بدأ اليوم الخميس الموافق 9 يناير 2025 شهر "طوبة" الذي يُعتبر أبرد شهور الشتاء في مصر حيث يمثل ذروة الطقس البارد ويستمر شهر طوبة حتى 7 فبراير وفقًا للتقويم الميلادي (الجريجوري) ويأتي بعد شهر كيهك وقبل شهر أمشير المعروف بعواصفه الشديدة.
أصل تسمية "طوبة":
تعود تسمية "طوبة" إلى الإله "أمسو" أو "طوبيا" الذي يعني "الأسمى" أو "إله المطر"، وهو الاسم الذي أُطلق أيضًا على مدينة "طيبة" بالأقصر وتشير كلمة "طوبيا" إلى الغسيل أو التطهير حيث كان يُعتبر هذا الشهر بداية موسم النمو في مصر القديمة إذ تزدهر الحقول وتنبت المحاصيل بعد العواصف.
طقس شهر طوبة:
يُعد شهر طوبة خامس شهور السنة القبطية وأبردها على الإطلاق حيث تُصاحبه موجات من البرد القارس وحالات عدم استقرار في الأحوال الجوية ويشهد هذا الشهر نوبات من الطقس السيئ خاصة في المناطق الساحلية مثل الإسكندرية التي تمر بـ18 نوة مختلفة خلال العام بعضها ممطر وبعضها مصحوب برياح شديدة.
تقسيم شهر طوبة:
يقسم المصريون شهر طوبة إلى ثلاث فترات:
10 أيام من البرد.
10 أيام من العواصف.
10 أيام من الدفء.
التراث الشعبي:
يُحتل شهر طوبة مكانة خاصة في الثقافة الشعبية المصرية، حيث يلجأ المصريون إلى الأطعمة والمشروبات الدافئة مثل حساء العدس البطاطا المشوية والسحلب لمواجهة البرد كما تزخر الأمثال الشعبية بذكر الشهور القبطية مثل: "ما شوفتش زيّ ما في مصر: مية طوبة، لبن أمشير، خروب برمهات، ورد برمودة، نبق بشنس، تين بؤونة، عسل أبيب، عنب مسرى، رطب توت، رمان بابة، موز هاتور، وسمك كيهك".
التقويم القبطي:
يُعتبر التقويم القبطي أحد أقدم الأنظمة الزمنية في العالم ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتراث الزراعي والفلكي في مصر استُمد هذا التقويم من النظام الفرعوني ويبدأ من ولاية الإمبراطور الروماني "دقلديانوس" عام 284 ميلادي، تخليدًا لشهداء الأقباط الذين تعرضوا للاضطهاد بسبب تمسكهم بعقيدتهم.
ورغم أن التقويم القبطي لا يُستخدم في المكاتبات الرسمية إلا أنه لا يزال حاضرًا في وجدان المصريين خاصة الفلاحين الذين يعتمدون عليه في تنظيم دوراتهم الزراعية نظرًا لتطابقه مع التغيرات المناخية السنوية.
