لم تعد الجيوش قادرة على التفاخر بالهيمنة على الأجواء، إذ أصبح من الشائع أن تستخدم الجماعات المتطرفة الطائرات المسيرة في مهام متعددة مثل المراقبة، توجيه الهجمات بقذائف الهاون، واستخدامها كمنصات للأسلحة المحمولة جوًا.
ويؤكد الخبراء أن توفر هذه المسيرات للمستهلكين، سواء كانت مروحية أو ثابتة الجناحين، قد ساوى بين الجماعات الإرهابية والقوات المسلحة الممولة جيدًا والأكثر تجهيزًا.
وقد أشارت السيدة باربرا مورايس فيغيريدو من معهد الأمم المتحدة لأبحاث نزع السلاح إلى أن هذه التقنية توفر للمجموعات المتطرفة رؤية محسنة للمعركة، بالإضافة إلى تمكينها من جمع المعلومات الاستخبارية وتنسيق الهجمات بدقة أكبر.
وغالبًا ما تكون هذه الجماعات مرتبطة بتنظيمات مثل داعش والقاعدة، التي بدأت في نقل نشاطاتها إلى إفريقيا بعد تقلص قوتها في الشرق الأوسط.
وفي مناطق مختلفة من إفريقيا، بما في ذلك الصومال ونيجيريا ومالي، بدأت هذه الجماعات في استخدام المسيرات المسلحة لأغراض متنوعة مثل الرصد ومهاجمة الأهداف العسكرية.
وفي الصومال، على سبيل المثال، استخدمت حركة الشباب المسيرات لمراقبة الجيش الوطني الصومالي والقوات الأجنبية، بينما استخدمتها بوكو حرام في نيجيريا لتجمع المعلومات الاستخبارية.
ووفقًا للمحللين، يُحتمل أن تكون جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" قد استخدمت المسيرات المسلحة لشن هجوم أسفر عن مقتل 10 عناصر من ميليشيا محلية.
ويقول الخبراء إن استخدام المسيرات المسلحة يعزز قدرة الجماعات الإرهابية على استهداف مواقع محصنة أو شديدة الحراسة، مما يجعلها تهديدًا بالغ الخطورة.
وتؤكد السيدة كارين ألِن، المستشارة في معهد الدراسات الأمنية بجنوب إفريقيا، على صعوبة التصدي لهذه التكنولوجيا نظرًا لاستخدامها في أغراض مشروعة أيضًا، مشبهة إياها بالهواتف المحمولة التي يمكن استخدامها لأغراض إيجابية أو سلبية.
كما تدعو الجيوش الإفريقية إلى تعزيز قدراتها في تكنولوجيا مكافحة المسيرات، مثل أجهزة التشويش والليزر.
وقد تحول استخدام المسيرات من أداة للمراقبة إلى أسلحة فتاكة تساهم في زيادة تأثير الهجمات الإرهابية. وبحسب المحلل عليو داهيرو، فإن هذه الطائرات تتيح للمهاجمين تنفيذ هجمات صعبة التنبؤ بها أو اعتراضها، مما يزيد من حالة الرعب بين المدنيين وأفراد الأمن.