فرنسا مطالبة بالاعتراف بجرائم الاستعمار والكف عن التدخل في شؤوننا الداخلية
الاثنين 06 يناير 2025 | 03:14 مساءً
موسى خرفي، نائب رئيس البرلمان الجزائري
في ظل التحولات الكبرى التي تشهدها الساحة الإقليمية والدولية، تبرز الجزائر كواحدة من الدول التي تمتلك رؤية واضحة في الدفاع عن سيادتها ومصالحها.
ومن هذا المنطلق، تحدث موسى خرفي، نائب رئيس البرلمان الجزائري، في حوار خاص مع "بلدنا اليوم"، عن أبرز القضايا التي تشغل بلاده، بدءً من العلاقة المتوترة مع فرنسا وملف الذاكرة الوطنية، مرورًا بدور الجزائر في دعم القضية الفلسطينية خلال رئاستها لمجلس الأمن، وصولًا إلى العلاقات مع مصر وأهمية الاتحاد العربي في مواجهة التحديات المشتركة.
الحوار يسلط الضوء على مواقف الجزائر الثابتة في مواجهة التدخلات الخارجية، ودورها الفاعل في القضايا العربية والدولية، ليؤكد أن الجزائر ماضية في طريقها بثبات نحو حماية سيادتها ودعم قضايا الشعوب العادلة.
نائب رئيس البرلمان الجزائري: لن نتراجع عن سياستنا الداخلية والخارجية تجاه التدخلات الفرنسية,
وفرنسا مطالبة بالاعتراف بجرائم الاستعمار والكف عن التدخل في شؤوننا الداخلية.
إلى نص الحوار:
كيف تُقيّم توتر العلاقات بين فرنسا والجزائر، وهل تعتقد أنها قابلة للعودة إلى ما كانت عليه؟
في الحقيقة، لا يمكننا وصف العلاقة بين الجزائر وفرنسا إلا بأنها علاقة متوترة وتتسم بالجمود، وذلك بسبب التدخلات الفرنسية المستمرة في الشؤون الداخلية للجزائر، مثل ما حدث مع السفير الفرنسي السابق في الجزائر، وكذلك التدخل في قضية الكاتب بوعلام صنصال.
علاوة على ذلك، تنظر فرنسا إلى الجزائر كدولة مستعمَرة يجب أن تخضع لهيمنتها، لكن الجزائر أكدت مرارًا أنها لن تتراجع قيد أنملة عن سياستها الداخلية والخارجية في بناء علاقاتها مع فرنسا.
لماذا ترفض فرنسا الاعتراف بالجرائم المرتكبة خلال فترة الاستعمار، خاصة في ملف الذاكرة والأرشيف؟
مازالت الجزائر تدعو فرنسا إلى التعقل بشأن ملف الذاكرة، ولكننا نرى أنه من الضروري أن تعترف فرنسا بجرائمها التاريخية, ويجب عليها تسليم كل ما يخص الذاكرة الجزائرية وأرشيفها المقدس الموجود حاليًا في فرنسا، بالإضافة إلى ملف "الجماجم".
فمن غير الأخلاقي أن يتم قتل شهيد جزائري و"قطع رأسه" ثم نقلها إلى فرنسا ووضعها في أرشيفها, ورغم أن فرنسا ترفض هذا المطلب، فإن الجزائر تواصل إصرارها على استرجاع ملف الذاكرة بشكل كامل.
هل يمكن للجزائر استخدام ملف الغاز الطبيعي كوسيلة للضغط على باريس؟
الجزائر دولة تحترم القيم الأخلاقية، فهي لا تعاقب الشعوب بل تعاقب الحكومات, في هذا السياق، يتم استخدام ملف الغاز كوسيلة للضغط على الحكومة الفرنسية، ولكن الجزائر لا تعادي الشعب الفرنسي, بل هي تعارض الحكومات المتعاقبة التي تسعى إلى فرض وصايتها على الجزائر, ومع ذلك، فإن الجزائر لن تسمح بأي حال من الأحوال أن تتحكم أو تهيمن عليها أي قوة خارجية.
الجزائر تترأس مجلس الأمن هذا الشهر.. ما هي الملفات الأكثر أهمية بالنسبة لها في هذه الرئاسة؟
لا شك أن الجزائر تتحمل مسؤولية كبيرة في دعم القضية الفلسطينية، خاصة في ظل ما يحدث في غزة من مجازر وقتل وإبادة جماعية, ويجب على الجزائر أن تواصل دفاعها عن القضية الفلسطينية وتعمل على تحشيد الدول العربية من أجل وضع حد لتلك الانتهاكات, كما أن الجميع يعلم أن الولايات المتحدة تشارك في تمويل الأسلحة وغيرها من أشكال الدعم.
والجزائر لا تأخذ هذا الدور البارز إلا بدعم من الدول العربية وأمريكا اللاتينية, والدول التي تؤمن بأنها تستحق هذا المنصب, فالجزائر لا تخيب أبداً ثقة الدول التي تدعمها، سواء من خلال عضويتها في مجلس الأمن أو في الأمم المتحدة، ولذلك قام مندوب الجزائر في الأمم المتحدة باقتراح مشاريع ولوائح، ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن مستجدات في هذا الإطار قريبًا, إلى جانب ذلك، تواصل الجزائر العمل على قضايا الإرهاب ومتابعة التطورات في المنطقة.
كيف تقيم الوضع في سوريا وما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه الجزائر تجاه دمشق؟
نحن في الجزائر لا نتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، بل نؤمن دائمًا بأن دورنا هو دعم الحكومات الشرعية, فنحن نساعد بما نستطيع في منع التدخلات الأجنبية في شؤون الدول الأخرى, وأرى أن الوقت قد حان لكي يستريح الشعب السوري الذي عانى كثيرًا من ويلات الحرب، ويجب العمل على بناء دولة ذات سيادة, ونحن مع الشعب السوري في كل ما يخص استقلاله وسلامته، ونتمنى له التوفيق والازدهار في المستقبل.
كيف ترى تطور العلاقات بين مصر والجزائر، وما هي أهمية تطويرها؟
هناك تبادل تجاري مستمر بين مصر و الجزائر، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من المصريين الذين يعملون في الجزائر, وتظل العلاقة بين البلدين قوية ومتينة، حيث أن مصر تعد من أكبر الدول العربية، ولها تاريخ طويل وحاضر قوي, لا شك في أن العلاقة بين مصر والجزائر ستستمر في التطور والنمو في المستقبل.
ما هو تقييمك للتهديدات والمخاطر التي تهدد منطقة الشرق الأوسط في الوقت الحالي؟
إن المهددات والمخاطر التي تواجه منطقة الشرق الأوسط تتمثل في اطماع الغرب و الكيان الصهيوني، وهو ما يتطلب من الشعوب العربية أن تتضامن وتتوحد وتنسق جهودها لحماية هذا الوطن من أي تهديدات. فكلما تعرضنا لأزمات مثل تلك التي نشهدها في غزة و سوريا و إيران و اليمن، نجد أنفسنا غير قادرين على التحرك الفعّال، رغم وجود منظمات مثل المنظمة العربية. لكننا لم نتمكن من الاعتماد على أنفسنا في الدفاع عن وحدة أراضينا و تراثنا.
لذلك، من الضروري أن نعمل على تعزيز الاقتصاد و التبادل التجاري و الزيارات بين الدول العربية لتقوية الأمة العربية، وتعزيز قدرتنا على مواجهة التحديات التي تحيط بنا.
اقرأ ايضا