار دولار بسبب الكوارث الطبيعية في عام 2024 وحده، ما يسلط الضوء على الضغوط المتزايدة على سوق التأمين. في كاليفورنيا، انسحبت شركات تأمين رئيسية مثل "ستيت فارم" و"فارمرز غروب"، مشيرة إلى ارتفاع التكاليف الناتجة عن الكوارث الطبيعية. وأدى ذلك إلى زيادة الاعتماد على "فير بلان"، التي تضاعف انكشافها ثلاث مرات خلال السنوات الأربع الماضية لتصل إلى 458 مليار دولار.
هوليوود تحت التهديد: النيران تقترب من المعالم الشهيرة
بدأت النيران في الزحف نحو تلال هوليوود، حيث اقتربت بشكل خطير من جادة "هوليوود بولفارد" ومسرح "تشاينيز ثياتر" الشهير. السكان في حالة ذعر مع استمرار تمدد النيران، بينما تعمل فرق الإطفاء على مدار الساعة لاحتواء الوضع.
تحديات المستقبل: كيف تواجه كاليفورنيا الكوارث المتكررة؟
التغير المناخي وتأثيره المتزايد
تعكس حرائق لوس أنجلوس تصاعد حدة الكوارث الطبيعية في ظل التغير المناخي. تتفاقم هذه الكوارث بفعل الرياح الجافة والحرارة المرتفعة التي أصبحت أكثر شيوعاً في المنطقة.
تواجه كاليفورنيا أزمة حقيقية في قطاع التأمين، مع انسحاب الشركات التقليدية وزيادة الاعتماد على "فير بلان". يتطلب ذلك إعادة النظر في سياسات التأمين لمواجهة التحديات المستقبلية، مع التركيز على تعزيز البنية التحتية للوقاية من الكوارث.
