لليوم الثاني على التوالي، تستمر فعاليات الدورة السادسة من معرض مراكش الدولي للطيران، المتواصلة إلى غاية فاتح نونبر المقبل، بمشاركة كبريات شركات الصناعات العسكرية والمدنية في العالم، على رأسها عملاق الدفاع الأمريكي “لوكهيد مارتن” الذي تُشغل القوات المسلحة الملكية عددا من منتجاته وأسلحته.
وتعرض الشركة الأمريكية في الجناح المخصص لها مجسمات ومعلومات مفصلة لعدد من الأسلحة النوعية التي تصنعها، كالصواريخ الاعتراضية من طراز “PAC-3 MSE” المصممة لاعتراض وإسقاط مجموعة من الأهداف الجوية على غرار الصواريخ البالستية التكتيتيكة وصواريخ “كروز” بالإضافة إلى الطائرات، إذ تراهن مجموعة من الدول في العالم على هذا النوع من الصواريخ الاعتراضية المتقدمة لتعزيز قدرات الدفاع الصاروخي لجيوشها.
كما تعرض “لوكهيد مارتن” في جناحها الذي يلقى اهتماما كبيرا من طرف مسؤولي عدد من الدول الأجنبية، منظومة “هيمارس” الصاروخية دقيقة التوجيه، التي يصل مداها إلى حوالي 400 كيلومترا وتتميز بقابلية تشغيلها في جميع الظروف المناخية، كما يمكنها إطلاق عدد من الصواريخ على غرار “ATACMS” و”GMLRS” و”ER GLMRS”، بالإضافة إلى الصواريخ الدقيقة من طراز “PrSM”.
وكان نظام الاستشعار بعيد المدى من الجيل الجديد من طراز “IRST21” حاضرا هو الآخر في رواق الشركة الأمريكية، وهو يعتمد تقنية البحث والتتبع بالأشعة تحت الحمراء للكشف عن التهديدات الجوية وتتبعها بدقة عالية مقارنة بالرادارات، إضافة إلى الجيل الجديد من مقاتلات “F-16 Fighting Falcon”، ثم الطائرة متعددة المهام من طراز “C-130 Super Hercules”.
وأجرت جريدة هسبريس الإلكترونية جولة على متن نسخة من هذه الطائرة متعددة المهام، يُشغلها الجيش الأمريكي، وعُرضت في فضاء القاعدة الجوية بمراكش، وتلقت الجريدة شروحا مستفيضة من ضباط أمريكيين حول أبرز القدرات المُحسنة والمميزات الرئيسية لهذا النوع من الطائرات التي دخلت الخدمة في جيوش حوالي 23 دولة في العالم، منها 13 دولة في منطقة الشرق والأوسط وشمال إفريقيا، على رأسها القوات المسلحة الملكية التي حصلت على أول نسخة منها في سنة 1974.
وفي تصريح لهسبريس، قال جيمس بنسون هيجز، المدير التنفيذي الإقليمي لشركة “لوكهيد مارتن” في مصر وإفريقيا، إن “حضور الشركة في معرض مراكش الدولي للطيران، باعتبارها واحدة من أكبر شركات صناعة الدفاع في العالم، يمنحها فرصة للعمل أكثر من المغرب الذي تربطنا علاقات طويلة معه وتسلم أول طائرة من صناعتنا في سبعينات القرن الماضي”، مضيفا: “نحن سعداء جدا بوجودنا هنا وسعداء أيضا بالعمل مع سلاح الجو المغربي الذي نعتبره من بين أصدقائنا العظماء”.
وحول رهانات المشاركة في معرض “مراكش إيرشو”، أورد مسؤول الشركة الأمريكية ذاتها أن “التواجد في المغرب الذي يعد من الدول الرائدة في أفريقيا من حيث المسؤوليات الدفاعية، هو من أجل المساعدة في بناء الأمن الدفاعي مع المملكة”، مؤكدا أن “شركة لوكهيد مارتن تشتغل في جميع المجالات والبيئات التجارية والدفاعية، البرية منها والجوية والفضائية. وبالتالي، فنحن نعمل على تطوير قدراتنا على توفير الأمن، سواء في المغرب أو في جميع أنحاء المنطقة الأوسع، من خلال توفير أحدث التقنيات وجلب هذه القدرات إلى الدول لمساعدة قواتها المسلحة”.
وتفاعلا مع سؤال لهسبريس حول جهود الشركة في مواكبة المسعى المغربي لتوطين الصناعات الدفاعية، خاصة في ظل توقيعها اتفاقية مع الرباط لإنشاء وحدة صناعية لصيانة وتطوير الطائرات في بنسليمان سنة 2022، أكد المتحدث أن “لوكهيد مارتن يسرها أن تكون جزءا من منشأة الصيانة والإصلاح التي يتم بناؤها في بنسليمان، ونتطلع إلى تشغيل هذه المنشأة قريبا، التي ستكون فريدة من نوعها في العالم بحيث تهتم بصيانة وتطوير مقاتلات إف-16 وطائرات سي-130، التي تشغلها عدد من الدول في إفريقيا والشرق الأوسط. ولهذا، فإن امتلاك المغرب لمرفق من هذا النوع هو إنجاز حقيقي”.