ضمن استعدادات المغرب لاستضافة كأس الأمم الإفريقية 2025، يشهد ملعب الرباط أشغال كبرى وضخمة تهدف إلى جعله منشأة رياضية بمعايير عالمية.
هذا المشروع يُعَدّ أحد أهم المشاريع التي تندرج في إطار تعزيز البنية التحتية الرياضية للمملكة، ويهدف إلى تقديم تجربة استثنائية للفرق المشاركة والجماهير المحلية والدولية على حد سواء من خلال تظاهرات رياضية كبرى اولها “الكان” الموسم المقبل.
تفاصيل الأشغال الجارية في ملعب الرباط :
تشمل التحسينات التي تُجرى حاليًا العديد من المجالات التقنية والهندسية لضمان جاهزية الملعب لاستقبال الحدث الكروي القاري الكبير. وقد شملت هذه الأشغال:
1. دمج عوارض التسقيف الحديثة: تُعد أعمال التسقيف واحدة من أبرز التطورات في المشروع. يجري تركيب عوارض جديدة بتصميم هندسي يواكب أحدث الابتكارات العالمية. الهدف من هذه الخطوة ليس فقط تحسين حماية الجماهير من الأمطار أو أشعة الشمس، بل أيضًا تعزيز الجانب الجمالي للملعب، مما يجعله رمزًا معماريًا مميزًا في الرباط.
2. تركيب أنظمة تكييف مبتكرة داخل المدرجات: تعد الراحة أحد العناصر الرئيسية التي يركز عليها المشروع، حيث يتم تركيب أنظمة تكييف هواء حديثة توفر بيئة مريحة للجماهير، خاصة خلال أشهر الصيف الحارة. هذه الإضافة تمثل نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة للجماهير الرياضية في المغرب.
3. استخدام الصباغة الإيبوكسية: لجعل الأرضيات والجدران مقاومة للتآكل ولإضفاء لمسة عصرية وحديثة، يتم استخدام الصباغة الإيبوكسية عالية الجودة. هذه المادة ليست فقط جمالية ولكنها أيضًا عملية، حيث تساهم في حماية الأسطح من الاستخدام المكثف، ما يعزز عمرها.
4. تهيئة محيط الملعب والبنية التحتية المحيطة به: لم تقتصر الأعمال على داخل الملعب، بل شملت أيضًا تحسين المنطقة المحيطة به حيث يتم حاليًا إنشاء مساحات خضراء واسعة، مواقف سيارات مُهيأة لاستيعاب الآلاف من الجماهير، بالإضافة إلى تحسين المداخل والمخارج لضمان انسيابية الحركة وتفادي الازدحام.
ملعب بمعايير عالمية مع هذه التحسينات
يقترب ملعب الرباط من تحقيق رؤية تصميمية تجمع بين الأناقة العصرية والكفاءة العملية. الملعب بحلته الجديدة سيكون بمثابة تحفة رياضية تستجيب لمتطلبات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “CAF”، ما يجعله مؤهلاً لاستضافة أحداث رياضية كبرى تتجاوز نطاق القارة الإفريقية.
دور الملعب في تعزيز صورة المغرب الرياضية
استضافة بطولة “كان 2025” ليست مجرد حدث رياضي عابر بالنسبة للمغرب، بل تمثل فرصة ذهبية لتقديم صورة مشرقة عن تطور المملكة. ملعب مولاي عبد الله بحلته الجديدة سيُسهم في تعزيز هذه الصورة من خلال تقديم تجربة استثنائية للمنتخبات والجماهير. كل هذه الجهود تأتي في إطار رؤية المغرب للترويج للبنية التحتية الرياضية كجزء من استراتيجيتها التنموية.
أثر اقتصادي واجتماعي واسع
إلى جانب الأثر الرياضي، تحمل هذه الأشغال العديد من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية. على الصعيد الاقتصادي، تسهم مشاريع تطوير الملاعب في خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، سواء خلال فترة الأشغال أو بعدها كما أن هذه التحسينات ستجذب المزيد من السياح والفعاليات، ما يعزز الاقتصاد المحلي. أما على الصعيد الاجتماعي، يُعد تطوير الملاعب مثل ملعب الرباط عاملًا محفزًا للشباب المغربي على ممارسة الرياضة، ويعزز مكانة الرياضة كأداة للتنمية المجتمعية من خلال توفير فضاء رياضي مشجع.
استعدادات لوجستية وتنظيمية موازية
إلى جانب تطوير الملعب، يجري العمل على تحسين الجوانب التنظيمية واللوجستية المتعلقة باستضافة البطولة.
ويشمل ذلك توفير وسائل نقل حديثة تسهل وصول الجماهير إلى الملعب، تحسين الخدمات الصحية داخل وخارج المنشأة، وتأمين كل ما يلزم لضمان نجاح البطولة على كافة الأصعدة.
ختامًا يُظهر ملعب مولاي عبد الله في الرباط نموذجًا رائدًا للتطوير الرياضي في المغرب، ويعكس التزام المملكة بتقديم نسخة استثنائية من كأس الأمم الإفريقية 2025.
ومع استمرار هذه الأشغال، يقترب المغرب خطوة إضافية نحو تحقيق رؤيته لتنظيم حدث رياضي يليق بمكانته القارية والدولية. الملعب بحلته الجديدة لن يكون مجرد منشأة رياضية، بل رمزًا حضاريًا يعكس شغف المغرب بالرياضة ورغبته في تحقيق التميز على المستوى الافريقي خاصة في ظل توقعات كبيرة لكون نسخة المملكة المغربية هي الرائدة والأقوى في تاريخ المسابقة.
كما يهدف الجمهور المغربي لمتابعة المنتخب من داخل بلاده، حيث ستكون الأنظار موجهة على الأسود لتحقيق اللقب الذي سيكون سهلا بالمقارنة مع الأجواء المناخية وعامل الأرض.