شهد مجلس النواب اللبناني اليوم الخميس حدثًا تاريخيًا، حيث تم انتخاب العماد جوزيف عون، قائد الجيش، ليتولى رئاسة الجمهورية اللبنانية الجديدة،ترأس الجلسة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبحضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي،وقد أسفرت عملية الاقتراع عن حصول عون على 99 صوتًا من النواب، مما أنهى حالة الفراغ الرئاسي التي استمرت على مدى أكثر من عام منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر 2025،يمثل هذا الحدث تحولًا في المشهد السياسي اللبناني الذي عانى من الأزمات المزمنة.
صراعات داخل البرلمان خلال جلسة الانتخاب
في أثناء جلسة الانتخاب، سجل البرلمان مشادات حادة بين النواب، حيث عارض عدد من البرلمانيين قبل بدء الجلسة انتخاب عون لرئاسة الجمهورية،تجاوزت الخلافات مرحلة الحوار الهادئ، وبرزت الشتائم المتبادلة بينهم، مما يعكس بوضوح حجم الانقسامات السياسية العميقة التي تعاني منها البلاد على خلفية الاختلافات حول توزيع السلطة وتأثيرات النزاع الطائفي.
إطلاق نار ومظاهر احتفال متفرقة
بعد إعلان انتخاب جوزيف عون رئيسًا منتخبًا للجمهورية، تم تداول أنباء عبر وسائل الإعلام اللبنانية تفيد بسماع أصوات إطلاق نار ومفرقعات في مختلف المناطق اللبنانية،تواجدت قوات الحرس الجمهوري بكثافة حول مقر مجلس النواب استعدادًا للخطوات اللاحقة من إعلان الرئيس الجديد رسميًا، مما يعكس أجواء الاحتفال والحماس في الشارع اللبناني.
نظام اختيار رئيس الجمهورية في لبنان
تتبع عملية اختيار رئيس الجمهورية في لبنان معايير دستورية دقيقة تحكم العملية الانتخابية،وفقًا للمادة 49 من الدستور اللبناني، تنتخب الرئيس من خلال الاقتراع السري، ويجب حصوله على أغلبية الثلثين، أي 86 صوتًا في الجولة الأولى،وفي الجولات اللاحقة، يُكتفى بالأغلبية المطلقة التي تبلغ 65 صوتًا شريطة حضور ثلثي أعضاء البرلمان (86 نائبًا) أثناء الاقتراع.
التوازنات الطائفية تحكم السياسة اللبنانية
تُمارَس السياسة اللبنانية تحت مبدأ التوازنات الطائفية الحساسة،حيث رئاسة الجمهورية تُخصص للمسيحيين الموارنة، في حين تذهب رئاسة الحكومة للمسلمين السنة،يُعد هذا النظام معقدًا جدًا ويتطلب توافقاً واسعاً بين القوى السياسية المختلفة، مما أخر اختيار رئيس للجمهورية على مدار عامين كاملين.
ولاية الرئيس وصلاحياته
- مدة ولاية رئيس الجمهورية هي ست سنوات، ولا يُسمح بإعادة انتخابه إلا بعد انقضاء مدة مماثلة.
- يتم انتخاب الرئيس قبل شهر من انتهاء ولاية الرئيس الحالي أو خلال شهرين كحد أقصى.
- يؤدي الرئيس الجديد اليمين الدستورية أمام البرلمان قبل القيام بمهامه رسميًا.
الأزمة السياسية وتأثيرها على الانتخابات
على الرغم من عقد البرلمان اللبناني 12 جلسة منذ انتهاء ولاية ميشال عون، إلا أن جميع تلك الجلسات باءت بالفشل بسبب الانقسامات السياسية الشديدة،يُعتبر انتخاب جوزيف عون خطوة مفصلية في اتجاه إنهاء حالة الشغور في رئاسة الجمهورية، ولكن التحديات الاقتصادية والسياسية لا تزال قائمة، مما يثير تساؤلات حول قدرة الحكومة الجديدة على التعامل مع الأزمات العديدة التي تواجه البلاد.
