اقرأ في هذا المقال
- مشروعات الطاقة الشمسية في المجتمعات النائية لدى العديد من بلدان الأمازون تضاعفت مؤخرًا
- مناطق الأمازون تتمتع بأدنى تغطية للكهرباء في كل بلد
- خيار الطاقة الشمسية في المناطق النائية يحظى بإجماع عالمي
- الأمازون الإكوادوري موطن لمعظم المربعات النفطية في البلاد، ومصدرها الرئيس للطاقة الكهرومائية
أصبحت الطاقة الشمسية في أميركا اللاتينية خيارًا شعبيًا يوفر الكهرباء النظيفة لمجتمعات الأمازون النائية المحرومة من التوصيل بالشبكات الوطنية.
ويمكن للطاقة الشمسية أن توفر الكهرباء للسكان الأصليين بمنطقة الأمازون، بعد فشل الشبكات الوطنية في توصيلها، وفي ظل نهب موارد الوقود منذ مدة طويلة، إذ صار بإمكان سكان تلك المناطق، بعد تركيب الألواح الشمسية، مشاهدة التلفاز، وشحن هواتفهم المحمولة، واستعمال الأضواء الكاشفة، حسبما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية (The Guardian).
ووفقًا لتقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تضاعفت مشروعات الطاقة الشمسية في أميركا الجنوبية بالمجتمعات النائية في العديد من بلدان أميركا الجنوبية، خلال السنوات الأخيرة، لا سيما بتمويل من منظمات المجتمع المدني، ما ساعد على نشر الكهرباء في المناطق غير المتصلة بالشبكة.
ورغم وفرة الطاقة الكهرومائية واستخراج النفط، فإن معظم سكان مناطق الأمازون في البرازيل وكولومبيا والإكوادور وبيرو، منفصلون عن الشبكات الوطنية، ويعتمدون على مصادر مكلفة وملوثة مثل المحطات الكهروحرارية ومولدات الديزل، ولا يستفيدون إلّا قليلًا من الموارد المستخرجة من أراضيهم.
الطاقة الشمسية في الأمازون
يُظهر تركيب الألواح الشمسية في قرية بيولاغا البرازيلية أن فوائد تطورات الطاقة الجديدة يمكن تقاسمها، وتغيير حياة الناس وخلق فرص جديدة، حسبما ورد في تقرير صحيفة الغارديان البريطانية (The Guardian).
ويقول الخبراء، إن الطاقة الشمسية في أميركا الجنوبية، مثل تلك الموجودة في قرية بيولاغا، تُعدّ أرخص ثمنًا وأكثر خضرة ونظافة من أشكال الطاقة البديلة.
وفقًا للخبراء الذين قابلتهم منظمة ديالوغ إيرث Dialogue Earth، فإن أنظمة الطاقة الشمسية في الأمازون الصغيرة أرخص، ولها تأثير بيئي أصغر، وتتطلب صيانة أقل من مصادر الطاقة الأخرى، وتجنّب انبعاثات الغاز الملوثة.
وقال مشرف المشروع لدى معهد الطاقة والبيئة (LEMA)، وهو مؤسسة غير ربحية تروّج للسياسات العامة بشأن الطاقة والنقل، فينيسيوس أوليفيرا: "في المناطق النائية، يحظى خيار الطاقة الشمسية بإجماع عالمي".
منطقة الأمازون في البرازيل
يعتمد نحو 3 ملايين شخص يعيشون في مناطق الأمازون على المحطات الكهروحرارية، ولا يحصل سوى أقل من مليون شخص على الكهرباء إلّا بشكل متقطع، ويستعملون في الأساس مولدات تعمل بالديزل، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وفي عام 2020، أطلقت حكومة الرئيس السابق، جايير بولسونارو، برنامج "مزيد من الإضاءة للأمازون" لتوسيع نطاق الطاقة المتجددة في المناطق المعزولة، لكن التقدم كان بطيئًا.
وبحلول نهاية عام 2022، جرى توصيل 13 ألف أسرة، أي أقل من 20% من 70 ألف أسرة تمّ الوعد بها، وفقًا لتحليل أجرته منظمة ديالوغ إيرث، المختصّة بالصحافة البيئية، استنادًا إلى بيانات من وزارة المناجم والطاقة البرازيلية.
في عام 2023، دُمجت هذه المبادرة في برنامج "الإضاءة للجميع"، وهي سياسة قدّمها الرئيس الحالي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، ومنذ ذلك الحين، تسارعت العملية، إذ جرى توصيل 31 ألف منزل في المناطق النائية من الأمازون، على الرغم من أن برنامج "الإضاءة للجميع" يستهدف تركيب 228 ألف لوح شمسي، بحلول عام 2026.
ووصلت الكهرباء النظيفة إلى معظم قرى إقليم شينغو، أقدم محمية أصلية في البرازيل، التي كانت رائدة في مشروعات الطاقة الشمسية، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي عام 2009، بدأ المعهد الاجتماعي البيئي "آي إس إيه" (ISA)، الذي لديه تاريخ في العمل بشكل وثيق مع شعوب إقليم شينغو، في تركيب الألواح الشمسية بنقاط إستراتيجية في الإقليم الذي تبلغ مساحته 2.6 مليون هكتار، الذي كان حتى ذلك الحين يعتمد على مولدات الديزل.
وقال المهندس الزراعي لدى المعهد الاجتماعي البيئي، مارسيلو مارتينز: "إن المدارس والمراكز الصحية ومضخات المياه حصلت على الكهرباء النظيفة".
منطقة الأمازون في بيرو
تستعمل إحدى المبادرات في منطقة الأمازون في بيرو تقنية الاتصال التي تتيحها الطاقة الشمسية لتعزيز حماية الأراضي.
ومنذ عام 2023، تقود الجمعية العرقية لتنمية الغابات المطيرة في بيرو مشروعًا لتركيب الألواح الشمسية وأطباق الأقمار الصناعية في المجتمعات التي لا تتوفر فيها الكهرباء في شمال شرق بيرو، إذ تُعزز هذه التركيبات المراقبة وحماية الغابات عبر مناطق شاسعة، ووفقًا لمنسّق الجمعية، خوليو كوسوريتشي.
وتتيح الطاقة الشمسية شحن الأجهزة الإلكترونية -مثل الهواتف المحمولة والطائرات المسيرة وأطباق القنوات الفضائية-، ما يحسّن الاتصال بين أفراد المجتمع ومراقبة الأراضي.
وعلى الرغم من أن الأمازون الإكوادوري موطن لمعظم المربعات النفطية في البلاد ومصدرها الرئيس للطاقة الكهرومائية، فإن أكثر من 70% من مجتمعات السكان الأصليين فيها بعيدة عن متناول شبكة الكهرباء الوطنية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..