أخبار عاجلة

أزمة تضرب مصافي الصين المستقلة.. هل تُنهي مسيرة "أباريق الشاي"؟

أزمة تضرب مصافي الصين المستقلة.. هل تُنهي مسيرة "أباريق الشاي"؟
أزمة تضرب مصافي الصين المستقلة.. هل تُنهي مسيرة "أباريق الشاي"؟

تواجه مصافي الصين المستقلة أزمة جديدة من نوعها ستؤدي إلى انخفاض الأرباح بشكل كبير، وقد يصل الأمر إلى إغلاق بعض المصافي مؤقتًا أو للأبد.

ويُطلق على مصافي النفط المستقلة في الصين اسم "أباريق الشاي"، وهي صغيرة الحجم تتعامل عادة مع النفط الخاضع للعقوبات -مثل الروسي والإيراني- وفق تحديثات قطاع النفط لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتمثّل تلك المصافي نحو خُمس طاقة التكرير في الصين أكبر مستورد للنفط في العالم وقائد الطلب العالمي على النفط.

وتشتهر المصافي المستقلة بالتهرب من الضرائب والاعتياد على تحقيق هوامش أرباح ضئيلة، لكن التحديات تحاصرها الآن من كل مكان بدءًا من صعوبة الحصول على النفط الرخيص وقيود مالية ومنافسة محلية وتراجع الطلب وسط مساعي التحول الأخضر.

تحديات مصافي الصين المستقلة

تقف مصافي الصين المستقلة حاليًا عند مفترق طرق قد لا تفلح فيه حِيلها القديمة؛ بسبب التحديات المنبثقة من كل مكان.

وعالميًا، تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تخسر الصين لقب أكبر محرك لنمو الطلب على النفط لصالح الهند ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط وصاحبة أكبر تعداد سكاني في العالم.

القيود على واردات النفط

تعتمد مصافي الصين المستقلة على النفط الإيراني الرخيص الذي يشكّل نحو 90% من صادراتها.

لكن سعر الواردات من طهران ارتفع، كما ظهرت قيود على الشحنات منذ فرض الولايات المتحدة عقوبات في أكتوبر/تشرين الأول (2024) على ناقلات أسطول الظل التي تنقل الشحنات من إيران إلى الصين.

ومما قد يفاقم الوضع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى المشهد؛ إذ يتبنّى نهجًا معاديًا لإيران بلغ حدّ التهديد بالقصف العسكري.

ووعد ترمب بممارسة سياسة "الضغط الأقصى" على إيران لمنعها من دعم وكلائها بمنطقة الشرق الأوسط وتطوير سلاح نووي.

وهنا، تقول شركة أبحاث الطاقة "إنرجي أسبكتس" (Energy Aspects) -مقرّها لندن-، إن بكين ربما ترغب في التضحية بمصافي الصين المستقلة -أو أباريق الشاي- لإحراز بعض النقاط السهلة عبر تضييق الخناق على واردات النفط الإيراني.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب
الرئيس الأميركي دونالد ترمب - الصورة من مجلة الإيكونوميست

الطاقة الإنتاجية الفائضة

تتوقع المحللة في شركة الاستشارات "إف جي إيه" (FGE) ميا غينغ نموًا إضافيًا لفائض المعروض في السوق الصينية خلال العام الجاري (2025)، بما قد يدفع المزيد من المصافي المستقلة إلى إغلاق أبوابها، سواء مؤقتًا أو على الدوام.

يُضاف ذلك إلى إفلاس 3 شركات بقدرة 17 مليون طن تقريبًا في مقاطعة شاندونغ قبل نهاية العام الماضي (2024)، بحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة.

وحاليًا، تعمل المصافي المستقلة بنسبة 55% أو أقل من قدرتها الإنتاجية، كما من المحتمل أن تقلّص عمليات التشغيل أكثر، أو تغلق أبوابها للصيانة لأوقات أطول للتكيف مع تراجع هوامش الأرباح.

تباطؤ الاقتصاد الذي فشل في تحقيق مستهدف نمو 5% خلال الربع الثالث من 2024.

واليوم (6 يناير/كانون الثاني 2025)، هبط اليوان إلى أدنى مستوى في 16 شهرا عند 7.32 دولارًا، في حين انخفضت العملة الصينية بالسوق الخارجية إلى 7.35 دولارًا.

التحول الأخضر يفرض تحديًا كبيرًا أمام مصافي الصين المستقلة مع صعود حصة السيارات الكهربائية بالسوق وتراجع الطلب على البنزين والديزل.

القيود المالية إذ تلاشت رغبة السلطات المحلية في حماية المصافي المستقلة من تحمُّل مسؤولية الضرائب.

منافسة شرسة تسبّب ظهور مصافي أكثر كفاءة وأكبر حجمًا وتكاملًا مثل مصفاة شاندونغ يولونغ التي بدأ تشغيلها في سبتمبر/أيلول (2024) في تضييق الخناق على المصافي الأصغر والأقل ربحًا، وخاصة الأقدم منها.

يأتي ذلك بعدما فرضت الحكومة سقف إنتاج عند مليار طن سنويًا في 2025 في أكتوبر/تشرين الأول (2024)، لضبط القطاع وتقليل انبعاثات الكربون.

وأصبحت الصين أكبر مكرر للنفط في العالم، وتجاوزت الولايات المتحدة في 2022، لترتفع قدراتها الإنتاجية إلى 920 مليون طن سنويًا أو 18.4 مليون برميل يوميًا.

عامل داخل مصفاة نفط تابعة لشركة سينوبك الصينية
عامل داخل مصفاة نفط تابعة لشركة سينوبك الصينية - الصورة من وكالة بلومبرغ

ضغوط اقتصادية على "أباريق الشاي"

أصبحت بعض مصافي الصين المستقلة تكافح من أجل البقاء عقب انقطاع النفط الخام الرخيص من الدول الخاضعة للعقوبات، وتوقُّف السلطات المحلية عن تحمّل نسبة من الضرائب.

ووسط تلك البيئة الصعبة، يتوقع باحثو أكبر شركات التكرير في الصين "سينوبك" المملوكة للدولة (Sinopec) أن تؤدي أعمال الدمج إلى إغلاق مصافٍ بقدرة تتراوح بين 6 و10 ملايين طن سنويًا خلال 2025.

لكن شركة إنرجي أسبكتس رفعت الرقم إلى 15 مليون طن سنويًا، واصفة 2025 بالعام الطبيعي لتراكم الضغوط على المصافي المستقلة.

كما سيشهد هذا العام تنفيذ توجيهات حكومية تستهدف تحقيق كفاءة الطاقة، ومنها إغلاق وحدات تقطير الخام الأصغر حجمًا.

وتتجه بكين إلى توسيع نطاق فرض الضرائب بعدما ما تهرَّب نحو 40% من مبيعات المصافي المستقلة من البنزين والديزل في العام الماضي من الضرائب الصحيحة.

وفي سبتمبر/أيلول، وجّهت حكومة شاندونغ -حيث تتمركز معظم المصافي المستقلة في شرقها- توجيهًا شفهيًا بإعادة بعض الإعفاءات الضريبية على وارداتها من زيت الوقود.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. أزمة مصافي الصين المستقلة في 2025 من وكالة بلومبرغ
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق البنك الأهلي المصري يوقع اتفاقية تعاون مشترك مع مجموعة العربي
التالى بعد قرار محمود الخطيب.. زيزو يوافق على عرض ممدوح عباس الخيالي ويوقع مع الزمالك