أخبار عاجلة
تردد قنوات ssc نايل سات وعرب سات 2025 -
القومي للمرأة ينظم لقاء لمتابعة تنفيذ ... -
انطلاق مباراة الأهلي وسموحة في الدوري المصري -

أماني أبو عيسى تكتب: استراتيجية نقابة الإعلاميين خطوة حاسمة لإنقاذ وعي المجتمع

أماني أبو عيسى تكتب: استراتيجية نقابة الإعلاميين خطوة حاسمة لإنقاذ وعي المجتمع
أماني أبو عيسى تكتب: استراتيجية نقابة الإعلاميين خطوة حاسمة لإنقاذ وعي المجتمع

لم يكن إطلاق نقابة الإعلاميين لاستراتيجيتها الشاملة لمكافحة فوضى السوشيال ميديا مجرد خطوة إدارية أو إجراء تقليدي، بل هو إعلان صريح بأننا أمام معركة وعي حقيقية، وأن الإعلام الواعي والمسؤول لن يتراجع عن دوره في حماية المجتمع من التفكك والضياع وسط موجات التضليل والشائعات التي أصبحت تُهدد استقرار المجتمعات.

هذه الاستراتيجية، التي كشف عنها النائب الدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين، جاءت كصوت عقل وحكمة في وقت تُختبر فيه قدرة المؤسسات على مواكبة التغيرات التكنولوجية الهائلة، والتي باتت تُفرز واقعًا جديدًا فرض على الإعلام التقليدي أن يُعيد تعريف دوره وحدوده.

الإعلام الرقمي سلاح ذو حدين

نعيش اليوم عصرًا أصبحت فيه الأخبار تُصنع وتُستهلك في لحظات، وتتحول الشائعة إلى "حقيقة" قبل أن يتم التحقق منها، لقد كسرت التكنولوجيا القيود الزمنية والجغرافية للإعلام، ولكنها فتحت في المقابل الباب أمام حملات التضليل الممنهج، وتوظيف الأكاذيب كسلاح لإحداث الفوضى وزرع الشكوك في العقول.

ما يُميز استراتيجية النقابة هو إدراكها العميق لهذه التحولات، وبدلاً من مقاومتها أو إنكارها، اختارت أن تُواجهها بعقلانية واحترافية، من خلال إنشاء مركز لمكافحة الشائعات، وتدريب الإعلاميين على مهارات تقصي الحقائق، وإقامة شراكات فعالة مع المؤثرين، في محاولة لاحتواء هذا الفضاء الرقمي المتفجر.

الشائعة.. معركة الوعي قبل المعلومة

الشائعة ليست مجرد خبر كاذب أو معلومة ملفقة؛ بل هي أداة نفسية تُستخدم لضرب استقرار المجتمعات وزعزعة الثقة بين الناس ومؤسساتهم، إنها حرب خفية تستهدف العقول والمشاعر قبل الحقائق والأرقام، وهنا تكمن أهمية ما طرحته النقابة، ليس فقط في التصدي للشائعات بعد انتشارها، بل في بناء حصون وعي لدى الجمهور تجعلهم أكثر مقاومة لهذه الموجات من المعلومات المشوهة.

المعركة ضد الشائعات ليست معركة إعلامية فقط، بل هي معركة ثقافية واجتماعية وسياسية، ومما يبعث على الطمأنينة أن الاستراتيجية ركزت على التعليم والتأهيل، باعتبار أن بناء الإنسان الواعي هو الدرع الحقيقي ضد التلاعب الإعلامي.

إعادة بناء الثقة.. رهان الإعلام المسؤول

الثقة هي العمود الفقري لأي منظومة إعلامية ناجحة، ولكنها باتت اليوم مهددة بفعل انفجار المحتوى الرقمي الذي جعل المعلومة المضللة تبدو أكثر إقناعًا من الحقيقة، وهنا، تبرز مسؤولية الإعلام التقليدي في استعادة موقعه كمصدر موثوق للمعلومة، وهو ما وضعته الاستراتيجية في صُلب أولوياتها من خلال تعزيز الاتصال المباشر بين المعدين ورؤساء التحرير ومركز مكافحة الشائعات.

كما أن التركيز على عقد دورات تأهيلية للإعلاميين، وخاصة في مجالات التحقق من المعلومات ومواجهة الأخبار المزيفة، يُعيد الإعلام التقليدي إلى مكانته بوصفه الحارس الأمين على المعلومة.

بين الحرية والفوضى.. أين نقف؟

السؤال الذي لا بد أن نطرحه هنا: كيف نوازن بين حرية التعبير التي تُعد من ركائز الديمقراطية، وبين السيطرة على فوضى المعلومات؟

الإجابة تكمن في أن الحرية الحقيقية لا تعني الفوضى، بل تستوجب مسؤولية أخلاقية ومهنية تُحافظ على حق الجمهور في المعرفة دون تزييف أو تشويه، ومن هنا، فإن الاستراتيجية التي أطلقتها النقابة تُعيد تعريف العلاقة بين الحرية والانضباط، وتجعل من الإعلام أداة لبناء الوعي بدلاً من أن يكون ساحة لصناعة الفوضى.

ماذا بعد؟ رؤية للمستقبل

الخطوة التي اتخذتها النقابة تُلقي بالكرة الآن في ملعب المؤسسات الأخرى، سواء التعليمية أو الثقافية أو الإعلامية، للعمل جنبًا إلى جنب في مواجهة هذا التحدي، فلا يمكن لأي استراتيجية، مهما كانت متكاملة، أن تُحقق أهدافها ما لم تتبناها الدولة والمجتمع معًا.

يجب أن نبدأ من المدارس والجامعات لتعزيز التفكير النقدي لدى الأجيال الجديدة، وتعليمهم كيفية التحقق من الأخبار، وأن يكون للإعلام دور تنويري يُعلم الأفراد كيف يُصبحون مستهلكين واعين للمعلومات.

ختامًا.. دعوة للتكاتف

ما أطلقته نقابة الإعلاميين ليس مجرد مشروع تنظيمي، بل هو دعوة مفتوحة لكل الأطراف من الدولة إلى المواطنين مرورًا بالإعلاميين والمؤثرين للتكاتف في معركة مصيرية تُهدد الوعي الجماعي لمجتمعنا.

إن المواجهة الحقيقية ليست ضد الشائعات فحسب، بل ضد الفكر الزائف والعقلية المُضللة التي تُعيد تدوير الأكاذيب وتغلفها بغلاف يبدو عقلانيًا، بينما هو في جوهره قنبلة موقوتة تهدف لتدمير الثقة والروح الوطنية.

ما فعلته النقابة ليس إعلان حرب على المعلومات المضللة فقط، بل هو إعلان ولادة عصر جديد للإعلام المصري، عصر يُراهن على الوعي، ويُراهن على الحقيقة، ونحن كإعلاميين، نقف في الصفوف الأمامية لهذه المعركة، ليس لحماية مهنتنا فحسب، بل لحماية وطن نُؤمن به، ومجتمع يستحق إعلامًا يُنير الطريق بدلاً من أن يُزيده ظلامًا.

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق لقاء يتدارس محاربة الأمية في وزان - غاية التعليمية
التالى بعد قرار محمود الخطيب.. زيزو يوافق على عرض ممدوح عباس الخيالي ويوقع مع الزمالك