السبت 04 يناير 2025 | 11:38 مساءً
اللاجئ السوري الذي غيّرت صورة سيلفي مع أنجيلا ميركل حياته
لم يكن أنس مدماني، اللاجئ السوري البالغ من العمر 18 عامًا حينها، يتخيل أن صورة سيلفي التقطها مع المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل في سبتمبر 2015 ستغير مسار حياته. وفقًا لتقرير الغارديان
في ذلك اليوم، وصلت ميركل إلى مأوى لطالبي اللجوء في حي شبانداو ببرلين، وسط حشود من اللاجئين. اقترب أنس منها دون أن يدرك هويتها قائلاً: "دعينا نلتقط صورة." لم تمضِ سوى لحظات حتى علت الهتافات بـ"ماما ميركل"، ليكتشف لاحقًا أنها المسؤولة عن القرار التاريخي بفتح الحدود الألمانية واستقبال اللاجئين السوريين.
الصورة التي أظهرت ميركل مبتسمة تجاه كاميرا هاتف أنس بينما يضع ذراعه حول كتفها، انتشرت بسرعة حول العالم، لتصبح رمزًا للحظة فارقة.
اللاجئ السوري الذي غيّرت صورة سيلفي مع أنجيلا ميركل حياته
استُخدمت هذه الصورة في السيرة الذاتية الجديدة لميركل بعنوان الحرية, وصف أنس هذا التكريم بأنه اعتراف بالغ الأهمية، وقال: "إنها الآن جزء من التاريخ، وهذا شيء لن يُمحى أبدًا."
اليوم، يعيش أنس، البالغ من العمر 27 عامًا، حياة جديدة في ألمانيا كمنتج فيديو في برلين, بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، بات صوتًا بارزًا بين قرابة مليون لاجئ سوري في ألمانيا، معبرًا عن مشاعر مجتمعه.
يقول أنس: "أشعر وكأنني شخص جديد, لا أعيش قلقًا على عائلتي كما كان الحال لسنوات, لدي الآن وطنان أشعر بالانتماء إليهما."
رغم ذلك، أبدى قلقه من الأصوات السياسية المطالبة بعودة اللاجئين، خاصة مع اقتراب الانتخابات الألمانية المبكرة، مما أثار مخاوف بين السوريين العاملين في ألمانيا، الذين يشكلون قوة كبيرة في قطاعات حيوية مثل الطب والهندسة والرعاية الصحية.
لم تكن الرحلة خالية من التحديات, فقد عانى أنس من حملات تضليل قادها اليمين المتطرف، حيث تم التلاعب بصورته لتصويره كإرهابي وربطه بهجمات إرهابية في برلين وبروكسل.
يتذكر تلك الفترة قائلاً: "كانت الأسوأ في حياتي. أمضيت عامًا كاملاً في عزلة، خائفًا من الخروج والتحدث مع الناس بسبب الأكاذيب."
زاد الأمر صعوبة على والدته، التي تأثرت بالشائعات التي تداولتها وسائل الإعلام العربية، مما دفعها إلى الاعتقاد بأن ابنها متورط في الإرهاب. يقول أنس: "كانت أمي تبكي لأيام بسبب تلك الأكاذيب، لكنها أدركت لاحقًا الجوانب الإيجابية للصورة."
يخطط أنس لزيارة سوريا في فبراير لأول مرة منذ تسع سنوات. سيقوم بزيارة عائلته في داريا، حيث كان منزلهم مسرحًا لدمار واسع. يعزم على إعادة بناء المنزل باستخدام مدخراته، آملاً أن يسهم في إعادة إعمار سوريا وجعلها أكثر انفتاحًا وحداثة.
يتطلع أنس أيضًا لتقسيم حياته بين برلين وسوريا، وربما كييف، حيث تعيش صديقته الأوكرانية آنا، التي ساعد عائلتها على الانتقال إلى ألمانيا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
إذا أتيحت له الفرصة للقاء ميركل مرة أخرى، يقول أنس: "سأخبرها أنني لم أخيب أملها. لقد استفدت من الفرص التي منحتها لي." وأضاف مستعيدًا عبارتها الشهيرة خلال أزمة اللاجئين: "نعم، نحن نستطيع فعلها... وأنا فعلتها."
اقرأ ايضا