في وقت يشهد فيه الوضع السوري تطورات متسارعة ذات أبعاد إقليمية ودولية، تتزايد التوترات مع تسابق القوى الكبرى والإقليمية لتوسيع نفوذها في المنطقة.
تتواصل مصر في دعمها الثابت لسوريا، حيث تشهد العلاقات بين البلدين نموًا ملحوظًا على الأصعدة الإنسانية والدبلوماسية. وفي هذا السياق، يؤكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن مصر تلتزم بوحدة الأراضي السورية وترفض استبعاد أي تيار سياسي من المشهد. كما تواصل القاهرة تفاعلها مع الإدارة الانتقالية السورية، معتمدة على دورها كطرف أساسي في معالجة الأزمة السورية.
ويضيف فهمي في تصريحاته الصحفية أن التوقعات تشير إلى تطورات مهمة في بداية العام المقبل مع وصول الإدارة الأمريكية الجديدة، وهو ما سيسهم في إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة، ووفقًا لفهمي، فإن المنطقة تتجه نحو ترتيبات عسكرية وأمنية خلال الأشهر القادمة، مشيرًا إلى أن مصر تستعد لهذه التغيرات من خلال خطط استراتيجية تضمن الحفاظ على مصالحها الوطنية وأمن المنطقة.
مساعدات مصرية لسوريا
في إطار دعم مصر للشعب السوري، وصلت طائرة شحن مدنية تابعة لشركة مصر للطيران محملة بـ 15 طنا من المساعدات الإنسانية، تشمل الأدوية والمواد الغذائية، مقدمة من الهلال الأحمر المصري إلى الهلال الأحمر العربي السوري، وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية أن هذه المساعدات تعكس التضامن المصري مع الشعب السوري، وتعزز الروابط التاريخية بين الشعبين المصري والسوري.
وقد استقبل القائم بأعمال السفارة المصرية في دمشق شحنة المساعدات، وهو ما يعكس التزام مصر المستمر بتقديم الدعم الإغاثي لسوريا، خاصة في ظل استضافة مصر لأعداد كبيرة من السوريين وتوفير الخدمات الأساسية لهم.
التحركات الأمريكية في شمال سوريا
في المقابل، بدأ النشاط العسكري الأمريكي في شمال سوريا يتزايد، حيث بدأت القوات الأمريكية في تجهيز قاعدة عسكرية جديدة في مدينة كوباني (عين العرب) بمحافظة حلب، وفقًا لما نقلته وكالة "ريا نوفوستي"، تشمل هذه القاعدة منشآت كانت تستخدم سابقًا كفنادق، إضافة إلى تحصينات خرسانية استعدادًا لاستقبال الأصول العسكرية.
ورغم نفي وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) خطط إنشاء قاعدة جديدة في كوباني، فإن مصادر سورية أكدت زيادة النشاط الأمريكي في المنطقة، خصوصًا في دير الزور والحسكة، مع تعزيز قواعدهم عبر الإمدادات البرية والجوية.
الموقف المصري تجاه الأزمة السورية
منذ بداية الأزمة السورية، أكدت مصر دعمها الثابت لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، كما تجسد الدبلوماسية المصرية موقفًا واضحًا وشفافًا يقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهو ما جعل مصر تحظى باحترام دولي ودور محوري في إدارة الأزمات الإقليمية.
وفي خضم التصعيد الإقليمي والدولي، تواصل مصر دعمها للشعب السوري، وتبقى المساعدات الإنسانية جزءًا من هذا الالتزام، في الوقت الذي تستمر فيه القوى الكبرى في التنافس على تحقيق مصالحها في المنطقة.
يبقى المشهد السوري معقدًا، ومع استمرار الصراع وتزايد التدخلات الإقليمية والدولية، يظل الدعم المصري لشقيقها السوري نموذجًا مميزًا في تقديم المساعدة الإنسانية دون أي أجندات سياسية خفية. إن هذا الدعم يعكس العلاقة التاريخية العميقة بين الشعبين، ويعزز من موقف مصر كداعم للاستقرار في المنطقة.
تابع أحدث الأخبار عبر
