في إطار الملتقى الدولي للتمر بالمغرب، المنعقد من 30 أكتوبر إلى 3 نونبر بمدينة أرفود، إقليم الرشيدية، يبرز الدور الحيوي للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا-ONSSA) في تعزيز جودة وسلامة قطاع التمور المغربي.
يشارك “أونسا” بفعالية في هذا الحدث الهام، مسلطا الضوء على جهوده الدؤوبة في ضمان جودة وصحة إنتاج التمور المغربية، وذلك من خلال تطبيق معايير صحية وزراعية متقدمة، إذ يسعى جاهدا لحماية أشجار النخيل من الأمراض والآفات، مما يعزز مكانة المغرب كمنتج عالمي للتمور عالية الجودة.
في إطار استراتيجيته الشاملة، يتبنى المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية سلسلة من التدابير الوقائية والرقابية الصارمة، خاصة في المناطق المحمية من مرض البيوض. تشمل هذه الإجراءات تسجيل وتوثيق جميع مزارع نخيل التمر، وفرض زراعة الشتلات النسيجية المعتمدة، مع تشديد الرقابة على نقل النخيل والمعدات الزراعية.
ويبذل “أونسا” مجهودات كبيرة واستثنائية في مكافحة آفات النخيل، وعلى رأسها سوسة النخيل الحمراء؛ فقد وضع استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة هذه الآفة الخطيرة، تتضمن تدابير صارمة للحجر الزراعي، وبرامج للمعالجة والمراقبة، إضافة إلى حملات توعوية مكثفة.
كما تقوم المؤسسة ذاتها بدور رائد في مراقبة واعتماد الأغراس النسيجية لنخيل التمر، ضمانا لجودتها وسلامتها، وتشمل هذه العملية مراحل دقيقة من الفحص والتحقق، بدءاً من اختيار الأشجار الأم وصولا إلى مراقبة الإنتاج في المختبر والحقل.
وفي إطار حرصه على تقديم خدمة شاملة، يقوم المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية أيضا بتوفير شروح مفصلة حول مراحل تقديم وعنونة التمور، ويشمل ذلك توضيح المعايير الدقيقة لتصنيف التمور حسب الجودة والحجم، وكيفية عرضها وتغليفها، إضافة إلى المعلومات الضرورية التي يجب إدراجها على الملصقات، مثل اسم الصنف، تاريخ الصلاحية، وشروط الحفظ.
وأشاد العديد من المهنيين في قطاع التمور بالدور الحيوي لـ”أونسا”، موضحين أن الجهود المتواصلة والشاملة التي يبذلها تستحق كل الثناء والتقدير، فمن خلال عمله الدؤوب في مجالات الرقابة والوقاية والتوعية، يساهم المكتب بشكل فعال في تطوير وحماية قطاع التمور المغربي، مما يعزز مكانة المملكة على الصعيد العالمي في هذا المجال.
تجدر الإشارة إلى أن المكتب الوطني يولي اهتماما خاصا لعملية عنونة وتقديم التمور، إذ يقدم إرشادات دقيقة للمنتجين والمصدرين، تشمل ضرورة ذكر تسمية التمر متبوعة باسم الصنف، وتحديد الفئة حسب الجودة والحجم، وذكر شروط الحفظ المناسبة، خاصة للتمور المستوردة، وإدراج رقم الترخيص الصحي للتمور المحلية.
ومن خلال هذه الجهود المتكاملة، يضمن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية جودة وسلامة التمور المغربية، ويعزز ثقة المستهلكين المحليين والدوليين على حد سواء، وتعد مشاركته في الملتقى الدولي للتمر فرصة ثمينة لتبادل الخبرات وعرض أحدث التقنيات في مجال إنتاج وتسويق التمور ومراقبة جودتها وطرق حمايتها وحماية النخيل، مما يسهم في دفع عجلة التنمية في هذا القطاع الحيوي.
وأكد عدد من الفلاحين والعارضين في الملتقى الدولي للتمر بالمغرب أن الدور الذي يلعبه المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية يعد حجر الزاوية في تطوير وحماية قطاع التمور المغربي، فمن خلال نهجه الشامل والمتكامل، يضمن المكتب استدامة هذا القطاع وتعزيز قدرته التنافسية على الصعيد العالمي، مما يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني وعلى المنتجين في الواحات المحلية على حد سواء.